مدينة الموتى أو القرافة تعد مأوى لكثير من المصريين في القاهرة، فكيف يقضي هؤلاء حياتهم بين القبور والأموات؟ وكيف هي شكل حياتهم؟ القرافة تعني المقبرة وهي المدينة التي احتفظت بجثث الأموات على مدى سبعة قرون، والتي تعد في ذات الوقت مأوى للأحياء. يوجد في المقبرة حوالي مليون قبر، والتي تجد فيها قبور الملوك وعامة الناس على السواء.
ونتيجة للازدحام الكبير في القاهرة، وجد الناس هذه المقابر الملجأ الوحيد أمامهم منذ الخمسينيات. يعيش بها ما بين 500 ألف إلى مليون شخص على طول 6 كيلومترات. ويعيش سكان القبور ظروفًا سيئة، فوجودهم في هذا المكان غير قانوني، فلا توجد مرافق حياتية، حيث يسكنون منازل مؤقتة. لكن استطاع الناس أن يؤسسوا مركزهم الطبي الخاص بهم، ومكتب بريد، وتوجد الكهرباء والماء بشكل محدود.
وأقدم من سكن هذه المدينة موظفون مخصصون للعناية بالمقابر، ثم ورث أبناؤهم هذه الوظيفة من بعدهم، ويصل الدخل الشهري لهؤلاء الأشخاص 125 دولارًا شهريًا. الحياة هنا ليست شيئًا سيئًا بالنسبة لكثير من السكان، فهم يجدونها أكثر سلامًا، فالأموات لا يحدثون الضجة والفوضى!
