منوعات

في ميلاده الـ90، كيف أسس إنجفار كامبراد إمبراطورية أيكيا؟

إنجفار كامبراد، رجل الأعمال السويدي الذي أسس شركة أيكيا، يحتفل اليوم بعيد ميلاده التسعين، حيث فاجأه موظفو الشركة بكعكة وحفلة له في مقر الشركة بالسويد. خلال سنوات عمره الطويلة، تمكن إنجفار من تكوين إمبراطورية كبيرة في عالم صناعة أثاث المنازل، وأصبحت علامة أيكيا التجارية العلامة الأولى في الأثاث والديكور. فما هي قصة كفاح هذا الرجل حتى وصل إلى ما هو عليه الآن؟

إنجفار كامبراد

إنجفار كامبراد، بدايات متواضعة ومستقبل واعد

منذ أكثر من 70 عاما، بدأ كامبراد مشروعه بافتتاح شركة أيكيا، وعلى الرغم من أنه لا يُشرف مباشرةً على عمل الشركة هذه الأيام بسبب تقدمه بالعمر وإشراف ابنه بدلا منه، لكنه لا يزال أحد كبر المستشارين لكافة أعمال الشركة.

ويعتبر كامبراد الشخص رقم 10 ضمن قائمة أثرى أثرياء أوروبا بثروة تصل إلى أكثر من 39.3 بليون دولار، وعلى الرغم من هذه الثروة الضخمة، إلا أن كامبراد يُصنف ضمن أكثر الناس اقتصادا لصرف النقود في العالم، فهو يفضل السفر ضمن الدرجة الاقتصادية والنزول بالفنادق الرخيصة ويمتلك نفس السيارة لأكثر من عقدين من الزمن.

سيارة فولفو

وُلد إنجفار كامبراد في جنوب السويد عام 1926م، وقبل سن الخامسة من عمره، بدأ ببيع أعواد الثقاب من أجل تحقيق عائد مادي. وفي العاشرة من عمره، قال أنه كان يبيع زينة عيد الميلاد، الأسماك وأقلام الرصاص عبر ركوب دراجته.

في سن المراهقة، انضم كامبراد إلى حركة الشباب النازية بسبب تأثره بجدته الألمانية التي كانت معجبة بهتلر. وفي وقت لاحق، وصف اضمامه للحركة النازية بأنه أكبر خطأ في حياته، كما أنه أرسل رسائل إلى موظفيه طالبا المغفرة منهم على هذا الخطأ!

عندما كان كامبراد بسن الـ17 من عمره، قدم له والده مكافأة نقدية تقديرا لعلاماته الجيدة في المدرسة على الرغم من مشاكل صعوبة القراءة لديه، وكما قال إنجفار، فقد استعمل المال لتأسيس شركة أيكيا عام 1943م. ولم يعرض كامبراد الأثاث حتى خمس سنوات، فقد بدأ ببيع أدوات منزلية صغيرة مثل إطارات الصور.

سمولاند
مسقط رأس كامبراد، سمولاند، السويد.

ويعتبر اسم أيكيا اختصارا للحروف الأولى من اسمه واسم مزرعة العائلة حيث وُلد (Elmtaryd) واسم أقرب قرية له (Agunnaryd). وفي عام 1956م، كانت ثورة كامبراد في سوق الأثاث عبر إدخال خاصية flatpacking، وهي نفس الخاصية التي تستعملها أيكيا هذه الأيام عبر خفض التكاليف من خلال السماح للمستهلكين بشراء الأثاث قطعا متفرقة وتجميعه بأنفسهم.

أثاث أيكيا

وفي عام 1973م، اتخذ كامبراد قرارا بنقل مقر الشركة من السويد إلى كوبنهاغن، الدنمارك لتجنب الضرائب التجارية الغير مواتية لنمو الشركة. وانتقل أيضا هو وأسرته إلى سويسرا احتجاجا على الضرائب المتزايدة في السويد، لكن أعمال الشركة تقوم اليوم في هولندا، وعاد كامبراد إلى السويد.

كوبنهاجن الدنمارك
كوبنهاغن، الدنمارك.

ومنذ أول يوم في تأسيس الشركة، حافظ كامبراد على الهيكل التأسيسي المعقد لشركة أيكيا والذي يتضمن ذراعا خيريا وذراع التجزئة وذراع الامتياز. وتعود ملكية مجموعة شركات أيكيا إلى مؤسسة Stichting INGKA والتي تعتبر ضمن الذراع الخيري للشركة. وتُستعمل الأموال العائدة من مؤسسة Stichting INGKA بإحدى طريقتين: إمّا استثمارها في مجموعة أيكيا والامتيازات الخاصة بها، أو التبرع بها لصالح الأعمال الخيرية.

كما وحافظ كامبراد على شعار الشركة الخاص وهو إبعادها عن المؤسسات المالية، فلم يكن سوق الأسهم خيارا في يوم من الأيام للشركة، وكان الضمان لنمو الشركة هو المنظور طويل الأجل لها وليس المؤسسات المالية.

شركة أيكيا

كامبراد هو أب لابنة بالتبني وثلاثة أبناء بيولوجيين، بيتر، جوناس وماتياس، ثلاثتهم كان لهم تأثير كبير على الرؤية الشاملة للشركة والاستراتيجية طويلة الأجل. وفي عام 2013م، أصبح منصب ابنه الأصغر ماتياس رئيس شركة “Inter IKEA holding SA”، وهي الشركة التي تسيطر على مجموعة انتر أيكيا وتُدير امتيازات الشركة في كافة أنحاء العالم، وذلك بعد تنحي إنجفار كامبراد عن المنصب بنفسه.

كامبراد
إنجفار كامبراد يُصافح أول رئيس فرع للشركة، هانز أكس.

كما أن قصة كامبراد ألهمت العديد من كتاب سير حياة الناجحين والصحفيين، فتم تأليف كتابين حول تأسيس شركة أيكيا. ففي عام 1976م، قام كامبراد بتوثيق فكر شركته في كتاب “شهادة من تاجر الأثاث”. وفي أواخر عام 1990م، عمل كامبراد مع صحفي سويدي لنشر كتاب: “القيادة عبر التصميم، قصة أيكيا”.

إنجفار كامبراد

اليوم، أصبح لشركة أيكيا 375 فرعا في 47 دولة، هذا النجاح الكبير يلفت النظر إلى نقطة مهمة وهي أن كامبراد لم يقترض مالا من أحد خلال مشوار تأسيسه للشركة ولم يدخل في سوق الأسهم بتاتا حتى غادر رئاسة أيكيا.

أيكيا للمواد الغذائية

كما قامت أيكيا بافتتاح خط إنتاج غذائي، بلغت مبيعات العام الماضي منه حوالي 1.7 مليار دولار. فكل متجر أيكيا يمتلك مقهى صغير لتحضير الأغذية المحلية السويدية ووجبات خفيفة محلية أخرى. كما يُمكن شراء الأطباق السويدية ككرات اللحم وحلوى الوافل السويدية عبر الإنترنت وفي المتاجر.

وبعد أن أمضى 40 عاما في سويسرا لتنمية الشركة والإشراف المباشر عليها، عاد كامبراد مجددا إلى مسقط رأسه في السويد بعد أن توفيت زوجته عام 2011م وأصبح أكثر قربا لعائلته وأصدقائه. أما حاليا، فيُعتبر إنجفار كامبراد كبير مستشاري الشركة في أيكيا بعد أن شغل أبنائه المناصب الإدارية في الشركة.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى