سواءً اشتريته محمصاً أو نيئا، ستجد أن الكاجو يُباع دائماً مقشرا ولم يصدف لك ولو لمرة واحدة أن رأيته في السوق والمحلات التجارية بشكله النباتي الحقيقي قبل تقشيره، على عكس مكسرات أخرى كاللوز وعين الجمل حيث يُمكن أن نجدها بقشورها. فلماذا لا يُباع الكاجو إلا مقشراً؟
الكاجو الخام وخطره على الصحة
يعتبر الكاجو أحد النباتات في عائلة البطميات، وهي نفس العائلة التي ينتمي إليها نبات اللبلاب السام وأنواع أخرى. ومثل اللبلاب السام، فإن جزء في نبتة الكاجو تعمل على صناعة مادة كيميائية زيتية تُسمى اليوروشيول، وهي مصدر إزعاج قوي لمعظم الناس ويُمكن أن تكون قاتلة للبعض الآخر.
وبالنسبة للكاجو، فإن اليوروشيول لا يتواجد فقط في الأوراق، بل أيضا في الطبقة الزيتية بين القشرة والبذور، لذلك يعتبر تقشيره عملية تحتاج إلى الدقة الكبيرة ويجب أن تحصل بعناية فائقة، لذلك فهو غير مناسب لتقشير المستهلكين.
وعلى الرغم من الحاجة إلى العناية الكبيرة خلال تقشيره، لا يزال العمال خاصةً في الدول الفقيرة يقومون بتقشير بذور الكاجو عبر أيديهم، حيث تغيب معدات السلامة والأجهزة المختصة بذلك، ما يُعرِّضهم لخطر الإصابة بأمراض الحساسية المختلفة الناجمة عن مادة اليوروشيول السامة والتي تُسبب أحيانا موت بعضهم ممن يعانون من حساسية شديدة لها.
مما سبق، نستنتج أنه لا يُمكن أن نجد في السوق ما يُعرف باسم “كاجو خام”، حيث أن ما يُباع تحت هذا الاسم لا يكون خاماً في الحقيقة وإنما يتم تحميصه على البخار بطريقة لا تجعله يتحمص تماما. وذلك للتخلص من مادة اليوروشيول التي تعلق بين القشرة والبذرة، حيث أن تناوله نيئا تماما يُعرِّض الشخص إلى خطر التسمم باليوروشيول. بعض المصانع الأخرى تقوم بغليه في الزيت لثوانٍ معدودة للتخلص من المادة السامة.
ما قصة الفستق أحمر اللون؟
لعلك خلال تصفحك على الإنترنت أو تسوقك بأحد المتاجر، لاحظت وجود فستق بلون أحمر، على عكس المتعارف عليه والذي يبدو قشرة بداخلها بذورة خضراء اللون. فقديما، كان معظم الفستق في الولايات المتحدة الأمريكية يتم استيراده من الشرق الأوسط، حيث كانت تتعرض معظم حبات الفستق إلى عيوب بسبب أساليب الحصاد البدائية للعاملين في منطقة الشرق الأوسط. وكانت هذه العيوب والبقع تؤثر على عملية تسويق وبيع الفستق، لذلك خرج بعض المستوردين بفكرة صبغ الفستق لإخفاء العيوب. واستعان المستوردون بالصبغة الحمراء لصبغ حبات الفستق، فظهر الفستق في تلك الفترة من الزمن باللون الأحمر.
لكن هذه العملية بدأت تتغير مع حلول عام 1970م. حيث بدأت عملية زراعة الفستق في الولايات المتحدة وكانت أساليب الزراعة والحصاد أفضل بكثير من الأساليب البدائية في الشرق الأوسط. حيث كان يتم معالجة البذور في كاليفورنيا ولم تكن البذور تعاني من عيوب تحتاج للإخفاء، لذلك لم تكن هناك حاجة لصبغ الفستق وتوقفت العملية بعد ذلك.
اقرأ أيضا: