تعيش طيور البطريق في البيئات المتجمدة كالقطبين الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية، ويتميز البطريق بأنه طائر يألف العيش ضمن جماعات، إذ نجد طيور البطريق تعيش معا كعائلة واحدة كبيرة يحمي بعضها بعضا وتحافظ الإناث منهم على صغارها وترعاها جنبا إلى جنب مع الذكور الذين يهتمون بتوفير الطعام والحماية لإناثهم وأطفالهم.
وتبقى حياة البطاريق من الأمور السرية والغامضة التي لا نعرف عنها الكثير، ذلك لأن طائر البطريق يتميز بخجله الشديد وهروبه من الخبراء والمغامرين الذين يعتريهم الفضول لدراسة هذا المجتمع ومعرفة الكثير عن طيور البطريق التي لا نكاد نعرف عنها سوى أنها الطيور الوحيدة الغير قادرة على الطيران!
البطريق الروبوت، الخدعة العلمية لاكتشاف حياة البطاريق!
قد قام مجموعة من علماء الأحياء وصُناع السينما بقيادة البروفيسور “إيفون لو ماهو” من جامعة ستراسبورغ في فرنسا، بتصنيع روبوت صغير على شكل بطريق أسموه “روفر” يمكن التحكم به عن بعد، وأطلقوه بين البطاريق في القطب الجنوبي كنوع من الإحتيال والخداع لهذه الطيور ليندمج بينهما ويكوّن صورة عن عادات التغذية والصحة والتفاعلات الإجتماعية بين هذه الطيور، حيث يتم مراقبة البطريق الروبوت عن مسافة 650 قدم من خلال كاميرات مثبتة به.
*العلماء يطورون روبوت يشبه طائر البطريق لدراسة مجتمع البطريق وتكوين صورة قريبة عن حياته السرية*
وقد لاقى هذا الروبوت ترحيبا في بداية انخراطه بالطيور إذ لوحظ تجمع صغار البطاريق حوله والحديث معه بلغة خاصة لا يفهمها إلا البطاريق! وقد سجّل روفر بعضا من سلوكيات طيور البطريق تجاه البشر، فكلما هَمّ العلماء بالإقتراب من الطيور، كانت البطاريق تتراجع بسرعة مع تزايد في ضرابات القلب لديها كدلالة على الخوف من الغرباء.
وعلق البروفيسور “لو ماهو” على هذه النسخة المطورة من “لاند روفر” قائلا: (تعتبر هذه النسخة الإصدار الخامس من التصاميم التي عملنا عليها لفترة طويلة حتى توصلنا إلى الشكل الأمثل والتصميم الأفضل، إذ استعملنا الألياف الزجاجية في صناعة الإصدار الأول مما تسبب بإخافة الطيور وهروبها منه!، لكننا في هذا الإصدار قمنا بتغطية روفر بالفرو الرمادي، وصنعنا له يدين سوداوين ووجه أبيض وأسود مع منقار أسود كالذي تمتلكه البطاريق)، وأضاف: (زوّدنا روفر بمجموعة كاميرات وأجهزة استشعار حساسة تتصل لاسلكيا مع أجهزة الحاسوب للباحثين).
*البروفيسور “إيفون لو ماهو”، المسؤول عن مشروع الروبوت روفر*
*الإصدار الأول من روفر صُنّع من الألياف الزجاجية مما أخاف طيور البطريق وأبعدها عنه!*
وقال البروفيسور “لو ماهو” أن البطاريق رحبت بلاند روفر وانخرط معها في مجموعاتها لفترة من الزمن، حتى أن البطاريق قد غنّت معا أغنية خاصة أشبه بصوت البوق بحضور روفر كنوع من الاختفال بانضمامه للمجموعة!
وقد لاحظ الباحثون أن البطاريق البالغة قد اهتمت بروفر من أجل استشعار أي إستجابة ليكون رفيقا لفراخهم الصغيرة! لكن روفر لم يبرمج على إصدار الأصوات، وأصيبت البطاريق البالغة بخيبة أمل كبيرة بعد عدم حصولها على أي استجابة، لذلك يسعى الخبراء إلى تطوير نسخة جديدة من روفر قادرة على إصدار أصوات معينة مشابهة لصوت البطريق الحقيقي ليتفاعل أكثر مع هذه الطيور الخجولة.
ولم يكن “لاند روفر” الأول من نوعه في هذا المجال، إذ استعملت إصدارات سابقة منه مع حيوانات أخرى تتميز بخجلها لينخرط بها وبالتالي يتجنب العلماء النتائج السلبية التي تعود عليهم بسبب سلوك الحيوانات الهمجي مع الغرباء.
وفي نهاية الأمر، تعرض روفر لهجوم عنيف من البطاريق بمناقيرها بعد أن تم اكتشاف أمره وأنه ليس سوى جاسوس مندس على هذا المجتمع، لكن الخبراء تمكنوا من تسجيل بعض موجات الأصوات للبطاريق والحصول على عدد من الصور عن قرب في سابقة لم يتمكن أحد من قبل من إنجازها!
المصادر: