الحياة مع الإيبولا من ليبيريا

“الحياة مع الإيبولا”، هي قصة يسردها المصور “كيران كيسنر”، الذي تخرج من الكلية في شهر مايو الماضي، وبعد ثلاثة أشهر استقل رحلة لذهاب إلى ليبيريا لتغطية تفشي مرض الايبولا في البشر هناك، والذي شعر بأن هذا الأمر يستحق المحاولة.

كان يعرف بأن هذا الأمر خطير جداً، ولكنه ذهب إلى ليبيريا من دافع شخصي، والمحاولة في إنقاذ ما يستطيع من أهل هذا البلد الذي مزقته الايبولا، حيث يعيش أهله في جحيم لعدة أشهر. وقد بدء العالم مؤخراً في تولي اهتمام أمر مرض الايبولا الفتاك، وكان شعور هذا المصور أنه من الواجب توثيق ذلك بالصور.

هذا المرض الذي قضى على الآلاف من الناس، مازال مستمر في التوسع، ولم يستطيع أحد وضع حداً له إلى هذه اللحظة، فقد سارع العديد من دول العالم بمساعدة المناطق المصابة بهذا المرض، بالمال والعتاد، والأدوية، والأدوات الصحية اللازمة.

مرض الإيبولا، أو حمى الايبولا النزفية، هو أحد الأمراض البشرية التي تحدث بسبب الإصابة بفيروس الإيبولا. تبدأ الأعراض عادةً بالظهور بعد يومين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالفيروس، وتتمثل في حمى والتهاب الحلق وآلام العضلات وصداع. وعادةً ما يتبعها غثيان وقيء وإسهال، ويصاحبها انخفاض وظائف الكبد والكلية. يبدأ بعض الأشخاص بالتعرض لمشاكل النزيف في هذه المرحلة.

فما هو سبب هذا المرض وكيف ينتشر؟

يمكن الإصابة بالفيروس عن طريق الاتصال بالحيوان المصاب بالعدوى من خلال الدم أو سوائل الجسم (عادةً القرود أو خفاش الفاكهة). لا يوجد دليل موثّق على الانتشار من خلال الهواء في البيئة الطبيعية. يُعتقد أن خفاش الفاكهة يحمل الفيروس، ويقوم بنشره دون الإصابة به.

بمجرد إصابة الإنسان بالعدوى، يمكن للمرض أن ينتشر أيضاً بالانتقال بين الأشخاص. الذكور الناجون من المرض قادرون على نقل العدوى عن طريق المني لما يقرب من شهرين. عادةً ما يتم أولاً استبعاد الأمراض الأخرى ذات الأعراض المشابهة، مثل الملاريا والكوليرا والأنواع الأخرى من فيروسات الحمى النزفية للقيام بتشخيص المرض. يتم فحص عينات الدم للكشف عن وجود أجسام مضادة للفيروس أو الحمض النووي الريبي للفيروس أو وجود الفيروس نفسه لتأكيد التشخيص.

السيد “كيران كيسنر” أثناء رحلته إلى ليبيريا لتوثيق ما يحدث هناك قال :”قضيت أول يوم لي في مدينة مونروفيا، وهي واحدة من أكبر الأحياء الفقيرة في ليبيريا، كنت بالتحديد في الحجر الصحي الحكومي، وكان يوجد حبل أصفر طويل قسم الحي عن بقية المدينة، فطلبت الدخول إلى المنطقة المصابة بالكامل بهذا الفايروس، وكان ذلك بعد أن لبست الملابس الواقية والقفازات، وأثناء السير شعرت بتوتر كبير، وكأنني أرى الفايروس بعيني، فعلاً إنه أمر مرعب”.

وأضاف أيضاً :” قد وصلت إلى إحدى المدارس التي تحولت إلى مركز رعاية لمرضى الإيبولا في ليبيريا، حيث تحولت جميع المدارس والعديد من المؤسسات هناك إلى مراكز للرعاية، فقمت بتصوير كل ما آراه وعيناي تبكي، من هول المشهد فالجميع كان ملقى على الأرض يحاول أن ينجو بما يستطيع”.

وبعد اليوم الأول بدء هذا المصور بالتكيف بسرعة مع الأجواء، وإتباع الأنظمة والإجراءات في تطهير نفسه وعتاده، وكان يحرص على جميع خطواته في الخارج، ويبقى مغطياً وجهه وجسده ويديه بالمعطف الواقي، وكذلك استخدام المطهر بكثرة لمسح الكاميرات.

وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد أفادت التقارير بأن مرض الايبولا أصاب 10,114 في كل من غينيا وليبيريا وسيراليون، وتم التأكد مخبرياً من إصابة 5,666، ولقي 4,912 مصرعهم متأثرين بهذا المرض.

هذا المرض تفشى في ليبيريا في شهر مارس لعام 2014، والذي يعتقد الكثيرون بأنه من أكبر وأكثر الأمراض تعقيداً في التاريخ. وقد تعرض عمال الإغاثة في غرب أفريقيا بالإضطرابات والعنف المدني، نتيجة لتفشي المرض في العائلات، والبنية التحتية للصحة العامة في ليبيريا تتعرض لتوتر شديد من توسع رقعة المناطق المصابة بالايبولا.

الحكومة الليبيرية وضعت مؤخرا تدابير معززة لمكافحة انتشار فيروس إيبولا، ومن المرجح أن تجعل السفر من وإلى البلاد أمراً صعباً للغاية، وكانت الخطوات كالتالي:

غلق كل الحدود ما عدا نقاط الدخول الرئيسية.

تدابير الوقاية والفحص وضعت في نقاط الدخول الرئيسية، وهذه سياسة سفر جديدة تؤثر على المسافرين القادمين والمغادرين.

وضعت قيود على التجمعات الجماهيرية العامة وغيرها.

 تدابير الحجر الصحي وضعت للمجتمعات المتضررة بشدة من فيروس إيبولا، وسيقتصر السفر داخل وخارج تلك المجتمعات.

الأفراد العسكريين يساعدون في فرض هذه النقاط، من أجل الوقاية والمكافحة الأخرى.

المصادر 1 2 3

Exit mobile version