إن كنت مهتمًا بدراسة الشخصية النرجسية وفك شيفراتها والبحث أكثر في أسرارها، فيؤسفنا القول أن معظم ما يتم نشره عنها على الإنترنت أو في الكتب لا يمت للحقيقة بصلة!
غالبًا ما ارتبطت أوصاف الأشخاص المصنّفين باضطراب الشخصية النرجسيّة NPD بعبارات مبالغ بها وأحكام غير واقعية لدرجة تصويرهم على أنهم أشرار أو أبطال خارقين، ولا حل وسط بينهما!
وربما لن تجد التعليقات التالية غريبة عليك في وصف النرجسيين:
“النرجسيون جميعهم أشرار يستغلون الأشخاص العاطفيين من أجل تدمير حياتهم”
“لا يمكنك مقاومة شخص نرجسي لأنهم جميعًا واثقون بأنفسهم بشكل لا يصدق، وهم بارعون في التلاعب بالآخرين”
“كل النرجسيين مخادعون”
“العلاج النفسي لا ينجح مع النرجسيين”
ليست تلك التعليقات فحسب، بل إن العديد من الأساطير يتم تناقلها عن النرجسيين على أنها حقيقة، وربما تجدها في كتب مؤلفين لم يستندوا إلى المنطق العلمي في ذلك.
بينما الحقيقة أكثر بساطة من ذلك ولكنها محزنة، فالمصابين باضطراب الشخصية النرجسية يفتقرون إلى التعاطف، ولا يمكنهم رؤية أنفسهم والآخرين بطريقة واقعية مستقرة ومتكاملة، ويتمركز كل شيء حول أنفسهم بشكل لا يصدق.
هم أيضًا مبالغون في تقدير قدراتهم الخاصة، ويحسدون وربما يبغضون الأشخاص الأكثر نجاحًا منهم أو من يتمتعون بمكانة أعلى، ويقللون من قيمة أي شخص ينتقدهم.
في حين أن العديد من هؤلاء موهوبون بشكل لا يصدق ويمكنهم القيام بأعمال جيدة في بيئات مختلفة، إلا أن اضطراب NPD يحد من قدراتهم على تكوين علاقات مرضية متبادلة مع أشخاص آخرين. فحياتهم عبارة عن بحث طويل عن الكمال وتحقيق الذات.
في المقال، نستعرض 7 من أكثر الأساطير الشائعة حول النرجسية، والحقيقة منها، وفقًا لموقع Psychology Today.
خرافة 1: كل النرجسيين واثقون من أنفسهم للغاية
الحقيقة هي أن ما يبدو أنه عظمة نرجسية وثقة بالنفس هي واجهة دفاعية رقيقة كمحاولة لإقناع الآخرين، وتثبيت تقديرهم لذاتهم المتقلبة، وإدارة شكهم بأنفسهم، ودرء مشاعر العار وكراهية الذات.
خرافة 2: تسعى الشخصية النرجسية إلى إلحاق الأذى بالمقربين دائمًا
الحقيقة هي أن النرجسيين غالبًا ما يكونون غافلين عن الضرر الذي يسببونه. فهم يحاولون تلبية احتياجاتهم العاطفية والعملية.
إن قدرًا كبيرًا من الأذى الذي يتسببون فيه هو ببساطة أضرار جانبية وليس هدفهم. هدفهم هو الحصول على الإمدادات النرجسية أو الدفاع عن أنفسهم مما يرون أنه هجمات مدمرة على احترامهم لذاتهم وشعورهم بالأهمية.
خرافة 3: جميع النرجسيين أشخاص مخادعين
الحقيقة هي أن معايير النرجسيين في تقييم سلوكهم مختلف تمامًا عن تقدير شخص متزن نفسيًا لنفس المعايير.
بمعنى آخر، هم لا يجدون ما يفعلونه انتهاكًا صارخًا للمبادئ والأخلاق، لأنهم ببساطة يعتبرون الأمر طبيعي ولا بأس به.
خرافة 4: كل النرجسيين متلاعبين ببراعة بالآخرين
يتشابه معظم النرجسيين مع الأطفال الذين يتعلمون عن طريق التجربة والخطأ كيفية الحصول على ما يريدون من والديهم، ويستغلون رغبة الشخص الآخر في الاستسلام لهم.
خرافة 5: الشخصية النرجسية مفترسة لمشاعر الآخرين ومبلدة الأحاسيس
يؤدي اضطراب NPD إلى أن يكون المصابون به غير حساسين لمشاعر واحتياجات من حولهم. يفتقرون إلى التعاطف ويتمحور كل تفكيرهم وسلوكهم حول الذات.
غالبًا ما يؤدي هذا المزيج من الحاجة + عدم الحساسية + التمركز على الذات إلى أن يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية أنانيين بشكل مفرط ومتفردين في سعيهم لتحقيق ما يريدون.
خرافة 6: كل أصحاب الشخصية النرجسية أشرار
الحقيقة هي أن النرجسيين قد يتصرفون بطرق مؤذية، لكنهم ليسوا أشرارًا بطبيعتهم. فهم سيئون في العلاقات العاطفية، لكن الكثير منهم يفعلون قدرًا كبيرًا من الخير في العالم.
يتم دعم العديد من المستشفيات والمكتبات والمؤسسات الثقافية والمدارس من قبل النرجسيين الذين يحصلون على إمداداتهم النرجسية من القيام بالأعمال الصالحة.
كل ما يطلبونه في المقابل هو أن يعرض جناح المستشفى أو المسرح أسماءهم بشكل بارز!
خرافة 7: كل النرجسيين أصحاب شخصيات ساحرة
الحقيقة هي أنه في حين أن بعض النرجسيين قد يكونون ساحرين بشكل سطحي عندما تقابلهم لأول مرة، فإن البعض الآخر ممل ومزعج للغاية.
الجذابون بارعون في سرد القصص التي تجعل حياتهم تبدو رائعة ومن المرجح أن يعرفوا كيفية ترك انطباع أول جيد. يتلاشى سحرهم بعد أن تسمعهم يروون نفس القصص مرارًا وتكرارًا، ويستخدمون ذات الأسلوب للحصول على إعجاب الآخرين.
الخلاصة
النرجسيون ليسوا أبطالًا خارقين ولا أشرارًا. إنهم أشخاص مضطربون وأنانيون للغاية ولديهم تعاطف منخفض. هم منشغلون بدعم احترامهم لذاتهم المهتز، لكنهم ليسوا كما يصوّر البعض بأنهم الشر المطلق أو السحر اللانهائي.
اقرأ أيضًا:
