إن كنت ترغب بالعثور على دليل يُثبت أن البشر لم يتغيروا كثيرًا منذ 2400 سنة حتى اليوم، فإن فسيفساء رومانية قديمة عثر عليها العلماء في محافظة هاتاي على الحدود التركية السورية تحمل عبارة باللغة اليونانية القديمة ترجمتها الحرفية هي “استمتع بحياتك”!
فسيفساء رومانية قديمة تدعو إلى “الوناسة” والابتهاج بالحياة!
الفسيفساء تحمل صورة لهيكل عظمي يحمل كأسًا في يد ويرفع اليد الأخرى عاليًا وعلى الخلفية صورة لجرة نبيذ ورغيف خبز. بينما كُتبت عبارة “كن مبتهجًا، واستمتع بحياتك” أسفل منه. ويُعتقد أن اللوحة كانت تُزين جدار غرفة الطعام في منزل عائلة من الطبقة الأرستقراطية العليا خلال القرن الثالث قبل الميلاد، كما قال علماء آثار من متحف هاتاي للآثار.
ويُعتقد أن الموقع الذي عثر عليه علماء الآثار ويحتوي على اللوحة، يعود إلى مدينة رومانية يونانية أنطاكية قديمة، حيث عثر العلماء على أكثر من لوحة فسيفساء جميعها يعود تاريخها لأكثر من 2400 سنة. وعُثر على الموقع عام 2012م خلال أعمال بناء تلفريك في أنطاكيا، ما استدعى علماء الآثار إلى استئناف أعمال البحث عن لوحات أخرى.
وتتألف اللوحة التي أطلق عليها العلماء اسم “فسيفسائية الهيكل العظمي المتهكم”، من ثلاثة أقسام. فالمشهد وسط اللوحة يُظهر وجود ساعة شمسية ورجل بثياب شبابية يركض وراءها، مع وجود كبير الخدم عاري الرأس خلفه، وتُشير الساعة إلى ما بين التاسعة والعاشرة، وهو ما يُشير إلى وقت الاستحمام في العصر الروماني القديم. وكُتب على اللوحة أنه من المعيب التأخر عن موعد تناول العشاء كما تم ذكر الساعة التي وصل فيها.
أما المشهد الثاني فهو للهيكل العظمي المستلقي على ظهره والكأس بيده وهي اللوحة التي كُتب عليها عبارة “كن مبتهجًا واستمتع بحياتك”.
أما المشهد الثالث فيُعتقد أنه لشخص يرمي النار وهو رمز للحمام الدافئ، لكن هذا الجزء تعرض لأضرار جسيمة. يُشار إلى أن فسيفساء الهيكل العظمي ليست الأولى من نوعها، فثمة لوحة شبيهة بها في مدينة بومبي تُصور هيكلًا عظميًا يُمسك بجرتين وكأنه على استعداد للذهاب إلى حفلة.
كما أن لوحة فسيفسائية وُجدت في فيلا في إيطاليا صورت هيكل عظمي مستلقٍ بجوار منجل ويتوجه للجميع بأن يعرفوا عن أنفسهم. لكن اللوحة التي تدعو إلى “الوناسة” أكبر وأشمل ولا مثيل لها.
اقرأ أيضًا:
نقوش تثبت أن الفراعنة أول من استخدم الكهرباء والهواتف المحمولة!
