مؤكد أنك سمعتَ من قبل عن اختبارات تحديد الذكاء IQ، وأن العالم الفيزيائي ألبيرت آينشتاين كان يمتلك معدل ذكاء 160. فإلى ماذا يُشير الرقم 160؟ وكيف يتم احتسابه؟ وهل هناك أهمية ملموسة في حياتنا لاختبارات الذكاء IQ tests؟
اختبار نسبة الذكاء، أو كما يُعرف بـ IQ أو intelligence quotient، هو مقياس لقدرتك على التفكير وحل المشكلات. ويعكس اختبار IQ مدى قدرتك بشكلٍ أساسي على النجاح في اختبار معيّن مقارنةً بالأشخاص الآخرين في فئتك العمرية. في حين قد تختلف الاختبارات، إلا أن معدل الذكاء في العديد من الاختبارات هو 100، و68% من الدرجات تقع بين 85 و 115.1.
ما هو “الذكاء” ؟؟
منذ الأزل، اختلف الفلاسفة والعلماء على وضع تعريف للذكاء. البعض اعتبره القدرة على تمييز الأنماط واستنتاج الأجزاء الناقصة من الأشكال الهندسية والمعضلات الرياضية، والبعض الآخر ممّن نظروا للذكاء من منظور اجتماعي اعتبروه قدرة الشخص على الانسجام في المجتمع والتواصل وتكوين علاقات سليمة وقوية.
ويُمكن القول صراحةً أن الذكاء هو مُصطلح يُشير إلى الرشاقة العقلية للشخص، وقدرته على توظيف هذه القدرة في حل مشكلات الحياة المختلفة. وكان شغل العلماء الشاغل هو وضع مقياس أو اختبار لتحديد نسبة ذكاء الإنسان، لكن لم تكن هذه الاختبارات موضوعية بما فيه الكفاية لتركيزها على جوانب معيّنة وإغفالها جوانب أخرى.
اختبار تحديد الذكاء IQ
تاريخيًا، تم تسجيل اختبارات الذكاء بإحدى طريقيتْن: عبر تقسيم العمر العقلي للشخص حسب عمره الزمني مضروب في 100، أو مقارنة درجات عشرات الأشخاص في نفس الفئة العمرية.
ومع تعدد واختلاف اختبارات الذكاء، إلا أن اختبار IQ كان الأبرز والمعتمَد في معظم أنحاء العالم. ومن الجدير بالذكر أن اختبار IQ كان قد بدأ بمقياس يُعرف باسم “مقياس بينيه” والذي كان يهدف إلى تحديد مستوى ذكاء الأطفال في المدرسة الذين يحتاجون إلى تعليم خاص لتجنب تدني مستواهم الدراسي. وتم إجراء تعديلات لاحقة على الاختبار ليتلاءم مع جميع الفئات العمرية.
بشكلٍ عام، تتكون اختبارات الذكاء من عدة أسئلة على شكل اختيار من متعدد، وتجري ضمن توقيت زمني محدد. بحيث كلّما انتهى الشخص من الإجابة على الأسئلة في توقيت أقل، فإنه يحصل على نقاط أكثر ونسبة أكبر، مع إضافة العمر إلى النتيجة لتكون أكثر دقة.
وعادةً ما يتم توزيع معدلات الذكاء على شكل منحنى “جرسي الشكل” ينحصر بين أرقام معيّنة بحيث تكون 100 هي النسبة المتوسطة. وعادةً ما تقع معظم النتائج بين 85 و115 كما ذكرنا من قبل، مع اعتبار أن النسبة الأقل من 70 تُشير لمشاكل في فهم الأسئلة، والأعلى من 130 تُشير إلى ذكاء فائق.
نظرًا لأن الدرجة المتوسطة هي 100، يُمكن للخبراء تقييم درجات الاختبار الفردية بسرعة مقابل المتوسط، لتحديد مكان هذه النقاط في التوزيع الطبيعي. وعلى الرغم من اختلاف التصنيف من ناشر لآخر، لكن العديد منهم يميلون إلى اتباع نظام تصنيف متشابه إلى حدٍ كبير.
وعادةً ما تُدار اختبارات الذكاء من قبل علماء النفس المرخصين. هناك أنواع مختلفة من اختبارات الذكاء، لكن العديد منها يتضمن سلسلة من الاختبارات الفرعية المصممة لقياس القدرات الرياضية، والمهارات اللغوية، والذاكرة، ومهارات التفكير، وسرعة معالجة المعلومات. ثم يتم الجمع بين الدرجات في هذه الاختبارات الفرعية لتشكيل درجة الذكاء الإجمالية.
وحيث أن اختبار IQ لتحديد الذكاء ينقسم إلى عدة اختبارات فرعية، فإن أكثر الاختبارات شيوعًا واستخدامًا منه تشمل:
- مقياس الذكاء “Wechsler” للبالغين
- مقياس الذكاء “Wechsler” للأطفال
- اختبار ستانفورد بينيت لقياس الذكاء
- تقييم كوفمان للأطفال
- نظام التقييم المعرفي
- مقياس القدرة التفاضلية
- اختبارات وودكوك جونسون للقدرات المعرفية
هذه الاختبارات تختلف فيما بينها بطريقة القياس والضبط وتسجيل الدرجات. ما يعني أنه لا يُوجد اختبار واحد يتفّق عليه الناس، ولا يُمكن الحكم بين معدلات الناس إن اختلف المقياس المستخدَم.
ماذا يعني أن تمتلك معدل ذكاء 100؟
حصولك على نتيجة 100 في اختبار الذكاء تعني أن نصف السكان في فئتك العمرية يُسجّلون معدل أعلى منك، والنصف الآخر أقل منك. وامتلاكك لمعدل 130، يعني أن 97.5% من مجموعتك العمرية أقل منك ذكاءً، و2.5% فقط أعلى منك.
في النهاية، يجب عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن حصولك على معدل ذكاء مرتفع لا يعني بالضرورة النجاح، تمامًا كمعدل الذكاء المنخفض الذي لا يضمن لك الفشل أو الرداءة في العمل. فالعديد من العوامل الأخرى تتحكم بنجاحك في الحياة أو مجال العمل، والذكاء جزء يسير منها.
المصادر