منوعات

ليش الجرايد والكتب القديمة يصير لونها أصفر؟

عند النظر إلى المستندات والصحف القديمة فإن أكثر شيء يميزها هو لونها الأصفر، وبالتأكيد هي لم لتكن كذلك عندما تم صناعتها، وقد يساءل البعض عن السبب وراء تحول لون أوراق الجرايد والكتب القديمة إلى هذا اللون؟ يُعتقد عموماً أن الورق تم اختراعه قبل حوالي 100 عام قبل الميلاد في الصين، حيث تم صناعته من ألياف النباتات، وسرعان ما انتشر في جميع أنحاء آسيا، وظهرت أول ورقة في أوروبا في القرن ال11، وتطورت صناعة الورق مع مرور السنوات، وفي القرن ال19 تم صناعة الورق من ألياف الخشب.

الجرايد والكتب القديمة تتحول لل أصفر

ليش الجرايد والكتب القديمة يصير لونها أصفر؟

أدرك صُنّاع الورق أن لب الخشب يتميز بقوة التحمل وسعره الرخيص مقارنة بالقطن، وهو البديل الأفضل. في ذلك الوقت سارع العديد من المخترعين إلى استخدام الخشب في صناعة الورق. رغم أن لب الخشب كان أرخص وأقوى من القطن والكتان، إلا أنه كان يمتلك بعض العيوب، وأهمها هو أن ورق لب الخشب كان يُؤثر عليه الأكسجين وأشعة الشمس.

الجرايد والكتب القديمة تتحول لل أصفر

من المعروف بأن الورق المصنوع من الخشب هو بالمقام الأول يتكون من مادتين أساسيتين، وهما السليلوز واللجنين. السليلوز هو مادة عضوية متواجدة بوفرة في الطبيعة، وهي عديمة اللون وتعكس الضوء بدلاً من امتصاصه (مما يجعلنا نراها باللون الأبيض). مع ذلك فإن السليلوز مُعرّض للأكسدة، وإن لم يكن ذلك بنفس قدر اللجنين.

اللجنين هو العنصر البارز في الورقة، وهو عبارة عن مركب موجود في الخشب، يعطي الخشب قوته وصلابته، ووظيفة اللجنين الأساسية تعتبر كنوع من “الغراء”، إذ إنه يقوم بحزم ألياف السيليلوز مع بعضها، مما يساعد على جعل الشجرة أكثر صلابة وقادرة على الوقوف لفترة أطول، وتتحمل الضغوط الخارجية مثل الرياح.

الجرايد والكتب القديمة تتحول لل أصفر

تتحول الأوراق إلى لون أصفر مع الزمن نتيجة حصول عملية أكسدة لمادة اللجنين بعد التعرض إلى الأكسجين في الهواء (وخصوصاً عندما يقترن مع الشمس)، فتصبح المادة أقل استقراراً. كما تمتص مادة اللجنين الضوء وتعطي لون أغمق، وفي نهاية المطاف يتغير لون الأوراق من الأبيض إلى الأصفر الباهت مع الزمن، وربما قد تصل إلى البني مع فترات أطول.

الجرايد والكتب القديمة تتحول لل أصفر

لعلاج هذا الأمر، فإنه اليوم يتم كتابة العديد من الوثائق الهامة على ورق غير حمضي مع كمية محدودة من اللجنين، لمنعها من التدهور في وقت سريع. أما بالنسبة للوثائق التاريخية القديمة، قد يكون هناك وسيلة لمنع المزيد من الضرر، إذ إنه من المهم تخزينها في مكان بارد ومظلم، تماماً مثلما تقوم المتاحف بتخزين الوثائق التاريخية في غُرف بدرجات حرارة منخفضة واضاءة باهتة.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى