جراحة التجميل هي الجراحات التي تجري لأغراض وظيفية أو جمالية، و بالمفهوم البسيط هي استعادة التناسق والتوازن لجزء من أجزاء الجسم عن طريق أستعادة مقاييس الجمال المناسبة لهذا الجزء حيث عُرف المصطلح بهدف إصلاح الاختلالات التي تطرأ على أجزاء الجسم، لكن العصر الحديث شهد تحولا جذريا في استعمالات جراحة التجميل حتى باتت تواكب الموضة ولها أنواع وأشكال مختلفة.
تاريخ جراحة التجميل بين الحضارات
استعملت جراحة التجميل للمرة الأولى بغرض ترميم عيب خَلقي أو إصلاح تشوه نجم عن حادث معين أضر بجزء من أجسام الجسم، ويرجع تاريخ بداية جراحة التجميل إلى الهند، حيث استعمل الأطباء الهنود مفهوم جراحة التجميل عبر ترقيع الجلد في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، واستمرت هذه التقنيات حتى أواخر القرن الثامن عشر. كما استعمل الرومان تقنية جراحة التجميل في إصلاح الأضرار في الأذن بدءً من القرن الأول قبل الميلاد.
التحول الجذري في جراحة التجميل
قديما كانت جراحة التجميل تهتم بتحسين الشكل العام للشخص من خلال إخفاء التشوهات أو العيوب الخلقية، وكانت تستعمل تقنيات طبية بسيطة كترقيع الجلد، لكنها اليوم باتت أكثر تعقيدا وصعوبة، وأصبت تستعمل مصطلحات جديدة في تقنيات جراحة التجميل كالليزر والبوتوكس، كما أن الهدف الرئيسي من استعمال هذه الجراحات أصبح بهدف تغيير الخلقة الربانية كتغيير شكل وحجم الفم والتلاعب برفع الحاجبان أو نفخ الخدود بتقنية البوتوكس وغيرها من الأقسام الطويلة في لائحة جراحة التجميل وهنا لا يمكن إنكار الدور المميز الذي قدمته معظم حالات جراحة التجميل نحو إنهاء عُقد الحروق والجروح وبعض الإصابات الشائعة التي سبق وأن تسببت بتغيير واضح في الشكل العام للإنسان سواء أكان ذكر أم أنثى,لكن في الوقت نفسه تجاوز المنظور الحالي تلك الأمور فأصبحت الجراحات التجميلية تتعدى كونها مدعاة طبية بل أصبحت هوس يعرف بــ “النيولوك”.
أكثر أنواع جراحة التجميل شيوعا في الوطن العربي
تعتبر جراحة تجميل الأنف من أكثر أنواع عمليات وجراحة التجميل إقبالا لدى العرب في الوطن العربي، حيث تعتبر عمليات ترميم الوجه والأنف وتدعيم أو إعادة بناء هيكل الأنف الأكثر شيوعا في عالم عمليات التجميل من قبل كلا الجنسين، إضافة للأنف فإن عمليات نفخ الشفة والخدود بمادة البوتوكس باتت شائعة للغاية لدى النساء العربيات، ويتم التوج إلى دبي لإجراء هذه العمليات التجميلية على أيدي أطباء من جنسيات لبنانية أو أوروبية.
السعوديون الأكثر إقبالاً على عمليات التجميل عربياً
من الأمور الملاحظة بأن هذه الجراحات تزداد في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر، حيث ذكرت أبحاث طبية تم نشرها في جريدة الرياض أنه وفي الولايات المتحدة في عام 2000 كان الثلث ممن أجرو جراحة التجميل هم ممن سبق لهم أن أجروها! وتضيف الأبحاث أيضاً أنه في العام 2003 بلغ عدد النساء اللواتي قمن بهذه الجراحات ما يعادل 7 ملايين امرأة وبنسبة ارتفاع 16% عن العام 2002، فيما بلغت نسبة الخاضعين لها من الرجال بين عامي 2002_2003 ما نسبته 31%.
وفي هذا السياق أكد استشاري التجميل الدكتور خالد الزهراني أن المملكة العربية السعودية تتصدر قائمة الدول العربية في الإقبال على جراحة التجميل، حيث تصدرت السعودية قائمة مكونة من 25 دولة بعدد 141 عملية وجراحة تجميل في عام 2010 وحده وتضاعف هذا الرقم في عام 2014، وتبلغ إيرادات سوق جراحة التجميل مبلغ أربعة مليارات ريال سعودي، ويُتوقع أن يصل المبلغ إلى خمسة مليارات خلال العامين المقبلين 2015 و 2016 بسبب زيادة الإقبال الجنسين على جراحة التجميل.
ويعود السبب وراء الانفتاح الكبير على جراحة التجميل بمختلف فروعها في السعودية بسبب زيادة وعي السعوديين بعمليات التجميل وأنواعها، إلا أن هذا الوعي يبقى غير مكتمل لماهية هذه الجراحات والعمليات، إضافة للانتشار الواسع لأطباء جراحة التجميل في المملكة والترويج الإعلامي الكبير لهذه العمليات متناسين بذلك المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عن هذا النوع من الجراحات ومكتفين بالعائد المادي وجهل معظم المقبلين على جراحة التجميل بمخاطرها ومضاعفاتها.
فقد أوضح استشاري جراحة التجميل في مستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور خالد الزهراني أن ما نسبته 10% من الأخطاء أو المضاعفات الطبية تكون بعد إجراء جراحة التجميل، موضحا أن كثيرا من السيدات في السعودية يخترن الدكتور لمجرد جنسيته أو الترويج الإعلامي والدعائي له، مؤكدا تواجد كادر طبي سعودي على كفاءة عالية ينافس أطباء عالميين من استشاريي جراحة التجميل في العالم.
المصادر: