مالكوم إكس، داعية إسلامي ومدافع عن حقوق الإنسان، أمريكي من أصل إفريقي، وهو أشهر داعية في الأربعينات والخمسينات، ولد عام 1925 واغتيل على يد العنصريين السود عام 1965. وقد كانت الزيارة التي قام بها إلى السعودية نقطة تحول كبيرة في حياته.
وفي هذا العام مرت الذكرى الخمسون على اغتيال إكس القائد الإسلامي المؤثر الذي قُتل رميًا بالرصاص في حي هارلم عام 1965. وقبل ذلك كان والد إكس قد قتل على يد المتشددين البيض، وكذلك عمه، أما والدته فقد أدخلوها إلى مستشفى الأمراض العقلية، وقد تم نقله إلى دار رعاية الأطفال. ودخل السجن في سن المراهقة ليصبح هناك جزءًا من حركة أمة الإسلام التي كانت لديها بعض المفاهيم العنصرية.
لكن ذلك كله قد تغير في أواخر حياته حين سافر إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وقد تعرض لأشبه ما يسمى بالصدمة الثقافية. الصدمة التي غيرته للأبد، وربما كلفته حياته.
وقد عبّر عن صدمته الثقافية في رسائله التي كتبها في مكة وجدة من فندق قصر الكندرة، وأحد هذه الرسائل أرسلها من جدة إلى كاتب السيرة الذاتية أليكس هايلي، ولا تزال محفوظة، وعليها شعار الفندق.
ويقول مالكوم إكس في إحدى رسائله:”خلال الإحدى عشر يومًا هنا في العالم الإسلامي، لقد أكلت من نفس الطبق، وشربت من نفس الكوب، ونمت على نفس السرير، وعلى نفس السجادة صليت لذات الإله، مع إخواني المسلمين، الذين كانت أعينهم أكثر زرقة من الأزرق، وشعرهم أكثر شقرة من الأشقر، وبشرتهم أكثر بياضًا من اللون الأبيض”.
وقد كانت كلماته هذه بمثابة تحول في تفكيره وفي حركة السود، وقد تغيرت وجهة نظره فيما يتعلق بالرد على العنصرية التي كان يتلقاها السود. لم يتفاجأ مالكوم إكس من أن المسلمين من كل الألوان تغلبوا على مشكلة العرق، لكنه تفاجأ من أن الإسلام لم توجد عنده مشكلة العرق في المقام الأول
ويقول في كلماته الرائعة “الطريق الروحي للإسلام” :”أن الطريق الوحيد لأمريكا لدرء الكارثة التي تؤدي إليها العنصرية أنها بحاجة لأن تفهم الإسلام، لأنه الدين الوحيد الذي محى من المجتمع مشكلة العرق”. وهي مشكلة لا تزال تنفجر في مختلف المدن الأمريكية. وقد كانت رحلة إكس إلى السعودية للحج الرحلة التي وجد فيها ضالته حيث فهم الإسلام وتعاليمه، وأدرك مفاهيم جديدة لم يدركها من قبل.
ونتساءل كم نحن ناجحون في تنفيذ تعاليم الإسلام في بلاد الحرمين؟ هل نحن نميز بين الجنسية والعرق واللون والجنس والدرجة الاجتماعية؟ هذه مسئوليتنا في استفادة العبرة من قصة مالكوم، وقبله الرسول صلى الله عليه وسلم.