هل تشعر بالراحة الغريبة عند متابعة مقاطع فيديو فرقعة البثور أو إزالة الرؤوس السوداء من البشرة أو تمزيق الأكياس الدهنية التي تظهر على الوجه؟.
إن كُنتَ كذلك وتخشى الاعتراف بذلك، فأنت لستَ وحدك!
إذ يبدو أن الإنترنت بهذا الخصوص ينقسم إلى قسميْن: قسم يجد هذه المقاطع مريحة رغم غرابتها، وقسم آخر يتعجّب من القسم الأول ويستغرب حبّهم لهذه المناظر “المقرفة” إن صحّ القول!
وفي الفترة الأخيرة، انتشرت مثل هذه المقاطع بكثرة على الإنترنت، وأصبح هناك قنوات على يوتيوب متخصصة بعرض محتوى مشابه لذلك.
لماذا يلفت انتباهنا المحتوى المثير للاشمئزاز؟
كما قال خبراء بهذا الخصوص، فالاشمئزاز عاطفة إنسانية شأنها شأن أي عاطفة أخرى موجودة بالأساس لحمايتك!
الدكتور دان كيلي، الأستاذ المشارك في الفلسفة بجامعة بيرديو ومؤلّف كتاب “Yuck !: The Nature and Moral Dorm of Disgust”، قال لموقع Live Science:
“رأيي هو أن هناك توجهيْن رئيسيين للاشمئزاز. الأول لحمايتنا من تناول الأشياء التي قد تسممنا. فأي شيء قد يكون ضارًا لجهازك الهضمي على الأرجح سيثير اشمئزازك”.
“أما التوجّه الثاني هو لمنعنا من الإصابة بالمرض بطريقةٍ أخرى”.
وقال: “يمكنك التفكير في الأمر على أنه جزء من نظام المناعة السلوكي لديك”.
الاشمئزاز الفطري!
“إذا رأيت شخصًا آخر وهو يعطس وهناك مخاط يسيل في أنفه، فهذا مقرف بالنسبة لك”.
“وجزء من سبب شعورك بالاشمئزاز هو وجود مؤشر يمكن ملاحظته وموثوق به على أن هذا الشخص مريض بشيء ولا تريد أن تتعرض للعدوى”.
وقال كيلي إن أحد العوامل التي تكشف لنا مؤشرات المرض بشكل خاص هي سوائل الجسم، وهي “نواقل مرض قوية إلى حد ما”.
هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الناس يلاحظون لقطات فرقعة البثور بسهولة شديدة – من طبيعة الشخص أن يبحث عن الأشياء التي يمكن أن تجعله مريضًا.
فالبثور المليئة بالصديد والشعر الذي ينمو تحت الجلد ومقاطع استخراجه كلها مؤشّرات على شيء غير طبيعي ترغب بتجنّبه.
حتى مشاركة هذه المقاطع مع الناس، جميع ردات الفعل هذه عبارة عن استجابة للاشمئزاز الفطري.
وما سبب شعورنا بالراحة عند فرقعة البثور أو مشاهدتها؟
أما عن شعورنا بالسعادة أو الراحة الغريبة عند إزالة البثور وفرقعتها، فيبدو أن السبب هو إفراز مادة الدوبامين الكيميائية من الدماغ.
مادة الدوبامين عادةً ما يُفرزها الدماغ كتأثير المكافأة أو الشعور بالرضا والراحة.
بعض الباحثين يُعزون الشعور بالرضا عن رؤية بثور كبيرة يتم إزالتها إلى دافع بيولوجي للعناية بالنفس والتخلّص من كل ما هو غير مرغوب.
اقرأ أيضًا:
