قد يكون الألماس أفضل هدية يُمكن أن تقدم لسيدة أو فتاة، لكن هل يُمكن أن يدوم للأبد ولا يختفي؟ في هذا الموضوع ستعرف الإجابة لو كان الألماس قابل للتحلل والاحتراق أم لا؟
هل يُمكن إذابة جزيئات الألماس؟
تتكون جزيئات الألماس من ترابط ذرات الكربون معا برابطة تساهمية، حيث ترتبط أربع ذرات كربون معا مكونة جزيء وترتبط الجزيئات معا بنفس الرابطة الكيميائية، وتُعرف الرابطة التساهية كيميائيا أنها من أن أقوى الروابط الكيميائية والتي يصعب كسرها، لكن هذا لا يعني أنها غير قابلة للتدمير.
وفي ظل توافر الظروف الملائمة من الضغط الجوي والحرارة، يُمكن أن يتحلل الألماس أو يحترق على الرغم من صلابته. فالرابطة التساهمية تحتاج لكمية هائلة من الطاقة لكسرها، ومع توافر هذه الطاقة إلى جانب المحفزات الكيميائية المناسبة، من الممكن تغيير الطبيعة الفيزيائية / الكيميائية للألماس وتحليله!
احتراق الألماس
من المعروف أن الكربون يتفاعل مع الأكسجين ليُعطي ثاني أكسيد الكربون، وعادة لا يظهر أي تغيير على الألماس في الظروف العادية كحرارة أشعة الشمس، لكن الكيميائي الفرنسي أنطوان افوازييه اكتشف أن تسخين الألماس لدرجة حرارة تصل حتى 600 – 800 درجة سيليزية في بركة من الأكسجين السائل يُمكن أن يؤدي لكسر الروابط بين ذرات الكربون والسماح لها أن تتفاعل مع الأكسجين وتشكيل غاز ثاني أكسيد الكربون، ولا يتبقى أي مركبات صلبة. ففي وجود الأكسجين، يحترق الألماس تماما ويتحول إلى بخار. ولا يُمكن أن تحصل هذه العملية في الظروف العادية في الغلاف الجوي كون الغلاف الجوي يحتوي فقط على 20% أكسجين من كمية غازاته، وهي كمية غير كافية لأكسدة الألماس في وجود حرارة الشمس.
انصهار الألماس
تبلغ درجة انصهار الألماس 3550 درجة مئوية في الفراغ، فلو توافرت هذه الحرارة في الظروف البيئية الطبيعية فإن الألماس قد يحترق أو يُصبح متفحما، لكن في الفراغ يختلف الأمر، إذ يُمكن أن تذوب كميات صغيرة من الألماس عندما تتعرض بلورات الكربون إلى مجالات مغناطيسية فائقة القوة وضغط أعلى بمليون مرة من القيمة العادية لحث الطاقة الحرارية على إذابة الروابط التساهمية بين ذرات الكربون. وقد حقق بعض الباحثين نتائج مماثلة عند تعريض ذرات الألماس إلى إشعاع ليزر وظروف ضغط عالية. هذا السلوك جعل العلماء يتجهون للتفكير في احتمال تكون أنهار من النيتروجين السائل على الكواكب مثل نبتون وأورانوس نتيجة لتوفر الضغط الشديد ووفرة ذرات الكربون.
إذابة الألماس
التركيب الصلب والدقيق لكريستالات الألماس تجعله لا يذوب في أي سائل في ظروف الغرفة العادية. لكن توافر أحماض مركزة مع درجات حرارة عالية للغاية وظروف عالية من الضغط، عندها يُمكن إذابة أجزاء من كريستالات الألماس، وعادة ما يستعين العلماء بسائل مذاب من هيدروكسيد الصوديوم ونترات الصوديوم بعد تسخينه. وقد وجد باحثون في جامعة سنغافورا الوطنية أن طلاء الكريستال بطبقة سميكة من الجرافين والتي تتكون بالأساس من الكربون النقي، ثم تسخين الكريستال المغلف لدرجات حرارة عالية، يُلاحظ إعادة هيكلة الروابط بين كلا العنصرين وإحداث حُفرة في الألماس. لكن هذه التجربة لم تنجح في إذابة الكريستال بشكل تام وإنما تُحدث حفرة فيه.
الخلاصة
بالنهاية، نستنتج أن الألماس غير قابل للتدمير بشكل نهائي وتام، إذ لا يُمكن تدمير جزيئات الكربون في الكريستال بشكل تام إلا عند تعريضها لظروف مرتفعة للغاية من الضغط والحرارة التي لا تتوافر في الظروف الطبيعية. كما لا يُمكن إحداث تغييرات جذرية على تركيب الألماس في الظروف العادية الأمر الذي يعتبر جيدا للنساء بأنهن سيقتنين هذه المجوهرات الباهظة لأطول فترة ممكنة.
اقرأ أيضا: