يتسائل الكثيرون عن طريقة السلام بالخشوم عن أهل الخليج، فلماذا أغلبهم يسلمون بالخشوم؟ وما السر وراء هذه التحية التي تسمى بالموايه بالخشوم؟
الموايه بالخشوم هي عادة من العادات المتأصلة في شبه الجزيرة العربية، حيث يمثل الخشم (الأنف) موطن العزة والأنفة عند العربي بشكل عام، وقد ورد الأنف في أكثر من حكمة أو مَثَل، كالمثل الشعبي الذي يقول (ارْبيعك خَشْمك)، أي أنك لا تستطيع قطعه لأنه عضو التنفس ومصدر حياة الإنسان. والأنف أعلى أعضاء الوجه، وهو واضح لا يغطى، كما أنه صفة واضحة للسمات الوراثية التي يحظى بها الشخص، فأصل الإنسان في أنفه كما يقال دائماً.
طريقة التسليم بالخشوم
إن المواية بالخشم عادة للسلام والتحية في دول الخليج قديماً، وهو سلام الحشمة والسلام الشامخ، فالخشم دلالة للمجد والشموخ والرفعة، وطريقة سلام المواية بالخشوم عادة من عادات العرب الأولين في الخليج العربي بشكل عام بحيث يكون من طرف الخشم، وخلالها يمكن أن يكون الشخصان طلقاء اليدين، أو يضع الشخص الأول يده اليمنى في دفة الطرف الأيسر من الصدر للشخص المقابل، وبالمثل للشخص الثاني على أن يلامس كل منهما خشم الآخر مرة أو مرتين أو ثلاث مرات بشكل متتال وسريع ودون كلام، بعدها تبدأ المحاورة، وهو أن يسأل كل شخص الآخر عن أحواله وأحوال أهله وأخباره.
وعند بعض القبائل يكون السلام بملامسة الخشم مرة واحدة فقط، وعندما يسلّم الشخص على من يكبره سناً ومكانة كالشيوخ أو شيخ القبيلة، يقبل خشمه في بادئ الأمر ثم يوايه بالشكل العادي مرة واحدة، وإذا كان الشخـص يسلم على والده، ومن هو كبير في السن من قبيلته يقوم بتقبيله على رأسه، وأوقات أخرى يكون للترضية، وفي حال الاعتذار يكفي أن تقبّل أنف صديقك كعربون اعتذار.
التسليم بالخشوم عادة متوارثة
هذه العادة موجودة منذ زمن الأجداد والكثير اعتاد عليها منذ الصغر، وتختلف طريقة السلام من بلد لأخر ومن عادة لأخرى، فبعضهم عندما يتلاقوا يسلمون على بعض بالأيدي وبعدها بالأكتاف، وفي الإمارات يسلم الرجال باليد ويوجه الأنف بالأنف.
هذا يعني بأنها عادات موجودة ومنتشرة، وفي فترة ظهور الأمراض المعدية المختلفة بدأ البعض بترك هذه العادة خشية انتقال العدوى أما بالنسبة لكثيرين، فإنهم لم يعيروا الموضوع أي اهتمام.
