أمل جديد لعلاج تلف الدماغ بالخلايا العصبية

تلف الدماغ، Brain damage، من الحالات المرضية التي لا يمكن شفاؤها أو علاجها، ويحصل نتيجة لتعرض الإنسان لسكتة دماغية بسبب توقف وصول الأكسجين للدماغ، أو لحالات صحية أكثر شيوعا كالزهايمر والصرع، وفي حالات أخرى ينتج عن التعرض لإصابة بالغة ناتجة عن الرصاص أو الطعن، وحتى فترة قريبة للغاية، لا يتواجد علاج نهائي للقضاء على مشكلة التلف الدماغي.

https://www.youtube.com/watch?v=-YQcofTPs6E

*التلف الدماغي الناتج عن السكتة الدماغية يحصل بسبب صعوبة أو قلة الأكسجين الواصل للدماغ*

لكن التلف الدماغي لم يعد معضلة بعد اليوم، فبفضل دراسة جديدة في هذا المجال، بات الأمل بالشفاء قريبا للملايين ممن يعانون من تلف خلايا الدماغ لأي سبب كان، فقد وجد العلماء السبيل لإصلاح هذا التلف من خلال خلق خلايا عصبية وظيفية جديدة من خلايا بنائية داعمة Support cells في الدماغ.

كيف سيتم علاج تلف الدماغ في المستقبل؟

قام علماء وأطباء مختصين بتحويل خلايا بنائية في أدمغة الفئران إلى خلايا عصبية بحسب ما نشرته مجلة Stem Cell Reports، وقد تم تجديد المناطق المتضررة من القشرة الدماغية للفئران وبدأت الإشارات الدماغية تعمل ولاحظ العلماء انتعاشا في عمل المناطق المتضررة التي كانت قد توقفت عن العمل بعد عطوب هذه المنطقة.

*خلية عصبية ترسل وتستقبل إشارات في الدماغ*

وتعتبر القشرة الدماغية من الطبقات فائقة الحساسية في الدماغ ، وهي الطبقة الخارجية لأنسجة الدماغ، وتشارك في السيطرة على الحركة وتفسير الحواس والفكر الواعي والذاكرة، وعادة، لا تنمو خلايا عصبية جديدة في هذه المنطقة من الدماغ، لذلك بمجرد موت أو عطوب الخلايا في القشرة الدماغية، فلا يمكن استبدالها.

*موقع القشرة الدماغية بالنسبة للدماغ ككل*

ومع تطور العلم واكتشاف سبل جديدة لحل أعتى وأصعب المشاكل الصحية، استطاع العلماء حقن فيروس يحمل جزء إضافي من الشيفرة الوراثية في أدمغة الفئران، فبات بالإمكان إقناع خلايا بنائية في الدماغ وتسمى “NG2 Glia” أو الخلايا الدبقية بالتحول إلى عصبونات حية وظيفية في المناطق المتضررة من الدماغ، ثم نمت هذه المناطق المتضررة لتصبح قادرة على استقبال إشارات من الخلايا العصبية في المنطقة المتضررة في الدماغ.

وبدء العلماء بالفعل باستعمال هذه الدراسة وتطبيقها على عدد من المتطوعين المصابين بالتلف الدماغي، حيث استخدم العلماء خلايا جذعية سابقة زُرعت في المختبر ثم تم حقنها في أدمغة المرضى للمساعدة في إصلاح الأضرار الناجمة عن السكتات الدماغية، ويتوقع العلماء نجاحا باهرا لهذه التقنية الصحية ذلك أن الخلايا التي يتم زراعتها من نفس أنسجة الدماغ للمريض، وبالتالي فإن احتمالية رفض الجسم للخلايا أو حصول مضاعفات أخرى قليلة للغاية.

*يتم زراعة خلايا من نفس جسد المريض وبالأحرى من المناطق السليمة للدماغ وبالتالي لا يرفضها جهاز المناعة للجسم*

على الرغم من اقتراب وضع حد للتلف الدماغي، إلا أن الأطباء حذروا من أنه يمكن أن تستغرق هذه التقنية فترة عقدين من الزمن قبل أن تصبح جاهزة في المراكز الطبية، وصرّح الدكتور بينديكت بيرنينجر، البروفيسور في علم الوراثة في جامعة Ludwig-Maximillians في ميونخ، أن خلق خلايا عصبية في الدماغ يمكن أن تعتبر واعدة ومضمونة لمن يعانون من الصرع، لكنها أكثر صعوبة في حالات الزهايمر والسكتات الدماغية بسبب حصول دمار واسع في أنسجة الدماغ في هذه الحالة، كما أن خلق خلايا عصبية جديدة في الدماغ لن تعيد المفقود من الذكريات للمريض.

*تلف دماغي ناتج عن إصابة المريض بالسكتة الدماغية*

ولا زالت هذه التقنية قيد الدراسة والتجريب، إذ يأمل العلماء أن يتم تطوير عقاقير بدلا من الفيروسات لحث الخلايا البنائية للتحول إلى خلايا عصبية فاعلة، ولا زال من المبكر أن يُبت في النتائج النهائية لمثل هكذا تقنية، فهي لم تستعمل بعد على نطاق واسع ولم يتسنى للعلماء اكتشاف أي مضاعفات أو مؤشرات خطر على الفئران بسبب اختلاف البيئة البيولوجية عن دماغ الإنسان.

*نجح العلماء في تحويل الخلايا البنائية لعصبونات وظيفية في أدمغة الفئران *

المصادر 

1، 2، 3

Exit mobile version