حول العالم

أسوأ الهجمات الكيميائية بالغازات السامة في التاريخ

في عصر الوحشية الذي نعيش فيه، لن يكون هناك من شيء أكثر رعبًا من التفكير بالهجوم بالأسلحة الكيميائية. وقد سمعنا قصصًا كثيرة عن استخدام الغازات الخطيرة في الحرب العالمية الأولى. ومجرد التفكير بإعادة استخدامها مرة أخرى تقشعّر الأبدان. حصلت أسوأ الهجمات الكيميائية بالغازات السامة خلال الحرب العالمية الأولى، حيث قُتل 900 ألف شخص في أوروبا نتيجة استخدام غازي الخردل والكلور، فيما أصيب الملايين.

فيما يلي قائمة بأسوأ الهجمات الكيميائية التي حصلت في العالم

 

أول هجوم كيميائي في التاريخ

الهجمات الكيميائية

يُعرف أن أول هجوم بالغاز نفذته ألمانيا في 22 أبريل عام 1915، أي خلال العصر الحديث. لكن كشف علماء في عام 2009 أن أول هجوم كان قبل 2000 عام. فقد تعرضت حامية رومانية عام 256م في منطقة دورا أوربوس في بادية الشام بالقرب من دير الزور للحصار من قبل الساسانيين. عمل الرومان في البداية على حفر أنفاق تحت أسوارهم ليهاجموا من خلالها الأعداء. لكن الساسانيين اكتشفوا أمرهم، فقاموا بمزج بلورات الكبريت مع القار لإنتاج غاز سام، وقاموا بضخه في الأنفاق التي اكتشفوا أمرها. ونتيجة الاختناق بالغاز السام قُتل 20 جنديًا رومانيًا. هذا كان أول هجوم كيميائي في التاريخ، وبالطبع لن يكون الأخير!

 

هجوم الولايات المتحدة بمبيدات الأعشاب على فيتنام

هجوم مبيدات الأعشاب

خلال الحرب الفيتنامية أسقطت الولايات المتحدة أكثر من 75 مليون لتر من مبيدات الأعشاب الضارة، وكان الهدف من ذلك السيطرة على الغابات ومحاصرة حركة الفيت كونج المقاومة، وجعل لا منفذ أمامها. وكانت النتيجة تسمم عشرات آلاف المدنيين. وأسوأ المواد الكيميائية التي استخدمها الجيش الأمريكي كان “العامل البرتقالي” وهو الاسم الحركي لمبيد أعشاب ونازع ورق الشجر كجزء من برنامج الحرب السامة.

وقد بلغ عدد القتلى والمشوهين نتيجة هذه المواد 400 ألف شخص، وولادة 500 ألف طفل مشوه. لكن العامل البرتقالي لم يكن أكثرها شرًا، فهناك العامل الأزرق والذي كان يحتوي على مواد سامة، مثل: الزرنيخ ومثبط حمض الفوليك. وهو الحمض الذي يمنع تشوه الأجنة في أرحام الحوامل. ونتيجة رش هذه المادة فالجيل الثالث من الفيتناميين يولدون بتشوهات بشعة، ولا تزال المعاناة منها إلى اليوم. لكن الولايات المتحدة تنفي أن تكون المواد الكيميائية هي السبب!

 

تجارب الغاز على الجنود البريطانيين

بورتون داون

كان الجنود البريطانيون في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية غير محظوظين. فقد كانوا بمثابة فئران تجارب لمختبر بورتون داون الذي كان يدّعي القلق لإيجاد علاج لنزلات البرد الشائعة. لكن الغرض منه كان أكثر قتامة. فقد سممت الحكومة البريطانية جنودها بغاز السارين. وهو الغاز الذي أنتجته ألمانيا النازية.

ومن كان يتعرّض لهذا الغاز، كانت تخرج رغوة دموية من فمه. وقد اختبرت وزارة الدفاع البريطانية السارين على 3400 جندي في الفترة ما بين 1945-1989. اعتقد الجنود أنها تجارب عادية لأمراض طفيفة. لكن النتيجة كانت مرعبة فقد ذهب جندي ضحية هذه التجارب البشعة، وعانى المئات من نوبات المرض. مختبر بورتون داون لم يكتفِ بغاز السارين بل إنه أخضع الجنود لعقاقير الهلوسة، وتجارب الأسلحة البيولوجية والكيميائية.

 

حادث ماتسوموتو

الهجمات الكيميائية

أوم شنريكيو طائفة دينية يابانية، في عام 1994 كانت تعتبر من أكثر المنظمات ثراء على وجه الأرض. وقد أنفقت هذه الأموال على أسلحة الدمار الشامل والتي كانت تنوي استخدامها لإنهاء العالم. أول تجربة قامت بها، كانت عام 1994 حين طورت سلالة ضعيفة من السارين، وقامت برشه في أحد أحياء مدينة ماتسوموتو، على الرغم من أن الغاز تبخر في الهواء إلا أنه قتل سبعة أشخاص وهم نيام، وأصيب 200 آخرين، فيما قُتلت الضحية الثامنة بعد سنوات من الإصابة.

والغريب كانت ردة فعل الشرطة التي لم تضع هذه الجماعة تحت طائلة الاتهام، في حين اتهمت الكيميائي يوشييوكي كونو، والذي دخلت زوجته في غيبوبة نتيجة هجوم عليها. وقد سرّبت الشرطة اسم هذا الكيميائي إلى الصحف ما أدى لتصاعد الكره الشعبي ضده، واستمر ذلك حتى عام 1995 حين شُطب اسمه من مسئولية العملية.

 

تسميم مترو طوكيو

تسميم مترو طوكيو

وبعد العملية التي قامت بها جماعة أوم شنريكيو في ماتسوموتو، قامت بعملية أخرى. فقد وصل خمسة أعضاء من الجماعة إلى مترو طوكيو في ساعة الذروة ومعهم حقائب مملوءة بغاز السارين، وقاموا بفتحها في المحطة وإطلاق الغاز السام. ومع حشود الناس داخل المترو انتشر الغاز سريعًا وأصاب الآلاف. وأصيبت طوكيو بشلل كامل، قُتل 13 شخصًا وأصيب 6000 شخص في الهجوم.

لكن وبشكل غير محتمل، فقد فشل الهجوم، لأن جماعة أوم كان لديها من السارين ما يكفي لقتل 4.2 مليون شخص. ونتيجة خطأ في فتح الحقائب، تأخر إطلاق الغاز، وكان عدد القتلى أقل من المتوقع، حتى أن منفذي الهجوم سمموا أنفسهم بشكل غير مقصود.

 

هجمات إدلب

الهجمات الكيميائية

لم تحدث كل الهجمات الكيميائية في الماضي، ففي 16 مارس من عام 2015 ألقت طائرات بشار الأسد عشرات من البراميل المملوءة بالغاز السام. وفي أحداث الحرب السورية يصعب تحديد نوع الغاز المستخدم، لكن على الأرجح أنه غاز الكلور. وقد قدّرت منظمة هيومان رايتس ووتش سقوط 206 من القتلى نتيجة هجمات الغاز على إدلب.

 

الهجوم الكيميائي على حلبجة

الهجوم الكيميائي على الأكراد

حدث هذا الهجوم في 16 مارس عام 1988 في الأيام الأخيرة للحرب الإيرانية العراقية، حيث كانت مدينة حلبجة الكردية محتلة من قِبل الجيش الإيراني، وحين أراد الجيش العراقي أن يتقدم، ألقت عشرين طائرة تابعة له غازات سامة.

على أقل تقدير قُتل في هذا الهجوم 3200 شخص، لكن هناك أرقامًا تشير لمقتل 5000 شخص، 75% منهم من النساء والأطفال، عدا عن إصابة 10 آلاف شخص. واُشيع في تلك الفترة أن هذا الهجوم كان ضد الأكراد الذين كانوا يحاولون تأسيس دولة مستقلة لهم. ويعد هذا الهجوم من الأحداث التي بقي النظام العراقي بقيادة صدام حسين يشكك في صحتها.

 

الهجوم على الغوطة

الهجمات الكيميائية

في شهر أغسطس عام 2013 شهد العالم أسوأ كارثة إنسانية، فقد تعرضت غوطة دمشق والتي كان يسيطر عليها الجيش الحر لهجوم كيميائي، على الأرجح أنه غاز السارين القاتل.

قُتل في المجزرة البشعة حوالي 1000 شخص معظمهم من النساء والأطفال، فيما دخل 3000 آخرين إلى المستشفيات نتيجة التسمم بغاز السارين. وقد اختنقت النساء وهن ممسكات بأطفالهن بين أيديهن.

 

كارثة بوبال

الغازات السامة

في الثاني من ديسمبر عام 1984 حصلت أسوأ كارثة صناعية عرفها البشر. إنها كارثة بوبال الشهيرة، وقعت حين حصل انفجار في مصنع مبيدات لشركة يونيون كاربايد في الهند؛ ما أدى لتسرب 30,000 طن من غاز ميثان إيزوسيانت، والعديد من الغازات السامة، فتعرّض أكثر من 5 مليون شخص في ولاية ماديا براديش للغازات. واختلفت الأقوال في تقدير عدد القتلى.

فقدّرت بعض الوكالات الحكومية مقتل 15,000 شخص، وقالت إحصاءات أخرى أن 8000 شخص توفوا في الأسابيع الأولى من حادثة التسرب. لكن التقديرات الأولية لحكومة ماديا براديش قالت بأن عدد الضحايا 3787. وقد أغرق الغاز المتسرب مدينة بوبال، وهي عاصمة ماديا براديش. فاستيقظ الناس في حالة ذعر خاصة مع إصابتهم بحرقة شديدة في الرئتين.

 

الهجوم الكيميائي على إيران

الهجمات الكيميائية

أيضًا هي من الهجمات المختَلَف في صحة وقوعها. لكن ما يُعرف أنه في السنة الثامنة للحرب الإيرانية العراقية شن الجيش العراقي هجومًا كبيرًا على مواقع الجيش الإيراني مستخدمًا غازي السارين والخردل، فقُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وأصيب أكثر من 50 ألف شخص. واستمرت المضاعفات حتى بعد سنوات من إلقاء الغاز، لترتفع عدد الإصابات إلى 90 ألف شخص. وإن كان ذلك فعلًا ما حدث، فسيكون أسوأ هجوم كيميائي في التاريخ.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى