وحدهم البشر وبعض أنواع الطيور من يستطيعون النطلق بلغات مفهومة من بين سائر المخلوقات الأخرى. وإن كُنت تعتقد أن الببغاء وحده من يقوم بإنتاج الكلام، فهناك طيور أخرى تُشاركه في تقليد كلام البشر، مثل: الغربان، وطيور المينة. أما الببغاوات، فهي أفضل من يُقلّد كلام البشر ويتفاعل معهم.
كيف يستطيع الببغاء إنتاج الكلام؟
ليس للبغاوات حبال صوتية كالبشر تُساعدهم على الكلام. وحيث أن البشر يمتلكون حنجرة، يمتلك الببغاء ما يُعرف بـ “المصفار” أو صندوق الصوت، وهو ما يُساعده على الكلام كالبشر. وتتحدث الببغاوات عبر تعديل الهواء الذي يتدفّق من خلال المصفار لإصدار الأصوات. حيث يقع المصفار في الجزء السفلي من القصبة الهوائية حيث تنقسم إلى الرئتيْن. وحيث أن الببغاء لا يمتلك شفاه أو أسنان تُساعده على نُطق الحروف، فهو يعمل على نطق الكلام بآلية تُسمى “الكلام المريئي” وتُشبه إلى حدٍ كبير عملية التجشؤ.
أما عن قدرة الببغاوات على الحديث وتقليد كلام البشر بقدرة تفوق بعض الطيور المتكلّمة، فذلك لأن النظام الصوتي للبغاوات يتألف من طبقتيْن، الطبقة الداخلية المتواجدة في أنواع الطيور المُقلّدة لكلام البشر، وطبقة القشرة الخارجية التي لا تتواجد سوى لدى الببغاوات، وهي الطبقة المسؤولة عن محاكاة اللغة كما تمتلك الببغاوات وصلات عصبية تُساعدها على تعلّم الأصوات وتقليدها.
وإن كُنت تظن أن الببغاوات تفهم ما تقوله، فهي ليست كذلك. لكن نظامها العصبي المتطوّر جعلها تُدرك أن بعض الجمل تُقال في ظروف معيّنة، مثل ترديد: “مرحبًا، كيف حالك؟” عند دخول أحدهم إلى الغرفة. بمعنى أنها تربط بين الكلام وأحداث معيّنة ولا تفهم معنى ما تقوله كالبشر.
لماذا تتحدّث الببغاوات؟
بشكلٍ عام، فإن الطيور من العائلات الغنّائة كالببغاء وغيره، تستعمل أصواتها من أجل تحذير أفراد السرب، أو لدعوتهم للاجتماع، أو للتواصل مع بعضهم البعض في الأعشاش ولأغراض القتال والدفاع عن الأرض. ويختلف صوت الببغاوات باختلاف نوعها، بعضها صوته عذب للغاية كألحان موتسارت، وبعضها الآخر أمثال ببغاوات الماكاو، أو كوكاتو، فإن لها صوتًا حادًا ومزعجًا للغاية يجعل مالكه يرتدي سدادات أذن داخل المنزل!
وتُعتبر ببغاوات الأمازون أفضل من يُنتج أصوات الكلام وأجملها صوتًا كذلك. لذلك، إن كُنت تُفكّر في اقتناء ببغاء، احرص على معرفة نوعه وأن يكون من فئة طيور الأمازون لأنها الأفضل للاستئناس المنزلي.
اقرأ أيضًا:
