لعلك لاحظت أثناء متابعتك لأفلام الرجل العنكبوت أنه لم يكن يتسلق الجدار بسلاسة وسهولة كالسحالي والعناكب الحقيقية بل كان يبذل جهدا ليتمسك بأطراف أصابعه بالجدران، السبب لهذا الأمر ليس تدبير سينمائي إنما هي حقيقة علمية تم دراستها في كبرى الجامعات مثل جامعة كامبريدج! فلماذا لا يتمكن الإنسان من تسلق الجدران بسهولة كالسحالي مثلا؟
لماذا لم يكن الرجل العنكبوت قادرا على تسلق الجدران؟
خلال دراسة أجراها باحثون وعلماء حيوان في جامعة كامبريدج عن الحيوانات المتسلقة، حيث شملت الدراسة 225 نوعا من الحيوانات المتسلقة مثل العث والعناكب والسحالي وغيرها، توصلت الدراسة وقتها إلى أن المساحة السطحية لمنصات الحيوانات اللاصقة تتناسب طرديا مع وزن الجسم، بمعنى أنها تزيد كلما زاد وزن الجسم.
فالحشرات مثل النمل والعث لديها مساحة سطحية كبيرة نسبيا لكن حجمها صغير، فالحيوانات كلما كانت أثقل فإنها تحتاج إلى قوة التصاق أكبر لتلتصق بالجدار. فالسحالي على سبيل المثال هي أكثر الحيوانات التي يُمكنها الالتصاق على نحو سلس وتسلق الجدران بسهولة كبيرة، فهي تستعمل إجمالي مساحة سطح جسمها للالتصاق أكثر بـ 200 مرة من حشرة العث. ولو تم إدراج الإنسان ضمن هذه الدراسة، فمن الواضح أن جسم الإنسان يحتاج للعديد من المنصات اللزجة ليتمكن من تسلق الجدران كالسحالي نظرا لمساحة سطح الجسم الكبيرة.
ووفقا للدراسة، فإن الإنسان على سبيل المثال لو أراد أن يتسلق الجدار ويمشي عليه تماما كما تفعل السحالي فإنه بحاجة لزوج أحذية لزجة على أن يكون حجمها 145 وفقا للحجم الأوروبي أو 114 وفقا للحجم في الولايات المتحدة، وذلك وفقا لما قاله عالم الحيوان والتر فيدريل في جامعة كامبريدج والمؤلف لمجلة PNAS التي نُشرت فيها الدراسة. فالإنسان يحتاج إلى 80% من الجزء الأمامي لجسده ليتمكن من الالتصاق على الجدار بشكل سلس.
لهذا السبب ، لم يكن الرجل العنكبوت قادرا على تسلق الجدران بسلاسة وسهولة كبيرة، بل كان يبذل جهدا كبيرا للالتصاق بالجدار كون نقاط الالتصاق أو منصات الالتصاق قليلة نسبة لمساحة الجسد السطحية. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الرجل الخارق سبايدر مان، بل هو السبب بعدم قدرة الإنسان على تسلق الجدران!
اقرأ أيضا:
صور : الرجل العنكبوت يتسلق برج كيان في دبي
