1000 حاسوب فقط متصل بالإنترنت في كوريا الشمالية
اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بالوقوف وراء قطع خدمات الإنترنت، وشبكة الجيل الثالث للهواتف المحمولة 3 مرات في غضون أسبوع حيث بدأت الحرب الإلكترونية بين الطرفين منذ القرصنة على شركة سوني بيكتشرز. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما الأثر الذي تركه قطع خدمات الإنترنت عن البلاد؟ هل تأثر الناس؟ هل تعطلت أعمالهم؟ أو هل أوقفهم عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي كما يحدث في كثير من البلدان؟ لا تتعجبوا من الإجابة إن كانت “ليس كثيرًا”.
نعم، لم يتأثر الناس كثيرًا بقطع خدمات الإنترنت، والسبب أن عددًا قليلًا من مواطني كوريا الشمالية التي تبلغ مساحتها 120,540 كم2، وعدد سكانها حسب إحصاء 2011 حوالي 25 مليون نسمة يتصلون بالإنترنت. فكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية حقائق حول استخدام الإنترنت والحاسوب في كوريا الشمالية، والتي بينت فيها كيف أن البلاد تصارع من أجل حاجتها لعالم الإنترنت. وقد حصلت آخر ضربة انقطاع الإنترنت السبت بعد أن وصفت حكومة كوريا الشمالية الرئيس أوباما بقرد يعيش في غابة استوائية.
بيت الدراسة
ويقول الخبراء بأن البنية التحتية للإنترنت في كوريا الشمالية هشة جدًا، لدرجة أن أي هاوٍ، أو خلل في الإنترنت يعطلها بسهولة. لا يمتلك غالبية الناس في كوريا الشمالية إمكانية وصول إلى الإنترنت، ويُعتقد بأن هناك 1000 حاسوب فقط لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت، لكن هذه الميزة ليست للناس العاديين، فهي ممنوحة للأشخاص المهمين، والعسكريين، وبعض الجامعات، ويفترض من ضمنها وحدة القرصنة 121 سيئة السمعة. ويقارن هذا العدد الضئيل بعدد المتصلين بالإنترنت في كوريا الجنوبية 112 مليون، وفي الولايات المتحدة 1.5 مليار. حتى أن مدينة لندن، أو نيويورك بها متصلون بالإنترنت أكثر بكثير من كامل كوريا الشمالية.
بيت الدراسة مصدر الحصول على المعلومات
ويُعتقد أن هناك مليون حاسوب فقط في كوريا الشمالية بأكملها، وكل شخص يمتلك واحدًا يجب أن يقوم بتسجيله. توجد العديد من المؤسسات التعليمية لكنها تفتقد الاتصال بالشبكة العنكبوتية. فمداخل اليو إس بي، والأقراص الصلبة تعد مصدرًا كبيرًا للمعلومات عن العالم خارج البلاد. وأي شخص لديه حاسوب متصل بالإنترنت يقصده الناس. فكان الناس يزورون “بيت الدراسة” في العاصمة بيونغ يانغ، ويسألون رجلًا معه الحاسوب، فيبحث عن الإجابة، ويجيب بعد 24 ساعة.
غرفة الحاسوب في قصر سامجيون للأطفال حيث يتعلمون التقنية
محطات إذاعية وتلفازية، ونظام تشغيل حاسوبي خاص بكوريا الشمالية
كما يوجد في بيت الدراسة في العاصمة أكثر من 30 مليون كتاب، لكن لا يُسمح باستعارة إلا آلافًا قليلة. ويمكن للناس الذهاب إلى مكتبة السي دي والاستماع للأقراص، لكن هذا الخيار ليس متوفرًا بشكل كبير. يمكنك الاستماع إلى الراديو، ومشاهدة التلفاز، لكن للمحطة الوطنية فقط، فجميع الفضائيات والمحطات محجوبة. يوجد نظام تشغيل حاسوبي خاص في كوريا الشمالية يسمى Red Star والذي يضم مكتبة الأوفيس، والألعاب، والحاسبة الهندسية.
الشبكة الداخلية المراقبة متنفس الناس
يمكن لعدد محدود من السكان متابعة الشبكة الداخلية “الإنترانت” التي توفرها البلاد، وهو نظام منتشر في كوريا الشمالية معزول عن العالم تمامًا يُسمى “كوانغ مايونغ”، والتي تعني “النجمة اللامعة”. كل شخص يستخدم هذه الشبكة يُراقب من السلطات، ولا يمكن الاتصال بأي موقع أجنبي. الشبكة مجانية، لكن هناك أقل من 10% يستخدمون هذه الشبكة. يمكن متابعة 1000-5000 موقع على الشبكة الداخلية، لكن معظم محتواها إخباري، أو دعاية، أو مراجع علمية، أو أرشيف.
وعند كتابة أسماء زعماء كوريا الشمالية، فيظهر الاسم تلقائيًا أكبر بـ 20% من حجم أي نص في الصفحة. وتعد وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية kcna.kp مصدر الأخبار والمعلومات إلى العالم، والتي تركز على أنشطة الزعيم كيم جونع. وحين تستخدم الشركات البريد الإلكتروني، فعليها أن تشاركه مع جميع الموظفين، أي الجميع يستخدم ذات البريد الإلكتروني؛ وبالتالي ليس هناك خصوصية. يستخدم حوالي 2 مليون شخص في كوريا الشمالية الهواتف النقالة، لكنها تفتقر الاتصال بالإنترنت.