علوم و فضاء

هل يمكن ولادة طفل في الفضاء؟

تطورت العلوم والتقنية، وحققتا قفزات كبيرة، والعيون كلها تتطلع نحو إنجازات الإنسان في المجال الفضائي، فنتساءل هل ولادة طفل في الفضاء أمر ممكن؟

ولادة طفل في الفضاء

حتى نصل للإجابة لا بد أن نتطرق لمجموعة من الأمور التي ستجعلنا أكثر إدراكًا وتخيلًا للموقف.

 

الجاذبية

هناك فكرة خاطئة شائعة، وهي انعدام الجاذبية في الفضاء أو ما يُسمى صفر جاذبية، لكن ما يمر به رواد الفضاء هو انعدام الوزن وهو مختلف تمامًا عن المفهوم الأول. من المعروف أن محطة الفضاء الدولية تبعد عن سطح الأرض حوالي 400 كيلومتر، لكن هذا لا يعني أنها لا تتأثر بالجاذبية الأرضية. فقوى الجاذبية هي ذاتها في الفضاء، أي هناك 90% منها مما هو موجود في الأرض. لكن السبب الذي يجعل رواد الفضاء يسبحون في الفضاء، هو دوران محطة الفضاء الدولية حول الأرض بسرعة لا تُصدق 8 كم/ثانية، أي أسرع من رصاصة منطلقة. بشكل أبسط، يواجه رواد الفضاء السقوط الحر أثناء وجودهم في محطة الفضاء الدولية.

 

قبل الولادة

إنجاب طفل في الفضاء أمر بالغ الصعوبة، أولًا مسألة الجاذبية في الفضاء تجعل من الصعب وجود علاقة حميمة، حتى وإن كانت هناك زراعة ناجحة فالأمر لا يتوقف عند هذا الحد. ثانيًا فإن الخلايا المنوية البشرية بحاجة للجاذبية في رحلتها إلى البويضة، وهو ما يجعل تخصيبها أمرًا صعبًا. ثالثًا، لنفترض أن عملية الإخصاب قد تمت، فمن الصعب أن ينمو الجنين بدون التدفق السليم للسوائل من جسم الأم إليه.

 

بعد الولادة

ولادة طفل في الفضاء

 

دوار الحركة

مشكلة أساسية للنمو الصحيح للرضيع. ففي البيئة التي ينعدم فيها الوزن، يحدث اختلال للسوائل الموجودة في الأذن الداخلية والمسئولة عن التوازن، ما يسبب حالة من الضياع والتشوش. وللأطفال الذين قد يولدون في الفضاء سيكون أمر صعب العودة للأرض واستعادة الوزن والجاذبية. وقد أجريت أبحاث على فئران وُلدت في الفضاء، والتي أظهرت وجود مشاكل التعود على انعدام الوزن.

 

من الناحية الشكلية

الأطفال الذين يولدون في الفضاء يبدون مختلفين. في الوضع الطبيعي يتم سحب السوائل للأسفل، لكن في ظل ظروف انعدام الوزن تتركز السوائل في المنطقة العلوية من الجسم ما يسبب الانتفاخ. ولأن القلب غير مصمم للعمل ضد الجاذبية في الفضاء، فقد يحدث له ضمور، مع حدوث فقر في محتوى الدم. وبسبب زيادة ضغط الدم على الجزء العلوي من الجسم يحدث انتفاخ للعينين، وقلة كفاءة الدماغ.

 ولادة طفل في الفضاء

إشعاع الشمس

إن لم تكن هناك حماية من الشمس، فستكون هناك نتائج كارثية. فالفئران التي تعرضت لمستويات الإشعاع المتوقع حصولها من طول فترة المكوث في محطة الفضاء الدولية أظهرت ارتفاع نسبة تطور الزهايمر. كما أن رواد الفضاء عانوا من تدهور النظام المناعي وانخفاض كريات الدم البيضاء.

 

تشوهات الهيكل العظمي والعضلات

هي إحدى تأثيرات انعدام الوزن، حيث يواجه رواد الفضاء تمددًا في الحبل الشوكي، وهو ما يؤدي لزيادة في أطوالهم، قد تصل لـ 3%. كذلك فإن العظام معرضة للضمور، إن لم يتبع رواد الفضاء نظامًا رياضيًا صارمًا، وهو ما قد يؤدي في النهاية لخسارة كتلة العظام والعضلات. ويعد ذلك مشكلة كبيرة للأطفال، والذين هم أكثر عرضة للكساح، وتطور هياكل عظمية مشوهة الشكل.

 ولادة طفل في الفضاء

من الناحية النفسية

البعد عن البيئة الأصلية يحفّز على الاكتئاب، ومن المعروف أن تدهور الصحة النفسية عامل مسئول عن الكثير من المشاكل الصحية.

باختصار، ولادة طفل في حالة صحية وطبيعية في الفضاء وإن لم يكن مستحيلًا؛ فهو بالغ الصعوبة ومحفوف بالمخاطر. لكن من يدري، قد يتطور العلم أكثر وأكثر ويتجاوز كل هذه العراقيل!

 

 المصدر

اقرأ أيضًا:

لماذا سميت الولادة القيصرية بهذا الاسم؟

هل تعلم أنه يمكن زيادة نسبة ذكاء طفلك قبل الولادة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى