الخرف هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل الذاكرة والإهتداء والتفكير السليم والحكمة، لذلك يفقد الكثير ممن يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة، ومن أكثر أسباب الخرف شيوعاً هو مرض الزهايمر.
*صورة مقطعية لدماغ سليم ودماغ مصاب بالخرف، حيث تكثر التجاويف وتزيد المساحة بين فصوص الدماغ*
وبعد الإختبارات المكثفة والبحوث المختصة بمرض الخرف، قرر اتحاد الأطباء العام في المملكة المتحدة تقديم فرصة إجراء إختبارات حاسوبية متخصصة للأشخاص منتصفي الأعمار من أجل قياس فترة “عمر الدماغ” لكل شخص ومقارنتها مع العمر البيولوجي المتوقع لكل فترة عمرية كوسيلة لتشجيع المجتمع البريطاني على اتباع الأنماط الصحية التي تقيهم من الإصابة بالخرف.
*ما هو مرض الخرف؟ وما هي أعراضه وكيف يمكن محاربته؟*
ويعد هذا الاختبار الأول من نوعه والذي تسعى الصحة العامة البريطانية لتطبيقه من قبل الأطباء في الأشهر القليلة المقبلة، إذ يتمثل الاختبار بمجموعة من الاسئلة تُوجه للمتطوع عن العادات العامة كممارسة التمارين الرياضية وشرب الكحوليات والتدخين والوزن إلى جانب البيانات السريرية عن ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، ثم تُجرى حسابات مختصة بناءً على الإجابات لتُعطَى النتائج النهائية.
بشكل عام، إن كان رجل في الأربعينات من عمره، يشرب الكحول بشكل يومي ويدخن ويمارس القليل من التمارين الرياضية، فيمكن القول أن دماغه يشيخ بسرعة “1.5” ضعفا عن الشيخوخة الطبيعية، ما يعني أن دماغه يعمل كما لو كان عمره 60 عاما! ويأمل مسؤولو الصحة جعل هذا الاختبار جزءً لا يتجزأ من نظام الفحص الدوري الصحي للأشخاص بين الفترة العمرية من 40-74 عاما.
وعلق “تشارلز إليسي”، مدير الصحة العامة البريطانية (PHE) لمحاربة الخرف، “أن المخطط كان تطوعيا منذ البداية، لكننا بالفعل نرغب بجعله أحد الفحوص الطبية الدورية لإعطاء فرصة للناس لتقييم عوامل الخطورة على صحتهم وتداركها قبل فوات الأوان والإصابة بالخرف الذي يتسبب بإنخفاض مستويات وظائف الجسد الإدراكية”.
*”تشارلز إليسي”، مدير الصحة العامة البريطانية (PHE) لمحاربة الخرف*
وقد لاقى هذا الفحص الحاسوبي ترحيبا واسعا من خبراء في أبحاث الخرف وشركاء أكادميين في هذا المجال، وأبدت مؤسسات مختلفة استعدادها لتوفير الأدوات اللازمة لإجراء الفحص لمساعدة الناس على فهم أعمارهم الدماغية وتوعيتهم بخطر الخرف على الصحة النفسية والجسدية.
وتعتبر إنجلترا من أقل دول العالم في تشخيص مرض الخرف في مراحله الأولى مما يتسبب بمضاعفات غير مرغوبة بها مع التقدم في العمر، لذلك اتجهت جمعيات مختلفة لإعطاء علاوة لكل طبيب تقدر بحوالب 55 جنيه استرليني لكل حالة تشخيص ناجحة لمرض الخرف من أجل حث الأطباء على العمل على تقليل نسب الإصابة به.
وتشير التقديرات أن أكثر من 800.000 شخص في المملكة المتحدة يعاني من الخرف، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد بحلول 2021 إلى أكثر من مليون ونحو 2 مليون نسمة بحلول 2051، ويقدر الإنفاق السنوي من الحكومة البريطانية لمحاربة الخرف بحوالي 26 بليون جنيه استرليني.
(الرجاء أخفض الصوت، الفيديو يحتوي على موسيقى)
*مرض الخرف، الحقيقة المرة التي يتهرب منها المجتمع البريطاني*
المصادر: