تنتشر العديد من الخرافات السخيفة التي تناقلها الأجداد وردّدتها الأمهات مطولًا في قصصهنّ على مسامع الأبناء لأخذ العبرة والعظة منها، فهل كانت عبارة “لا تستحم أثناء العواصف الرعدية” واحدة من تلك الخرافات التي ليس عليك أن تُلقي لها بالًا؟
في الحقيقة، رُبما عليك أن تثق بما اعتقدتَ أنه خرافة هذه المرة! فالاستحمام أثناء العواصف البرقية والرعدية قد يُعرّضك لخطر الصعق في أي لحظة، وأنت لست بحاجة لهذه المخاطرة في الوقت الذي تتصارع فيه الشحنات الكهربائية في الجو على مقربةٍ منك!
مخاطر الاستحمام أثناء العواصف الرعدية والبرقية
للوهلة الأولى قد تظن أن الأمر برمّته سخيف وليس بحاجة لهذا القدر من الحذر، لكن الحقيقة أن حوالي 10 – 20 شخصًا في الولايات المتحدة فقط عانوا من إصابات بسبب صعقهم بالبرق أثناء الاستحمام في المنزل. وبشكلٍ عام، فإن استعمال مياه الصنابير أثناء العواصف الرعدية يُعتبر خطرًا بحذ ذاته بسبب أن المياه تمر عبر أنابيب معدنية قد تعمل على توصيل الشحنات الكهربائية في الجو والتي تكثر خلال الجو العاصف، وحيث أن الماء موصّل جيّد للكهرباء، فقد يحمل لك شحنة كهربائية قوية تزداد شدّتها إن كان الماء غني بالشوائب والأيونات الذائبة، وهو حال مياه الصنابير.
هذا يعني أنه وخلال العواصف الرعدية، عليك أن تبتعد عن كل ما يخص أدوات السباكة المعدنية والتوصيلات المعدنية كالصنابير، وحتى ترك بعض المهام مؤقتًا كتنظيف الصحون أو أي مهمة تنطوي على استعمال الماء. وإن كُنتَ في منطقة تكثر فيها حوادث الصعق بالبرق، يُفضّل أن تبحث عن منطقة آمنة تحتمي بها ريثما تنتهي العاصفة بسلام، كالقبو مثلًا. وتعتبر السيارة ذات السقف المعدني مكانًا آمنًا للاحتماء طالما كانت النوافذ مغلقة، لأن الشحنات الكهربائية يتم تغريغها عبر الهيكل المعدني للسيارة إلى الأرض.
حتى وإن كانت تمديدات المياه والأنابيب بلاستيكية، فالماء بحد ذاته موصّل للكهرباء، لكن قد يقل الخطر إن كان منزلك مأرّضًا بطريقة سليمة. فتأريض المنزل عبر فصل القضبان والتمديدات المتصلة بالأرض عن بعضها البعض في الجدران يجعل شبكة الأنابيب والتمديدات الكهربائية أكثر أمانًا.
اقرأ أيضًا: