البنكرياس الاصطناعي أفضل حل لعلاج السكري

أثبتت دراسات جديدة أن البنكرياس الاصطناعي يقدم للمرضى المصابين بمرض السكري من النوع الأول، طريقة أفضل لإبقاء مستويات السكر في الحد الطبيعي، بدلاً من علاج مرض السكري التقليدي الذي ينطوي على استخدام مضخة الإنسولين.

البنكرياس الاصطناعي هو نظام آلي يساعد مرضى السكري على السيطرة على مستويات السكر في الدم، من خلال إدارة آلية من واحد أو اثنين من الهرمونات

في دراسة جديدة أجريت على 30 من البالغين والمراهقين الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول، قارن الباحثون الطرق التقليدية للعلاج بمضخات الإنسولين لنوعين من البنكرياس الاصطناعي، النوع الأول يقوم بتوفير اثنين من الهرمونات “الإنسولين والجلوكاجون”، في حين أن النوع الثاني يوفر الإنسولين فقط.

الإنسولين يقوم بتنشيط الخلايا في الجسم لاحتواء الجلوكوز وبذلك يخفض من مستويات السكر في الدم. الجلوكاجون ينشط خلايا  الكبد لإطلاق السكر في الدم وبالتالي يرفع من مستويات السكر في الدم

وجد الباحثون أن مستويات السكر عند المرضى كانت مستقرة بنسبة 62% عند استخدام البنكرياس الاصطناعي مع الهرمون الواحد، و بنسبة 63% عندما تم استخدام البنكرياس الاصطناعي ثنائي الهرمون. بالمقارنة كانت مستويات السكر في دم المرضى الذين كانوا يستخدمون مضخة الإنسولين بنسبة 51%. وبذلك أوضح الدكتور “بيتول هاتيبوغلو” من مستشفى كليفلاند أن البنكرياس الاصطناعي هو بالتأكيد أفضل من مضخة الإنسولين التقليدية.

وعلاوة على ذلك، وجد الباحثون أن عند استخدام البنكرياس الاصطناعي يشهد المرضى حالات أقل من نقص السكر في الدم، مقارنة مع العلاج باستخدام مضخة الإنسولين التي تتسبب في كثير من الأوقات بانخفاض مستويات السكر في الدم، الأمر الذي قد يسبب الارتباك والدوار، وفي الحالات الشديدة فقدان الوعي والغيبوبة.

سكري النوع الأول هو اضطراب مزمن ناجم عن عدم إفراز البنكرياس لهرمون الإنسولين إو افرازه بتراكيز ضئيلة، وذلك بسبب تدمير مناعي ذاتي لخلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس، ويمكن أن يتسبب بفقدان البصر، إضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك يقوم المرضى بالمراقبة الدورية لمستوى الجلوكوز في الدم 

كما وجد الباحثون أن 13 حالة عانت من نقص السكر في الدم –5 منها عانت من الأعراض التي ذُكرت آنفا– عندما كان المرضى يستخدمون البنكرياس الاصطناعي بالهرمون الواحد، بينما عانت 9 حالات  من انخفاض السكر في الدم –دون حدوث أي اعراض– عند استخدام البنكرياس الاصطناعي ثنائي الهرمون، لكن وجدت 52 حالة –12 منها عانت من الأعراض– عند استخدام العلاج التقليدي (مضخة الإنسولين).

وبذلك تثبت الدراسة أن كلا النظامين من البنكرياس الاصطناعي يحسن من السيطرة على الجلوكوز ويحد من مخاطر نقص السكر في الدم، مقارنة مع العلاج التقليدي. ومع ذلك كانت هذه الدراسة صغيرة، وما زالت تحتاج إلى المزيد من البحث لتحديد ما إذا كان البنكرياس الاصطناعي بهرمون واحد أو ثنائي الهرمون هو العلاج الأفضل لمرضى السكري.

ووجد الباحثون أيضًا أن مع استخدام أي من هذين النوعين من البنكرياس الاصطناعي لم تحدث حالات نقص السكر في الدم أثناء النوم، مقارنة مع 13 حالة لوحظت خلال العلاج بمضخة الإنسولين، لكن دون حدوث أي أعراض. فمخاطر نقص السكر في الدم تميل إلى الارتفاع خلال الليل، وذلك يشكل مصدر قلق خاصة لآباء الأطفال الذين يعانون من نقص مستوى السكر في الدم.

وأخيرًا، قال الدكتور “هانيبوغلو” أن البنكرياس الاصنطاعي هو تقدم سريع جدًا ويآمل بأن يكون متاح للمرضى قبل عام 2020، فذلك سيؤدي إلى تحسين رعاية المرضى بشكل كبير، مقارنة مع العلاج باستخدام مضخة الإنسولين التقليدية.

المصادر
1

Exit mobile version