مقالات

أخشى أن يفهمني غلط

 

أخشى أن يفهمني غلط

حث على النصيحة ( غلط )

بسبب هذه العبارة توقف خالد عن نصيحته لأخيه وكان ربما لو نصحه لكان خيراً له وأنفع لأخيه ولأجل نفس العبارة تراجع أحمد عما كان سيذكره من ملاحظات على المشروع القائم مع زملائه ، ولما أراد وليد أن يوضح لأصدقائه المشرفين في المجمع بعض السلبيات التي قد تفسد العمل مستقبلا توقف لأنه تذكر تلك العبارة ..!

عبارة ٌ أصبحت حجر عثرة في طريق الكثير عن البوح بما يرونه صحيحا ولابد من طرحه ، وحجر عثرة في درب النصيحة الأخوية التي كلما أرادت الخروج اصطدمت بهذا الجبل الذي كونته هذه العبارة مع مرور الأيام .. وباتت سدا منيعا لوصول فكرة أو اقتراح أو حتى ملاحظة .. فصار البعض يفضل الصمت مهما رأى لأنه يخشى أن يفهموه غلط فيفسروا مقصده بشكل خاطئ فيكون قد جنى على نفسه !

ولا أدري هل أبالغ أم لا إن قلت بأن هذه العبارة حبل مشنقة تقتل الكلام وترضي صاحبها بأي حال حسن أو سيء صالح أو فاسد ..!

صحيح أن الصمت جميل ولكن ليس دوما , وصحيح أن الندم يكون على الكلام أعظم منه على السكوت غالباً .. لكن ليس على كل حال .. وليس في كل موقف .. هناك عبارات لابد أن تخرج وكلمات لابد أن ترى النور وحديث لابد أن يصل مهما كان وبالطبع بالأسلوب الجميل وبالتي هي أحسن وبالنية الطيبة والمقصد الصالح .. حينها تثمر الكلمة ويذوق الجميع حلاوة أثرها ..

ولانختلف بأن أفهام الناس متفاوتة وعقولهم كذلك وليس الجميع على حد سواء ، وهناك من يحسن الظن دوما وهناك من يكون بعكسه تماما وثالث يتفكر قبل أن يحكم .. لكن كل هذا لابد ألا يثنينا عن أن نقول ما نراه صوابا وألا يرضينا بخطأ فنسكت ونترك الحال على سوئها ..

إننا حينما نرى خطأ واضحا لا مخرج له ولا لبس فيه ثم نسكت فإننا نزيد ذلك الخطأ ونساهم في انتشاره ونفتح لتبعاته بوابة التوسع والانتشار بل سيظن البعض أنه صواب !

ولذلك كم هو عظيم هذا الدين حينما حث على النصيحة وأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعل الإيمان أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك .. ومن رأى منكم منكرا فليغيره بيده .. والكلمة الطيبة صدقة ..

ربما واجهتنا مواقف رأينا فيها كيف فسر الآخرون أمامنا كلمات آخرين نعرفهم فصدمنا بهول التفسير السيء وربما تبعاته من مشكلات وآثار فلذلك طبع في أذهاننا أن ذلك ربما يجري لنا .. ! وحينها أصبح السكوت سمة بارزة أو على الأقل لمن تشجع قليلا سيتكلم قليلا مجاملة !

حسناً .. لكلمة الحق ثقل علينا أن نتحمله بصدق وعلينا حينما نتكلم أن نتكلم بوضوح وجلاء مع بيان الصواب دون إساءة لأحد وعلينا ألا نترك بابا لسوء الظن ولا مفتاحا لفهم سيء وحينها فالمجال مفتوح لمستدرك صادق وسائل حريص وعاقل مستفهم وستكون أنت كذلك سليم الصدر أبيض القلب تستقبل ما يأتيك من ملاحظة مهما كبرت أو صغرت ومهما كان وقعها عليك قويا أو ضعيفا سهلا أو صعبا ثم ترد عليها بأسلوب جميل وكلام مقنع لأن معك الحق .

ختاما .. قد لاترى هذا المقال هنا بعد أيام ..!
ربما أحذفه .. فإني أخشى أن تفهموني غلط !

محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى