السر وراء رطوبة الأنف في فصل الشتاء

مع حلول فصل الشتاء والأجواء الماطرة، باتت نزلات البرد والإنفلونزا أمرا مألوفا بين الناس على اختلاف الأعمار، وأصبحت أنوفنا رطبة مزكمة على مدار الفصل البارد، لكن هل سألت نفسك يوما لماذا يصبح الأنف رطبا في فصل الشتاء، بالذات دونا عن باقي فصول السنة؟ ولماذا نشعر بأن كمية الإفرازات المخاطية تزداد في هذا الفصل البارد دونا عن باقي فصول السنة؟ خلال هذا الموضوع سنجيب عن هذا التساؤل الذي لا يعرفه الكثير من الناس.

 

السبب وراء زيادة رطوبة الأنف خلال فصل الشتاء

خلال الفصول الدافئة وفي الأيام العادية، يُنتج أنف الشخص الطبيعي حوالي ربع لتر من المخاط أو السائل، معظم هذا المخاط يعود مرة أخرى إلى الحلق ويتم بلعه من دون إدراك الشخص في معظم الحالات، لكن مع حلول فصل الشتاء وازدياد برودة الهواء الذي نتنفسه، يزيد إنتاج المخاط عن المعدل الطبيعي مما يسبب خروج المخاط إلى الجزء الأمامي من الأنف بدلا من رجوعه إلى الحلق.

ما يحدث هو ازدياد إندفاع الدم إلى الأنف، وذلك نتيجة لتنفس الهواء البارد من خلال زيادة تدفق الدم من الأوعية الدموية الرفيعة والشعيرات الدموية الموجودة داخل أغشية الأنف، هذه النتيجة تساهم بشكل كبير في الحفاظ على دفء الأنف مع تنفس الهواء البارد ويساعد أيضا في تسخين الهواء البارد قبل أن يصل إلى الرئتين.

الفائدة الكبيرة التي تقدمها زيادة تدفق الدم إلى أغشية الأنف لا تقتصر فقط على تدفئة الأنف والهواء، فكأثر جانبي فإن زيادة تدفق الدم عن المستوى الطبيعي للغدد المخاطية في الأنف يساهم بزيادة إنتاجها للمخاط في الأنف مما يُنتج كمية مخاط أكبر عندما تتنفس الهواء البارد، ولا ننسى أن نُذّكر هنا بأهمية إفرازات المخاط التي تعمل على ترطيب الأنف وتخليصه من الشوائب التي تدخل خلال عملية التنفس.

وعندما تعود الأجواء دافئة مرة أخرى كتغير الفصول، فإن الأوعية الدموية داخل الأنف ستنقبض تلقائيا مما يؤدي لعودة عمل الغدد المخاطية لمعدلها الطبيعي ويصبح إنتاج المخاط كالسابق (ربع لتر يوميا) على أن يعود معظم هذا الإنتاج للحلق وليس العكس.

اقرأ أيضا:

هولندا ومقاهي الجليد، قصة عشق الشتاء

رذاذ أنف الأنسولين يساعد في مكافحة الزهايمر

 

المصدر

Exit mobile version