يبدو بأن رمش العيون شيء بسيط وغير مثير للاهتمام كثيراً عندما يتعلق الأمر بعمل الدماغ، أليس كذلك. لا في هذه الحالة فأنت على خطأ! إذ إنه وفقاً لبحث جديد وُجد بأن الرمش يجعل الدماغ يعمل بجهد إضافي! لكن ما السبب وراء ذلك؟ ولماذا يتعب الدماغ من الرمش؟
ماذا يحصل للدماغ عند رمش العيون؟
الدماغ يعمل بجهد إضافي لسبب واحد، وهو تحقيق الاستقرار في رؤيتنا.
إذ إن الدراسة التي نُشرت في مجلة علم الأحياء، وجدت أننا عندما نرمش، فإن أدمغتنا تعمل على إعادة تعيين مقل العيون لدينا حتى نتمكن من الاستمرار في التركيز على الشيء الذي أمامنا. وفقاً للباحثين، فإن مقل العيون عند الرمش تعود للخلف قليلاً، وهي لا ترجع مرة أخرى إلى نفس المكان عند إعادة فتح أعيننا.
“هذا الاختلال يطالب الدماغ لتنشيط عضلات العين لإعادة تنظيم رؤيتنا”، وفقاً لما قاله مؤلف الدراسة جريت موس من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة. وأضاف: “إن عضلات العين لدينا بطيئة جداً وغير دقيقة، لذلك يحتاج الدماغ إلى التكيف باستمرار للتأكد من أن أعيننا تنظر إلى الشيء المطلوب بكل راحة”.
تم وضع المشاركين في الدراسة في غرفة مظلمة لفترات طويلة وهم يحدقون في نقطة على الشاشة، في حين كانت كاميرات الأشعة تحت الحمراء تتبع حركات العين والرمش في نفس الوقت. وفي كل مرة كانوا يرمشون بها، يتم نقل النقطة سنتيمتر واحد إلى اليمين. في حين كان يفشل المشاركون في ملاحظة هذا التحول، يقوم نظام إعادة تعين مقل العين في الدماغ بتسجيل عملية إعادة رؤية النقطة والتعلم من ذلك.
بعد 30 حركة لهذه النقطة، فإن عيون المشاركين أصبحت تضبط نفسها بشكل أسرع وتتحول تلقائياً إلى المكان المتوقع ظهور النقطة به. وذكر موس: “على الرغم من أن المشاركين لم يكونوا قد شاهدوا النقطة إلى أنهم ينقلون بصرهم إلى المكان المتوقع، وهذا يشير إلى أن أدمغتهم تصحح من حركة العين”.
وأوضح أيضاً: “هذه النتائج تضيف إلى فهمنا كيفية تكيّف الدماغ باستمرار مع التغيرات، إذ إن الدماغ يعطي الأوامر للعضلات لتصحيح الأخطاء في أجهزة أجسادنا”. وتشير النتائج إلى أن الدماغ يقيس الفرق فيما نراه قبل وبعد عملية الرمش، ويعطي الأوامر لعضلات العين لإجراء التصحيحات اللازمة.