علوم و فضاء

لماذا تتنفس بعض أنواع السلاحف من مؤخرتها؟

الطبيعة مليئة بالغرائب والعجائب التي نكتشفها مع مرور كل يوم، فهل سمعت بالسلحفاة التي تتنفس من مؤخرتها؟ نعم هذه حقيقة، وليس ضربًا من الخيال، السلحفاة المزركشة، وسلحفاة فيتزروي النهرية تتنفس كل منهما من المؤخرة، فكيف ذلك؟ 

السلاحف

كيف لاحظ العلماء ذلك؟

اختبر العلماء ذلك حين قاموا بوضع ألوان صناعية في المياه لمراقبة حركة السلاحف، حيث لاحظوا أنها تقوم بسحب المياه من الجهة الأمامية والخلفية، وأحيانًا الخلفية فقط، هذا الجزء ليس فتحة الشرج، إنما الفتحة التي تستخدمها السلحفاة للتبول ووضع البيض.

لماذا تتنفس السلاحف من مؤخرتها؟

تكمن الإجابة في صدفتها، والتي تطورت من الأضلاع والفقرات والتي التحمت مع بعضها، حيث تؤدي أدوارًا أكثر من كونها حامية للسلحفاة من اللدغات. حين تدخل السلحفاة في حالة السبات الشتوي، فإنها تدفن نفسها في المياه الباردة لأكثر من خمسة شهور متتالية.

وللبقاء على قيد الحياة، فإنها تقوم بتغيير الكثير من الأشياء في آلية عمل جسمها، منها: حرق الدهون، التحول إلى اللاهوائية، أو بمعنى التنفس بدون أكسجين. وتؤدي تلك العملية إلى تراكم حمض اللاكتيك، وهو ليس أمرًا جيدًا للكائن الحي. صدفة السلحفاة لا تقوم فقط بتخزين حمض اللاكتيك، لكنها تطلق البيكربونات إلى جسدها، وهذه عملية كيميائية معقدة.

تنفس السلاحف من المؤخرة

 آلية تنفس السلاحف هي الأكثر تعقيدًا

لا تستخدم السلاحف الرئتين للتنفس خلال بياتها الشتوي، وبدلًا من ذلك فإن لديها عضلات تسحب الجسم إلى الخارج، نحو فتحات الصدفة، للسماح لها بالاستنشاق، واستخدام المزيد من العضلات لدفع الأحشاء تجاه الرئتين للزفير. أي أن العضلات خلال عملية التنفس بدون أكسجين تعمل على تمدد الرئتين من أجل عملية الشهيق، ثم تعمل على انقباضها من أجل عملية الزفير. كل مرة يتم فيها استخدام هذه العضلات تزداد فيها كمية حمض اللاكتيك، وهو أمر مجهد للغاية، ويحتاج لكثير من العمل.

تنفس السلاحف من المؤخرة

لماذا آلية التنفس من المؤخرة هي الأفضل للسلاحف؟

فعند مقارنة هذه العملية بالتنفس من الفتحة الخلفية فستكون الثانية أسهل بكثير. تعمل حويصلات بجانب تلك الفتحة في المؤخرة تسمى الجراب على التمدد والانكماش لتنشر الأكسجين إلى أوعية الدم بسهولة. فجدران تلك الحويصلات متصلة بالأوعية الدموية والتي ينتشر الأكسجين من خلالها. هذه العملية برمتها تستهلك كمية قليلة من الطاقة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى