أدولف هتلر هو القائد الأبرز في تاريخ ألمانيا، وقد حكم ألمانيا منذ عام 1934 حتى انتحاره في عام 1945 ميلادي. وقد حكم هتلر البلاد مع حزبه “حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني” وبعد ذلك توسّع ليحكم أجزاء واسعة من أوروبا. لكننا في هذا المقال لن نبحر كثيرًا في تاريخه الطويل والحافل بالإنتصارات والقرارات الحاسمة في توسّعه وبعد ذلك بدء الهزائم التي أضعفته، ولكن سنصف كيف مات هتلر خلال الحرب العالمية الثانية التي كانت وما زالت صدمة لأنصاره كما هي للعالم.
بداية الهزيمة
يمكن تلخيص الخطوة الأولى في طريق هزيمة هتلر عندما قرّر أن يخرق معاهدة عدم الإعتداء التي كان قد وقّعها مع قائد الإتحاد السوفييتي “ستالين”. حيث شنّ هجومًا على الإتحاد السوفييتي في شهر يونيو من عام 1941م اعتقد أنه سيكون خاطفًا، وعلى الرغم من اختلاف المؤرخون في تفاصيل أسبابه، لكنهم اتفقوا بأنه فشل في هجومه على الإتحاد السوفييتي بسبب البرد القارص الذي تعرض له جنوده في المراحل الأخيرة للهجوم. وكان الجيش الألماني قد أطلق على هذا الغزو اسم باراباروسيا.
بعد الفشل الذريع في هجوم باراباروسيا، توالت الهزائم على هتلر، حتى وصل الأمر للتشكيك في قدرته على قيادة ألمانيا خلال هذه الحرب. وفي شهر يوليو من عام 1944م قام كلاوس فون شتاوفينبرج، الضابط المقرّب من هتلر بمحاولة اغتياله عن طريق زرع قنبلة في مركز القيادة الخاص بهتلر، ولكنه فشل في اغتيال هتلر.
وقوع الهزيمة
في الوقت الذي اقترب فيه عام 1944م من الإنتهاء، تمكن الجيش السوفييتي “الجيش الأحمر” من إضعاف ألمانيا وإجبارها على التراجع، ممّا أعطى مؤشرات قوية على هزيمة ألمانيا، وهذا ما دفع هتلر إلى اتخاذ أحد قراراته الشهيرة بتدمير البنية التحتية الصناعية لدولة ألمانيا حتى لا تسقط بأيدي السوفييت وحلفائهم، حيث قال: “فشل ألمانيا في الفوز بالحرب أدى إلى خسارتها لحقها في البقاء“. لكن القرار لم يتم تنفيذه بسبب رفض وزير التسلح بتنفيذه.
استمر التقدم السوفييتي في عام 1945م وفي شهر أبريل من نفس العام تمكن السوفييت من ضرب برلين. هنا أصبحت القرارات الألمانية تتخبط، حيث أن الدفاع قد انهار، لذلك بدأ هتلر محاولاته بالإستعانة بقواته التي تحارب على الحدود الألمانية، فقد أصدر أوامره لوحدة الجيش التاسع بأن تترك الجنوب لتدافع عن برلين، لكن هذا لم يتم بسبب صعوبة المعركة التي كان يخوضها الجيش التاسع.
وبعد ذلك وجّه هتلر أوامره للجيش الثاني عشر لترك الجبهة الغربية، والعودة لبرلين ليدافع عنها. صحيح أن الجيش الثاني عشر قد وصل، لكن الجيش التاسع لم يصل من الأصل. بعد أن علم هتلر بأن الهزيمة قد وقعت وأن الجيش لم يتمكن من حماية برلين، وأن الجيش السوفييتي قد تمكن من دخولها، جنّ جنون هتلر وإلقاء جام غضبه على قادة الجيش الذين كان معهم في أحد آخر اجتماعاته العسكرية ووصف ما قاموا به بأنه خيانة متعمدة لأوامره وعدم كفاءة من جانب قادته.
أخيرًا، كيف مات هتلر
في اليوم الثلاثين من شهر أبريل من عام 1945م، كان الجيش السوفييتي يحكم سيطرته على برلين، وكان على وشك أن يصل للمكان الذي يتواجد به هتلر “مستشارية الرايخ”، كما كانت الأخبار السيئة تتوالى على هتلر، فقد علِم قبلها بأيام عن نبأ محاولة قائد قوات النخبة الألمانية بمناقشة شروط الإستسلام، وقبلها وصلته برقية من قائد القوات الجوية يفيد بها بأنه ينوي أن يتولى الحكم لأن هتلر لم يعد مؤهلًا للحكم.
وجد هتلر بأن الأبواب كلها قد تم إغلاقها وانتهى الأمر، حينها قام هتلر بجمع الناس المقربين منه آنذاك ومن ضمنهم طاقم السكرتاريا والطباخين، وقام هو وزوجته بتوديعهم في يوم 30 أبريل عند الساعة 14:30. وبعد أن طالبهم بالخروج من الغرفة وتركه هو وزوجته، قام هتلر بالإنتحار بواسطة إطلاق النار من في فمه، وقد كان يضع في فمه كبسولة سيانيد، وتبعته زوجته. وقام مساعدوا هتلر بحمل جثته وجثة زوجته إيفا وحرقهم أسفل مستشارية الرايخ.
هذا الفيديو التمثيلي يوضّح اللحظات الأخيرة من حياة الفوهلر هتلر وزوجته إيفا و كيف مات هتلر وزوجته، ثم حرق جثثهم.