جرائم الإنترنت هو مصطلح يدل على المخالفات التي يتم ارتكابها على الإنترنت بحق الناس، ولكن هذه المفهوم تم تشويهه بفعل أفلام السينما وبعض الشائعات التي يتم تداولها، فأحيانًا ما ستجد بعض المفاهيم المتعلقة به يتم المبالغة في وصفها أو وصف نتائجها، وكذلك وجود بعض الجرائم الخيالية التي يعتقد بأنها واقعية. هذا ما سنعرضه عليكم في هذا التقرير لنوضخ لكم بعض الأمور التي أسيئ فهمها عن جرائم الإنترنت.
ارتباط الإختراق دائمًا بسرقة الملفات والبيانات
الصورة العامة للإختراق والتي عكستها بالغالب شاشات السينما هي أن الإختراق يعني سرقة اليبانات أو الملفات عن طريق كتابة بعض الأسطر باللون الأخضر وبسرعة كبيرة، وبمجرد الضغط على زر Enter يحدث العجب وتنتقل البيانات، الواقع يخالف هذا التصور تمامًا.
الإختراق قد يكون عبارة عن تنسط على مراسلاتك، أو محاولة حذف بعض الحسابات الخاصة بك، أو سرقة أموالك وهناك الكثير من الصور. وبالنسبة لطريقة تنفيذه، لا ترتبط فقط بكتابة الأكواد، بل غالبًا ما ينتظر المخترق هفوة من الضحية مثل فتح إيميل يحتوي على برنامج مسموم أو تثبيت برامج تحمل في طياتها مصائب تتعلق بإرسال بعض البيانات للمخترق.
إمكانية منع تحميل الملفات الغير مشروعة
الألعاب الجديدة والبرمجيات وأنظمة التشغيل، كلها برمجيات يتم بيعها، ولكن في فترة بسيطة من إطلاقها يتم قرصنتها ونشرها بالمجان على الإنترنت. وهنا يعتقد البعض بأن إيقاف انتشار هذه البرمجيات أمر سهل والحفاظ على أملاك الشركة كذلك، لكن الواقع ليس كذلك أيضًا.
في الواقع أن هذه البرمجيات وبمجرد انتشارها على الإنترنت سيصعب إيقافها وذلك بسبب انتشار النسخ بين الناس، وبانتشار النسخ نعني بأن النسخة الواحدة أصبحت نسختين وبعدها ستزيد لتصل عشرة نسخ وتستمر حتى تصل لآلاف النسخ المنتشرة على الإنترنت، وإن تم إيقاف بعض المواقع أو الروابط المنتشرة لهذه البرمجيات، سيتم نشرها من طرف آخر وعلى مواقع أخرى، وقد يتم استخدام ال Torrent والذي يصعب السيطرة عليه لأنه يقوم على نقل الملفات فيما بين أجهزة الناس من حول العالم.
قدرة مضادات الفيروسات على إيقاف كل الأخطار
هل تعتقد بأن بعض البرامج مثل KasperSky أو AVG وغيرها من مضادات الفيروسات سيكون كافيًا 100% لحمايتك من أي هجوم؟ حسنًا أنت مخطئ. الواقع هو أن الفيروسات والملفات الضارة دائمة التطور وهناك دائمًا عمل قائم على نشر برمجيات ضارة جديدة، والمضادات لم تقم بعد بمعرفة هذه البرمجيات الجديدة مما يوفر فرصة كبيرة من الخطر في حالة وصول هذه البرمجيات لجهازك.
وهناك اعتقاد كبير بأن بعض البرامج الضارة يتم تطويرها من شركات البرامج المضادة للفيروسات، وذلك لإجبار على مستخدمي الإنترنت على استخدام مضادات الفيروسات التي تقدمها هذه الشركات.
نظام ويندوز من مايكروسوفت هو النظام الوحيد الذي يواجه مشاكل أمنية
فعليًا يمكن القول بأن نظام ويندوز لا يمتلك سمعة طيبة في هذا المجال، فكثيرًا ما كان عرضة للهجمات، لكن ذلك كان في الماضي، فقد بدأت الصورة تختلف. كان ويندوز يتعرض لكل هذه الهجمات لأنه وببساطة يشكل السواد الأعظم من حيث الإنتشار بين أقرانه من أنظمة التشغيل، ولهذا كان المهاجمون يصبون كل تركيزهم عليه. لكن الآن ومع زيادة انتشار أجهزة MAC بدأت البوصلة تنعطف قليلًا.
في العام الماضي كانت هناك فضيحة غيرّت الموازين قليلًا وأوجدت شكوكًا عند الناس بخصوص أمان نظام أجهزة MAC وذلك بعد سرقة حسابات المشاهير من iCloud. وبهذا وضحت الصورة بأنه لا شيء آمن 100%.