غرائب و عجائب

ماذا تعرف عن القاتل المتسلسل زودياك ؟

على خطى سفاح لندن المجهول جاك السفاح الذي نشط في ضواحي لندن، ومصاص الدماء بيتر كيرتين والملقب بسفاح دوسلدورف والذي كان يغتصب الضحية ويقتلها ويشرب دمها. زودياك السفاح لا يقل خطورة ودموية عنهما، بل هو من أخطر المجرمين الذين عرفهم التاريخ.

زودياك

فمن يكون زودياك السفاح؟ ولماذا اختار إخفاء هويته؟ ولماذا لم تنجح الشرطة الأمريكية في تقفي أثره والكشف عن هويته وإلقاء القبض عليه بعد سلسلة جرائم مرعبة؟ لعل منكم من لم يكن اسم زودياك غريبًا عنه، فربما شاهدتم عمليات القتل المرعبة التي شهدتها سان فرانسيسكو في الستينيات والتي وثّقها الفيلم الأمريكي “زودياك” والذي صدر عام 2007.

 زودياك قاتل متسلسل أوسع شمال كاليفورنيا قتلًا من ديسمبر عام 1968 حتى أكتوبر عام 1969. وكانت طريقته في الإعلان عن الجريمة، الاتصال بالشرطة، وإرسال رسائل مشفرة إلى وسائل الإعلام، والكشف عن جرائمه، بل ومخططاته في عمليات اغتيال مستقبلية. ظلت شخصية زودياك محيرة للجميع إلى وقتنا الحالي، حيث بقيت شخصيته مجهولة، ولم تستطع كل التحريات الوصول إلى معلومات دقيقة قد تفضي بالإيقاع به، وبقيت جرائمه عالقة في أذهان سكان كاليفورنيا عمومًا.

ذهب فريق موقع BuzzFeed إلى مسارح الجريمة للوقوف على تفاصيلها، والتحقق من هوية القاتل زودياك، حيث يشكك البعض بوجوده أصلًا، والذي ادّعى قتل 37 شخصًا، لكن الشرطة لم تتثبت إلا من خمسة.

وإليكم تسلسلًا لعمليات القاتل المتسلسل زودياك

أول عملية قتل وقعت في العشرين من ديسمبر عام 1968، في فاييخو في كاليفورنيا، كان الضحايا مراهقين اثنين تم إطلاق النار عليهما أثناء جلوسهما في سيارة متوقفة.

 القاتل زودياك

الحادث الثاني وقع في الرابع من يوليو، عام 1969، في مكان قريب من مكان وقوع الحادث الأول. اقترب القاتل من سيارة متوقفة ومعه مصباح وأطلق النار على الراكبيْن، نجا أحدهما وهو مايكل ماجيو والذي أعطى وصفًا لشخصية القاتل، حيث قال أنه شاب أبيض بين السادسة والعشرين والثلاثين من العمر، ممتلئ الجسم.

القاتل زودياك

بعد عدة أسابيع لاحقة، وصلت صحف سان فرانسيسكو كرونيكل، وسان فرانسيسكو إكزامينر، وفاييخو تايمز هيرالدال ثلاث رسائل متطابقة مكتوبة بخط يدوي من شخص يدّعي أنه القاتل. اشتملت الرسائل على ثلاثة رموز ادّعى زودياك أنها ستكشف عن هويته.

القاتل زودياك

وبعد عدة أيام تلقّت صحيفة سان فرانسيسكو إكزامينر رسالة أخرى والتي أشار بها القاتل لنفسه بـ زودياك لأول مرة “This is the Zodiac Speaking” “هذا زودياك يتحدث”.

 القاتل زودياك

في السابع والعشرين من سبتمبر عام 1969 طُعن زوجان كانا يتنزهان، على يد رجل يرتدي ملابس سيّاف وعلى صدره رمز دائرة البروج “زودياك”. لكن نجا أحدهما، وهو بريان هارتنيل، وقد أعطى وصفًا لهيئة القاتل والذي تطابق نوعًا ما مع ما قالته الضحية السابقة، حيث كان ضخم البنية، طوله حوالي 1.80 م.

 القاتل زودياك

في الحادي عشر من أكتوبر عام 1969 تعرّض سائق سيارة أجرة لإطلاق نار في رأسه على يد راكب معه. وقد سمع صوت إطلاق النار مراهق كان يمر بالقرب من مسرح الجريمة، وشاهدا عيان آخران.

وخلال الفوضى التي أحدثتها الجريمة، أعلنت الشرطة خطأ أن الجاني رجل أسود، لكن المواصفات التي قدمها الجيران كانت قريبة من المواصفات السابقة.

القاتل زودياك

 وبسبب تضارب المواصفات التي قدمها الشهود، حدث لبس مع شرطيين كانا على مقربة من رجل أبيض، ممتلئ، يرتدي نظارات، بشعر أحمر اللون، على مسافة غير بعيدة من مسرح الجريمة، لكنهما لم يلقيا القبض عليه لأنه لم يوافق المواصفات المعلنة. وقد تفاعل زودياك مع ذلك وأرسل رسالة يسخر فيها من الشرطيين اللذين كانا على مقربة منه بعد حادثة القتل، ولم يتعرفا عليه.

