بعد عقود طويلة من الخوف والرعب الذي تسببه أحاديث الأشباح والخيالات التي قد يتوهمها الشخص، أخيرا وضع العلم جوابا شافيا للسؤال الذي نسمعه كثيرا في أفلام الرعب، هل من أحدٍ هناك؟
حيث أثبت العلماء من خلال تجربة مخيفة كيفية استحضار أوهام شبحية داخل المختبر لإثبات أن من يلعب هذه اللعبة المرعبة هو عقلنا الباطن فقط لا غير!
وقد أثبتت التجربة أن الخيالات الغير مرئية والزاحفة على جدران منازلنا وأحيانا في الأروقة المظلمة والتي كانت الشغل الشاغل للباحثين في القوى ما فوق الطبيعية ومستحضري الأشباح ما هي إلا إشارات عصبية متضاربة تصدر في الدماغ وتترجمها العيون لخيالات غير منتظمة يراها الشخص ويتوهم أنه رأى شبحا!
والتجربة هي عبارة عن روبوت صغير يلبسه الشخص المتطوع على عينيه فيصبح معصوب العينين تماما، ثم يقوم الباحثون بإعادة إنشاء إحساس الشبح من خلال الروبوت عبر التداخل مع الإشارات الحسية في أدمغة المتطوعين فيتوهم الشخص رؤيته الأشباح في المكان.
وقد تم ترجمة تحركات الشخص عبر روبوت ذراع آخر موجود خلف المتطوعين والذي أعطاهم الشعور بوجود شخص يلمسهم من الخلف، وتكونت هذه الأوهام المرعبة للمتطوعين بسبب قيام المبرمج بتأخير معالجة الدماغ لحركات الجسم وموضع الجسم في الفراغ، مما أعطى شعورا للأشخاص بأن إشارات دماغهم لم تعد تصدر من أجسامهم بل من شخص آخر في الغرفة والمقصود هنا الأشباح!
(الرجاء أخفض الصوت، الفيديو يحتوي على موسيقى)
*علماء الأعصاب يجلبون الأشباح إلى مختبراتهم لضحض هذه الخرافة القديمة
أولاف بلانك يشرح المشروع ويقوم بتجربتها مجموعة من المتطوعين*
*التأخير في الإشارات الدماغية يتسبب بخلل في التوفيق بين حركة الشخص والمكان الذي يتواجد فيه مما يخلق صورة شبحية في عقل الشخص الباطن ويتوهم أنه يراه أو يشعر به في الغرفة*
(الرجاء أخفض الصوت، الفيديو يحتوي على موسيقى)
https://www.youtube.com/watch?v=prEoezJeUTc
*الأشباح ما هي إلا توهمات يعكسها الدماغ البشري بسبب إختلالات الإشارات الدماغية لثوانٍ معدودة*
الشعور المرعب الذي يمنحه الجهاز بوجود أشباح تحيط بالمكان جعل اثنين من المتطوعين من أصل 12 متطوع يطالبون بالإنسحاب من التجربة، حيث شعر هؤلاء المتطوعين بوجود أربعة من الأشباح تقف في مكان لا يقف فيه أحد مع الإحساس بوجود أحد يلمس أكتافهم من الخلف بأصابع غير مرئية!
وشعر ثلاثة من المتطوعين بأنهم كانوا تحت المراقبة والمس من أكثر من شبح في المكان، كما تولد إحساس بالقلق والإنجراف إلى الوراء وإلى أماكن مجهولة!
وعلّق البروفيسور “أولاف بلانك”، قائد الفريق في كلية “Ecole Polytechnique Federale de Lausanne” في سويسرا قائلا: (أن الأبحاث توصلت أخيرا إلى التفسير العلمي والمنطقي الصحيح لتفنيد الأشباح جملة وتفصيلا، فقد شملت تجربتنا الإحساس بوجود شخص غريب بالمختبر، وهذا يدل على إمكانية تولد هذا الشعور في أماكن طبيعية بسبب تضارب الإشارات الحسية والحركية للشخص في دماغه).
*البروفيسور “أولاف بلانك” قائد الفريق القائم على المشروع*
ويشكل هذا الإكتشاف ثورة كبيرة في الطب النفسي والبشري، حيث أنه يرتبط بالعديد من حالات الصرع والصداع النصفي وحالات انفصام الشخصية ومرضى السرطان، كما أنه يضحض ما يؤمن به بعض الناس من رؤيتهم للملائكة أو الشياطين أو الأشخاص الذين يدّعون رؤيتهم لأشخاص غير موجودين بسبب ظروف عاطفية أو فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأحبة.
https://www.youtube.com/watch?v=HvPBCex4VcA
*الإستنتاجات التي توصل إليها الباحثون في المؤتمر الختامي يستعرضها البروفيسور “أولاف بلانك”*
إذ يتعرض الإنسان في ظروف مرضية معينة، سواء نفسية أو جسدية، إلى إضطرابات في إشارات الدماغ مما يتسبب بإختلال عام في توفيق الدماغ بين حركة الإنسان وموضعه مما يخلق شعورا بوجود الأشباح في الغرفة أو المكان الذي يتواجد فيه، وكل هذه التوهمات ما هي إلا لعبة قام بها دماغنا على حين غفلة منا فقط لا غير!
المصادر: