يسعى الكثيرون إلى اتباع نظام غذائي ” الدايت ” قاسي نوعاً ما من أجل التخلص من الوزن الزائد وأن يصبحوا أكثر رشاقة وذو جسم رياضي، ولكن في الغالب تأتي النتائج مخيبة للآمال وبعكس ما هو متوقع، ويتبادر الشعور بالإحباط والتعب لضياع الجهد الذي تم بذله من التجويع وتعذيب النفس دون فائدة أو جدوى. ولكن دعونا نراجع بعض السلوكيات التي أدت إلى فشل نظام الدايت ومعرفة السبب الحقيقي وراء ذلك.
“شارلوت ماركي”، أستاذ علم النفس في جامعة روتجرز-كامدن، بحث وتابع نظام غذائي معين لأكثر من 15 عاماً، وهو يوصي بالإعتدال في تناول الطعام، حيث قال :”هناك كم هائل من الأدلة العلمية تخبرنا بأن اتباع نظام الدايت لا يعزز فقدان الوزن الدائم. في الواقع، هناك العديد من الأشخاص الذين اتبعوا نظام الحميات الغذائية انتهى بهم المطاف إلى كسب المزيد من الوزن بعد انسحابهم من الخطة”.
يشير ماركي إلى أن هذا النوع من النظام الغذائي ينطوي على أكل أجزاء أصغر من الطعام، مما يحد بشدة من السعرات الحرارية، أو القضاء على المجموعات الغذائية المهمة مثل الكربوهيدرات أو الأطعمة السكرية. وهذا ما يجعل تلك الوجبات تفشل في النهاية من المواكبة. وهنا بعض الأسرار التي تؤدي إلى عدم نجاح نظام الدايت وفقاً لماركي.
السبب الحقيقي وراء عدم نجاح نظام الدايت الخاصة بك
الدايت أو الحمية الغذائية ممكن أن تزيد الوزن
وجدت دراسة في عام 2013، أن هناك 15 من أصل 20 دراسة أظهرت أن اتباع نظام غذائي قاسي أدى في الواقع إلى زيادة والوزن، وليس فقدانه.
كسر نظام الدايت من الممكن أن يؤدي إلى النهم في الأكل
الاستغناء عن بعض الأطعمة يجعلك محروماً منها، وفي الكثير من الحالات لا يستطيع الشخص المتبع لنظام الدايت السيطرة على نفسه، فيقوم بكسر النظام وتناول بعض الأطعمة التي كان محروماً منها، وسرعان ما سينغمس في هذه الأطعمة الممنوعة في نظام الدايت .
التخلي تماماً عن بعض الأطعمة يجعلك ذلك تأكل المزيد منها
الحرمان والقضاء على بعض الأطعمة، قد يجعل الناس تفكر كثيراً بها، وهذا ما يدفعهم إلى أكل الكثير منها. وجدت بعض البحوث، أنه في حين يتناول الشخص بعض الأطعمة الممنوعة في نظامه الدايت قد تساعده فعلاً على فقدان المزيد من الوزن على المدى الطويل، أكثر من القضاء عليها تماماً.
تشير دارسة حصلت عام 2012 على 193 شخصاً يعانون من السمنة المفرضة، تم قسمهم إلى قسمين، القسم الأول كان يتناول وجبة إفطار منخفض السعرات الحرارية وأكل القسم الثاني وجبة إفطار عادية اشتملت على الحلوى. بعد أربعة أشهر فقد الأفراد في كلا المجموعتين حوالي 30 باوند، ولكن على مدى الأربع أشهر التالية، اكتسبت المجموعة التي تناولت وجبة إفطار منخفضة السعرات الحرارية أكثر من 25 باوند في حين فقدت مجموعة الحلوى 15 باوند.
اتباع نظام الدايت غالباً ما يكون مرهق
قال ماركي أن انفاق الكثير من التفكير حول ماذا تأكل وماذا تتجنب يمكن أن يستنزف طاقتك العقلية. وتظهر الدراسات أن أشخاص الدايت لديهم صعوبة في تعلم معلومات جديدة وحل المشكلات وكيفية ضبط النفس. أفادت دراسة في عام 2010، أن اتباع نظام الريجيم أو الدايت القاسي يمكن أن يكون مرهق بشكل كبير، إذ إنه تم إيجاد 121 امرأة يهتمون بموضوع التقليل من السعرات الحرارية وغيرها من الأمور المتعلقة بنظام الدايت زادت مستويات هرمون الكورتيزول عندهن، هو هرمون الإجهاد.
إذا كان الأمر كذلك فإن اتباع نظام غذائي محدد ليست هي الوسيلة الأفضل لانقاص الوزن، بل من الممكن أن يقوم الشخص بإجراء بعض التغييرات الغذائية التي بإمكانه التمسك بها. العديد من الأبحاث تدعم فكرة جعل الأمور بسيطة، واجراء تغييرات تدريجية لأنماط الأكل هو الوسيلة الأفضل لتعزيز فقدان دائم للوزن. وفقاً لما قاله ماركي.