كما نعلم جميعًا، فإن ترتيب السرير كل صباح بمثابة روح نظيفة وخطوة نحو حياة أكثر تنظيمًا. من بين جميع عاداتنا اليومية، فإن ترتيب أسرتنا كل صباح غالبًا ما يكون في هرم أولوياتنا.
لكن اتّضح أن لهذه العادة تأثيرات سلبية على عكس ما نعرفه، وقد يكون ضررها أكثر من نفعها!
لماذا لا يُفضّل ترتيب السرير في الصباح الباكر؟
قد يبدو الأمر صادمًا، لكن ترتيب سريرك بمجرد استيقاظك من النوم يمكن أن يؤثر على صحتك، وذلك بسبب الملايين من عث الغبار الذي يشاركك سريرك كل يوم!
عادةً ما تتجمع هذه الحشرات المجهرية في غرف النوم وبين الأغطية بالتحديد نظرًا لازدهارها في البيئات الدافئة الرطبة. وفي الصباح الباكر، سيكون سريرك أرضًا خصبة لتكاثرهم!
عندما تقوم بترتيب سريرك بمجرد استيقاظك، ينتهي بك الأمر بمحاصرة كل عث الغبار التي تجمعت طوال الليل. إن محاصرتهم بمجرد ترتيب سريرك يوفر لهم أرضًا خصبة مثالية، مما يسمح لهم بالنمو، ويؤدي ذلك إلى الحساسية والربو وأمراض أخرى لدينا.
لكن إن انتظرت نصف ساعة على الأقل، يمكنك إعطاء السرير فرصة ليتنفس، كما أن التهوية الجيدة والإضاءة ستقوم بقتل عث الغبار بالكامل.
السماح بتهوية الغرفة في الصباح بالإضافة لدخول ضوء الشمس قبل ترتيب الملاءات والأغطية سيعمل على تجفيف الرطوبة، وهي الغذاء الرئيسي لعث الغبار، وبالتالي سيموت في النهاية.
ماذا يحدث بينما نحن نائمون؟
بينما نحن نيام، نفقد الكثير من رطوبة أجسامنا من خلال التعرق وإفراز الدهون من البشرة وخلايا الجلد. وقد وجد الخبراء أن متوسط ما يفقده الإنسان البالغ كل ليلة من السوائل يبلغ 10 أوقيات عبر العرق والتنفس.
لذلك، تتعلق هذه الرطوبة بالأغطية والوسائد والملاءات، حيث تصبح بيئة مناسبة لنمو الكائنات الحية الدقيقة، خاصةً مع إغلاق النوافذ وعدم وجود مصدر لتجديد تهوية الغرفة.
من بين هذه الحشرات المجهرية، عث الغبار التي تتغذى بشكل رئيسي على قشور الجلد البشري الميت. فهي تزدهر في أجواء الغرف الرطبة والدافئة، وهي الأكثر شيوعًا في غرف نومنا.
من الجيد أن هذه الحشرات أصغر من أن تُرى بالعين المجردة، لأن رؤيتها بالملايين على سريرك سيفزعك بلا شك! كما أنها لا تعض ولا تلسع ولا تستهدف أجسادنا، إنما تتغذى على ما يتساقط من جلدنا من قشور ميتة، لكنها مسؤولة عن الحساسية التي نعاني منها، وتفاقم أعراض الربو.
عند استنشاق البروتينات المتواجدة في الغبار والتي غالبًا ما تنتج عن تحلل فضلات عث الغبار أو الجثث المتحللة منه، فإنها تسبب سيلانًا في الأنف وعطاسًا بسبب تهيج الممرات الأنفية، ما يؤدي إلى التهاب.
التعرّض المطول لهذه الحشرات يؤثر سلبًا خاصةً للمصابين بالربو وأمراض الحساسية. في الحالات القصوى قد يسبب التعرض لها نوبة ربو حادة ويؤثر مباشرةً على الرئتين.
الطريقة الصحيحة والأفضل لترتيب السرير
بمجرد النهوض من نومك، دع المراتب والوسائد معرّضة للهواء والضوء لمدة نصف ساعة على الأقل.
في حال لم يكن لديك مصدر تهوية طبيعي، يمكنك تشغيل مروحة السقف وفتح النوافذ لمدة ساعة.
مهما كان ترتيب السرير حيلة علاجية لتخفيف الاكتئاب، فإن مقاومة هذا الإغراء الصباحي بمجرد استيقاظك سيمنحك صحة أفضل دون التعرض للعطاس والسعال وغير ذلك من أعراض الحساسية.
اقرأ أيضًا:
لماذا يضع البعض قطعة صابون أسفل لحاف السرير قبل النوم؟
تعرف على الألوان التي تكرهها حشرات السرير
3 أسباب تدفعك لإبعاد الهاتف عن السرير عند النوم
