هناك خيط رفيع بين المغامرة والجنون، دراج الجبال المحترف ميشيل كولباك قطع هذا الخيط، عندما قاد دراجته الهوائية افقيا على جرف شبه عمودي متحديا خطر أن يفقد توازنه فيسقط من عل إلى موت مؤكد، يقع هذا الجرف الصخري في مدينة سيدونا في ولاية أريزونا الأمريكية .
تشتهر مدينة سيدونا بكثرة المعارض الفنية، وبمتنزه الصخور الحمراء الذي يجعلك تشعر وكأنك تمشي على سطح المريخ، تعد المدينة مغناطيس جاذب لهواة ومحترفي ركوب الدراجات الهوائية في العراء وعبر الجبال، 12 ألف نسمة يسكنون المدينة البالغ مساحتها 50 كيلومتر مربع، سكان المدينة إما من محبي الفنون أو عشاق للطبيعة والروحانيات .
ميشيل كولباك دراج بولندي في الثلاثين من العمر، سبق له الفوز بالعديد من الجوائز في سباقات الدراجات الهوائية فئة التلال الوعرة .
قبل بدأ المغامرة قام كولباك بإجراء العديد من التدريبات، ثم قام بالمشي مترجلا على نفس المسار الذي يريد أن يقطعه بالدراجة الهوائية لكي يصنع خريطة ذهنية للمسار في عقله، وبعدها قام كولباك بتفريغ عجلات دراجته من الهواء ليزيد من تشبث الدراجة بالجرف الصخري .
تم تصوير مغامرة كولباك المجنونة باستخدام طائرة مسيرة تابعت الدراج البولندي لحظة بلحظة، يقول كولباك “أنا أعيش من أجل إثارة مثل هذه، وكنت سأقدم على هذه المغامرة سواء تم تصويرها أو لم يتم، التصوير بالمسيرة كان جائزة اضافية، والمصور مارشال مولين قام بعمل رائع بالتقاطه هذه المغامرة، لكن هذه المغامرة الخطيرة لا تناسب الجميع، لذلك أنا أصح الدراجين غير المحترفين بعدم تقليدي” .
يضيف كولباك “عبور هذا الجرف كان تحدي عقلي بالأساس، كنت واثقا من نفسي ومن قدراتي، مفتاح نجاحي كان ابعاد كل الأفكار المخيفة عن ذهني، والتركيز على قيادة الدراجة عبر المسار المحدد في عقلي دون الالتفات إلى المخاطر” .
