يتّبع البعض منا أنظمة غذائية تساعد في التخلص من سموم الجسم، ومن هنا بدأ التوجه نحو المنتجات التي تدّعي قدرتها على علاج الصداع، والخمول، والأمراض المزمنة عبر تنظيف أجهزة أجسامنا من المواد السامة. لكن لا تتسرّع لشراء حزمة من تلك المنتجات، أو تلجأ لشرب الليمون الحامض مع الفلفل الحريف لمدة عشرة أيام، قبل أن تعرف ما هي السموم أصلًا!
معظم خبراء الصحة يخبرونك أن تلك السموم ليست بالوحش المرعب، كما يحاول البعض تصويرها. “بيتر ثورن” أستاذ في جامعة ولاية أيوا، ورئيس كلية إدارة الصحة العامة والصحة البيئية، ومدير مركز أبحاث علوم الصحة البيئية يرى أن هناك لبسًا في مفهوم السموم.
السُّم (Toxin) هي أي مادة ضارة تنتجها الكائنات الحية، بعض الأمثلة عليها، السموم الكيميائية التي تفرزها حيوانات، مثل: النحل، والأفاعي، وقنافذ البحر، هذه سموم طبيعية من الناحية الفنية تندرج تحت مجموعة فرعية من السموم. وهناك سموم أخرى، كتلك التي تفرزها بعض الضفادع أو نباتات مثل نبات الشوكران. أما المواد السامة التي ينتجها البشر، فتُسمى “Toxicants” فحين تستخدم الإعلانات التجارية لمنتجات الأنظمة الغذائية كلمة “Toxin” فلا يُقصد بها السموم الطبيعية.
فاللجوء إلى عصائر ومشروبات التنظيف “ديتوكس” لن يجدي نفعًا مع سُم الأفعى! لكن هل هي فعالة في التخلص من سموم الجسم مثل المبيدات الحشرية؟ يقول ثورن أنه تتطور في أجسامنا إنزيمات أيضية خلال النمو لمعالجة تلك السموم التي نتعرّض لها.
معظم المواد منخفضة السميّة التي تدخل أجسادنا سواء عبر التنفس أو الطعام، فإنه يتم طردها عبر الكلى أو الكبد. أيضًا، البول، والبراز، والزفير من الطرق التي يتخلّص فيها الجسم من السموم التي تدخل أجهزتنا. ومعظم تلك الأشياء التي تدخل أجسادنا، فإنه ليس لها تأثير طويل المدى.
لكن تظهر المضاعفات حين يكون هناك اتصال مع المواد السامة بجرعات عالية. مثلًا حين تكون مقيمًا في مكان ترتفع فيه مستويات الزرنيخ في الماء، أو تعرضك لكميات كبيرة من تلوث الهواء. فهنا تكون كميات كبيرة من السموم على الجسم معالجتها.
كما أن الناس الذين يولدون بأمراض معينة كالحساسية أو الطفرات الجينية ليسوا مهيئين للتخلص من تلك السموم كغيرهم من الناس. في هذه الحالات يوصي الأطباء بعلاجات وأنظمة غذائية خاصة، لكن ما لا سينصحون به مرضاهم “الديتوكس” وهي العلاجات المنزلية التي شاع استخدامها في الآونة الأخيرة.
فبعد سنوات من الأبحاث التي أجراها ثورن، فمنتجات كشاي الديتوكس، أو كبسولات تنظيف القولون ليست مثبتة بأبحاث يمكن الرجوع إليها للتعرف على فعاليتها. ويقول ثورن أنه إن كنت ممن يعيشون نمطًا حياتيًا صحيًا، وكذلك يتّبعون نظامًا غذائيًا سليمًا فليس هناك داع لاتباع تلك الإجراءات. فطرد السموم وظيفة تختص بها أعضاء جسمك.