زودياك

وبناء على مواصفات اثنين من شهود العيان تم رسم شخصية القاتل، وقد كانت أشهر صورة لزودياك. في العشرين من أبريل عام 1970 وصلت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل رسالة مشفرة باسم زودياك. استمر زودياك بإرسال الرسائل، لكنه توقف عام 1971. لكنه في عام 1974 أرسل آخر رسالة، والتي ادّعى فيها مسئوليته عن قتل 37 شخصًا.
زودياك

في عام 2002، كان قسم شرطة سان فرانسيسكو قادرًا على استخراج الصفات الجينية من اللعاب الموجود على طوابع بريد الرسائل.


رسائل زودياك

من يكون القاتل؟

 

المشتبه به الأول

زودياك

جاء من جاري ستيورات والذي يعتقد أن والده “إيرل فان بست الابن” هو القاتل زودياك. فالصورة التي تم رسمها تشبه إلى حد ما صورة والده، كما أن عدد حروف اسمه تتطابق مع عدد حروف اسم القاتل زودياك. وعلى الرغم من ذلك، فإن احتمال أن يكون هو القاتل قد يكون ضعيفًا، حيث أن المواصفات التي قدمها الشهود في واقعة قتل سائق الأجرة مختلفة، حيث لم يكن إيرل ضخم البنية، ولم يكن وجهه كبيرًا.

حاول جاري إجراء اختبار الحمض النووي لوالده ومقارنته مع الحمض النووي الذي استخلصته الشرطة عام 2002، لكن لم يتم السماح له، وهو ما اعتبره جاري تسترًا من قبل الشرطة.

 

المشتبه به الثاني الأكثر شهرة

زودياك

هو “آرثر لي ألين”، في يوم الجريمة الثالثة التي ارتكبها زودياك في بحيرة بيريسا، أخبر ألين عائلته أنه ذاهب لنفس المكان، وقد عاد إلى المنزل وهو مغطى بالدماء، مع سكين عليها آثار دماء في سيارته. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أخبر أحد أصدقائه وهو “دون شيني” بأن ألين أشار إلى نفسه بزودياك قبل أن يفعل زودياك ذلك.

كما قال أن كتاب ألين المفضل هو “The Most Dangerous Game” والذي يتحدث عن رجل يصطاد البشر، وهو نفس الكتاب الذي أشار إليه زودياك في أولى رسائله إلى الصحافة. حين فتشت الشرطة منزله عثرت على حيوانات مقطعة الأوصال، وسكاكين عليها آثار دماء، وأجهزة جنسية، لكن دون دلائل مباشرة على جرائم قتل. في عام 1974 أُدين ألين بالتحرش الجنسي بطفل، ودخل السجن حيث قضى ثلاثة أعوام.

ومن المثير أنها نفس الفترة التي توقفت فيها رسائل زودياك. في عام 1987 اعترف ألين بقتل سائق الأجرة، كما أن الضحية الثانية وهي مايكل مايجو تعرّف عام 1991 على صورة ألين من بين القتلة الآخرين، وحين ذهبت الشرطة إلى منزل ألين مرة أخرى، وجدت قنابل وأشرطة للقاتل زودياك. لكن الحمض النووي لألين لم يتطابق مع العينة التي فحصتها الشرطة عام 2002، كما أن خط الرسائل لم يتطابق مع خطه، بالإضافة لذلك لم تتطابق الصورة المفترضة لزودياك مع ملامحه.

 

 المشتبه به الثالث

زودياك

آخر مشتبه به كان من قِبل ضابط شرطة متقاعد، والذي يعتقد أن لورانس “كين” كاي هو القاتل زودياك. تعرض كين عام 1962 لحادث سيارة أدى لتلف في دماغه أثّر على سلوكه، حيث فقد السيطرة على رغباته أو ما يُسمى بـ “الإشباع الذاتي”.

يعتقد الشرطي الذي يشتبه بكين أنه من بين مئات الصور التي تم استعراضها كان هو الأقرب للرجل الذي تمت مشاهدته ليلة حادثة قتل سائق السيارة، كما أنه كان يعيش بالقرب من المواقع التي شهدت أحداث القتل. لكن لم يثتب أنه القاتل حيث لم يتطابق خطه مع خطوط الرسائل، كذلك كان هناك بعض الاختلاف في المواصفات. وعلى الرغم من كل هذه التحليلات تبقى شخصية زودياك لغزًا عجزت شتى وسائل التحريات الوصول إلى خيوط ولو بسيطة للجرائم المذكورة.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

أخطر السفاحين في الشرق الأوسط

حقائق لا تعرفها عن جاك السفاح

قتل أكثر من 900 شخص..فاستحق أن يكون السفاح الأخطر في التاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى