شهدت الولايات المتحدة الأمريكية اغتيال أربعة من رؤسائها، وهم: جيمس جارفيلد، ويليام ماكينلي، أبراهام لينكولن، وجون كينيدي. وإضافة إلى ذلك، فقد كانت هناك محاولات اغتيال لرؤساء بارزين لكنها باءت بالفشل.
ونعرض اليوم أغرب أربع محاولات اغتيال للرؤساء الأمريكيين
محاولة اغتيال رونالد ريجان
يصادف الثلاثون من مارس عام 1981 المحاولة الفاشلة لـ “جون هينكلي” لاغتيال الرئيس الأمريكي “رونالد ريجان”. وربما يقع اللوم في ذلك على الممثلة “جودي فوستر” والتي لعبت دور عاهرة في فيلم “سائق التاكسي” والذي يتحدث عن قصة شاب مريض نفسيًا تكون له مخططات لاغتيال مرشح الرئاسة، ومن هنا بدأت قصة إعجاب هينكلي بفوستر والتي حاول أن يكسب اهتمامها. فحاول هينكلي أن يخطب ود فوستر باغتيال ريجان!
وقد أثارت محاولة هينكلي اغتيال ريجان جدلًا في الولايات المتحدة حول قضايا الصحة العقلية، خاصة بعد نجاح الدفاع عنه باعتباره مجنونًا؛ وهو ما قد يعطي آخرين ذريعة للقيام بأعمال مشابهة ويكون الجنون هو الستار الذي يحتمون به. لذلك عمل الكونجرس على تشديد القوانين التي تستخدم شهادة أطباء ومختصين بهذا السياق.
محاولة اغتيال ريتشارد نيكسون
في عام 1974 اختطف “صاموئيل بيك” طائرة ركاب تجارية من مدرج الطائرات في محاولة واضحة لاغتيال الرئيس “ريتشارد نيكسون”. بيك كان سائق شاحنة يبلغ من العمر 44 عامًا، نشأ في فقر مدقع. وقد تطلقت زوجته منه عام 1972، وبعد فترة قصيرة قوبل طلبه بالحصول على قرض للأعمال الصغيرة بالرفض.
حينها بدأ بيك بإرسال رسائل تهديدية إلى البيت الأبيض، وكذلك إرسال تسجيلات صوتية تهديدية إلى عضو مجلس الشيوخ “يوناس سوك” والملحن “ليوناردو بيرنشتاين”. بيك كان يهوديًا، لذلك حاول الانضمام إلى حركة “الفهود السود” وهي حركة يهودية أنشأها يهود الشرق في الكيان الصهيوني بعد شعورهم بالاضطهاد من قبل اليهود الغربيين.
وقد حصلت حالة من التيه لجهاز الخدمة السرية بسبب كثرة رسائل التهديد التي كان يرسلها بيك، وربما حصل سوء تقدير منها. وهو ما جعل بيك ينفذ مخططه، في صباح 22 فبراير عام 1974، حيث أطلق النار على ضابط شرطة في مطار بالتيمور/واشنطن الدولي، ثم اقتحم أقرب طائرة كانت على وشك الإقلاع. ووفقًا لما جاء في مذكراته فقد كان ينوي أن يقود الطائرة بعد اختطافها إلى البيت الأبيض لقتل الرئيس نيكسون.
لكن ولسوء حظ بيك، وحسن حظ نيكسون، فطائرة “ماكدونيل دوجلاس دي سي 9” لم تكن جاهزة للإقلاع، وحين أخبر طاقم الطيران بيك بذلك فقام بقتل الطيارين، توفي أحدهما لاحقًا. بعد ذلك، قام بسحب أحد الركاب، وأمره بقيادة الطائرة، والتي كانت امرأة ولم تكن أوفر حظًا من غيرها حيث أطلق النار عليها. وقبل أن يأتي بيك بالخطة ب، اقتحمت الشرطة الطائرة وأطلقت رصاصتين عليه من خلال النافذة. وقد أنهى بيك مسلسل الأكشن بإطلاق النار على نفسه من مسدس ماجنوم 357 والذي كان قد سرقه قبل تنفيذ عمليته.
محاولة اغتيال جيرالد فورد
الرئيس الأمريكي جيرالد فورد تعرّض لإطلاق نار من مهاجمين اثنين في سبتمبر عام 1974 خلال زيارته لكاليفورنيا. أما المهاجمان فقد كانتا امرأتين، وتاريخيًا هما السيدتان الوحيدتان اللتان حاولتا قتل رئيس. وقد استخدمت كل منهما المسدس، لكنهما فشلتا في استخدامه.
جاءت المحاولة الأولى في الخامس من سبتمبر، بالقرب من المبنى الرئيسي لولاية كاليفورنيا. وقد كانت “لينيت فروم” من المؤيدين لعائلة مانسون الإجرامية، وصلت إلى الرئيس فورد وهي تحمل مسدسًا آليًا بطلقات بمخزن الذخيرة.
لكن لم يتم تحويل الطلقات من المخزن إلى غرفة النار، وكل ما صدر عن فروم هو صوت طقطقة خفيفة. كانت بالفعل قريبة من فورد، وكان من الممكن أن تقلته لولا أنها لم تُجِد استخدامه أو أنه كان فارغًا.
أما المحاولة الثانية لاغتيال فورد فكانت بعد 17 يومًا من المحاولة الأولى، تحديدًا في 22 سبتمبر في سان فرانسيسكو. المتهمة هذه المرة “سارة جين مور” والتي أطلقت رصاصة واحدة على فورد كانت على بعد 15 سنتيمترًا منه. كانت مور من أنصار “باتي هيرت” -والتي جعلتها أحداث اختطافها من قبل مجموعة يسارية إرهابية معروفة وطنيًا- كما أنها كانت تعمل في مؤسسة هيرت غير الربحية.
وقبل محاولة الاغتيال كان لمور الكثير من الحركات المشبوهة حتى أن الشرطة صادرت سلاحها. لكنها صباح محاولة الاغتيال قامت بشراء مسدس آخر، وما لم تكن تعرفه مور هو أن فوهة سلاحها كانت منحرفة، وهو ما أدى لانحراف الرصاصات في غير مكانها، وقبل أن تصحح الخطأ هوجمت مور من قِبل أحد جنود مشاة البحرية المتقاعدين، واقتيدت للسجن. أما الرصاصة الطائشة التي لم تُصب الرئيس فقد أصابت سائق تاكسي.
أقرت كل من فروم ومور بالذنب، لكنهما أصرتا على سياساتهما المتطرفة من زنزانتيهما. في أواخر السبعينيات فرت كل منهما من السجن، لكن أعيد القبض عليهما بعد بضع ساعات. وقد جاء الإفراج عنهما بعد عام أو عامين من وفاة فورد عام 2006. مور كانت نادمة على محاولة قتلها الرئيس، أما فروم فلا تزال تؤمن بأن المجرم “تشارلز مانسون” هو المسيح!
محاولة اغتيال باراك أوباما
لم يكن الرئيس باراك أوباما بمنأى عن محاولات الاغتيال خلال ولايتيه الرئاسيتين، ومعظم من يقوم بإرسال التهديدات تنفيسًا للغضب ليس إلا. لكن منها ما كان جديًا في التخطيط لقتل الرئيس. ومن بينها محاولة اغتيال كشفها جهاز الخدمة السرية في أبريل 2013 والذي اكتشف إرسال مادة الريسين السامة في رسائل لعناوين مختلفة في واشنطن من بينها البيت الأبيض لأوباما.
وقد تضمنت هذه الرسائل ملاحظات مجنونة، وقد وصلت مجموعة أخرى منها إلى قاضٍ في ولاية مسيسيبي، ومن خلاله تمكنت الخدمة السرية من الوصول إلى الشخص الذي يقف وراء الرسائل. وهو رجل مقيم في ذات الولاية، ومنتحل لشخصية النجم إلفيس بريسلي ويُدعى “بول كورتيس”.
وخلال التحقيقات تبيّن أنه لا يوجد في منزل كورتيس مادة الريسين أو أي من المكونات التي قد تدخل في صناعتها، وربما أنه لا يمتلك معرفة بتحضير المادة أصلًا. وبعد اعتقاله من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد أفاد محامي كورتيس أن هناك شخصًا يُدعى “إفيريت داتشكي” من مدينة توبيلو هو المسئول عن ذلك. وبعد عشرة أيام على اعتقال كورتيس تمت مداهمة منزل داتشكي.
وقد تبيّن أنه هو من كان يحضّر مادة الريسين، ويرسلها في رسائل، حيث كان يرغب في توريط كورتيس بعد خلاف غبي بين الاثنين على تعليق على أحد المنتديات الإلكترونية. وقد اعترف داتشكي بخمس جرائم، وحُكم عليه بالسجن 25 عامًا!
اقرأ ايضًا: