لماذا يدوم الوشم مدى الحياة؟

بالرغم من أن جسم الإنسان يغير جلده باستمرار ويستبدل الخلايا الميتة بجديدة، لكن الوشم الذي عادةً ما يتم تطبيقه على البشرة الخارجية يظل مدى الحياة! فما السبب في ديمومته؟

 

لماذا يظل الوشم على الجلد مدى الحياة؟

في ورقة بحثية نُشرت في مجلة الطب التجريبي، قرر باحثون فرنسيون أن الصبغة المستعملة في رسم الوشوم مثبّتة في الأدمة “الطبقة الوسطى من طبقات الجلد الثلاث” بواسطة نوع واحد من خلال الدم البيضاء المعروفة باسم البلاعم Macrophage.

 

جهاز المناعة هو المسؤول الأول عن دوام الوشم مدى الحياة

تنتقل خلايا الاستجابة المناعية “البلاعم” إلى موقع وشم جديد بمجرد أن تثقب الإبرة الجلد، فتلتهم أصباغ الحبر التي تعتبرها أجسام غريبة قبل أن تستقر في الأدمة ثم تموت.

وفقًا للورقة البحثية، عندما تبدأ عملية إعادة التدوير الفعالة خارج الخلية، يحافظ الجسم على الوشوم التي أصبحت تشكّل جزءًا من الشبكة الخلوية.

ساندرين هنري، الباحثة في مركز المناعة في مرسيليا، فرنسا، قال: “عندما تموت خلايا المناعة البالعة Macrophages، فإنها تطلق في الأدمة الأصباغ التي تحتويها. يتم امتصاص هذه الأصباغ الحرة من قبل خلايا بالعة مجاورة، وهي خلايا الجلد الوحيدة القادرة على التعامل معها”.

في الدراسة، تم إجراء تجربة على مجموعة من الفئران المعدلة وراثيًا بحقن الأجسام البالعة في جلودها بأصباغ خضراء اللون دون أن يشكل ذلك خطرًا مميتًا على الفئران.

بعد بضعة أسابيع، تلقت الفئران حقنة أخرى لقتل البلاعم التي تحمل الصبغة الخضراء على وجه التحديد.

في غضون يومين، ماتت جميع الخلايا الحاملة للصبغة، لكن الوشم لم يتلاشى!

بإلقاء نظرة فاحصة، تبيّن أن بلاعم جديدة قامت باستبدال الخلايا الميتة على الفور تقريبًا، فالتهمت الصبغة عند وصولها.

في غضون 90 يومًا، تجددت مجموعة الخلايا تمامًا والتهمت معظم الأصباغ السائبة مرةً أخرى.

ذلك يعني أن الحبر المستعمل في الوشْم لا يتسرب إلى مجرى الدم وخلايا الجلد، إنما يتم تمريره من جيل إلى جيل من الخلايا البالعة.

 

كيفية إزالة الوشوم

يتم استخدام تقنية الليزر لإزالة الوشم غير المرغوب به عن طريق تنشيط الخلايا المناعية الأخرى التي تحمل الحبر بعيدًا. لكن هذه العملية طويلة الأمد قد تمتد لسنوات حتى يتم التخلص من الصبغة تمامًا، اعتمادًا على نوع الحبر المستخدم.

اقترحت الدرساة الفرنسية طريقة بديلة للتخلص من الوشوم اعتماجًا على خلايا البلاعم المناعية.

لا تتحرك البلاعم حول الجسم كما تفعل بعض الخلايا المناعية الأخرى، لذلك قد تكون الحيلة هي تنشيط خلايا الجهاز المناعي الأخرى التي يمكنها التقاط الحبر ونقله إلى العقد الليمفاوية، ليتم نقله في السائل الليمفاوي، ثم التخلص منه.

 

اقرأ أيضًا:

لماذا تزرع نباتات عباد الشمس في مواقع الكوارث النووية والإشعاعية؟

لماذا تستخدم الأشعة فوق البنفسجية لقتل الجراثيم؟

لماذا يستحيل تحضير آيس كريم العنب بالنكهة الطبيعية الحقيقية؟

المصدر

Exit mobile version