منوعات

أول سفاح في تاريخ الولايات المتحدة الحديث

بعد مرور 100 عام على وفاته لا يزال اسم “إتش إتش هولمز” يثير الخوف في نفوس الأمريكيين، فقد كان أول سفاح في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، فقبل أعماله الإجرامية لم يكن مصطلح “Serial Killer” “سفاح” مستخدمًا.

سفاح

فقد كان ذكيًا، ودقيقًا في حساب أدق التفاصيل، ومجيدًا للقتل بدم بارد. ولهذا الغرض أنشأ فندقًا أو ما يشبه القلعة مخصصًا للقتل، بدءًا من القتل بالغاز إلى الحرق حيًا. وقد عمل على بيع الجثث لكليات الطب.

ولد “هيرمان ويبستر مدجت” والمعروف باسم إتش إتش هولمز في أرياف نيو هامبشاير عام 1861 لعائلة زراعية ثرية، وفد كان والده عنيفًا بسبب تعاطيه للكحول، حيث كان يفرغ طاقته العصبية في أطفاله.

كان هولمز طالبًا بارعًا في المدرسة، ما أدى لأن يكون هدفًا للطلاب الآخرين، فقد تعرض في أحد المرات للحبس في غرفة الطبيب مع جهاز عظمي بشري، وقد أصيب بالرعب الشديد. لكن بعد ذلك تلاشى هذا الخوف، وأصبح هولمز مهووسًا بالقتل، فكان يتجول في الغابات ويقتل كل ما يراه من حيوانات ويقوم بتشريحها.

وقد أنهى دراسته الثانوية حين كان بعمر 16 عامًا، وعمل في التدريس في نيو هامبشاير، وخلال هذه الفترة ارتكب أول جريمة بحياته والتي كانت بحق زميل قديم. لم يستمتع هولمز بالقتل فقط، لكنه استغل أيضًا أموال التأمين الخاصة بالضحايا. تزوج هولمز وأنجب، لكنه تخلى عن عائلته لاحقًا بعد التحاقه بكلية الطب في جامعة ميشيغان.

سفاح

وقد كان هناك طلب كبير على الهياكل العظمية البشرية في كليات الطب، لكن التزويد كان قليلًا. وكان هولمز يقوم بسرقة الجثث من المختبرات ويشوهها ليحصل على وثائق التأمين ليستطيع استخراج الأموال.

وبعد تخرجه من كلية الطب، تنقل هولمز من مدينة لأخرى، وفي الغالب عمل لدى الصيدليات، وفي كل مدينة كان يقيم بها كانت تُسجل حالات اختفاء كثيرة.

وفي عام 1886 انتقل إلى شيكاغو، وهناك استبدل اسمه إلى”هنري هوارد هولمز” وعمل لدى صيدلية الدكتور إي إس هولتون، والذي اختفى بعد فترة قصيرة من عمل هولمز. وبعد مرور فترة أقنع هولمز زوجة هولتون ببيعه الصيدلية، والتي اختفت أيضًا بعد أن وصل اتفاق البيع إلى نهايته.

قلعة القتل

ولاحقًا، بنى هولمز مبنى مكونًا من ثلاثة طوابق، والذي أطلق عليه السكان “القلعة” وبعد ذلك أطلقوا عليه اسم قلعة القتل. وقد بنى هولمز المبنى بطريقة مرعبة جدًا، كسلالم لا تؤدي إلى منفذ، وغرف بأبواب مخادعة، أو غرف بأنابيب غاز مخفية.

وقد انتهى من بنائه عام 1893، وفي هذه الفترة انطلقت أعمال معرض الكتاب العالمي في شيكاغو حيث استغل هذه المناسبة، ليعلن عن افتتاح فندق خاص بالمعرض، فأوقع بكثير من الزوار.

بعض الضحايا تم قتلهم بحبسهم بغرف عازلة للصوت وتسريب الغاز إليها، وبعضهم الآخر تم تركيب ألواح حرارية في جدران الغرف، وفي منتصف الليل يقوم هولمز بإشعالها لحرق الضحية.

كان هولمز يضع ضحاياه أحياء أو متوفين في قبو سري حيث كانت توجد أدواته الجراحية التي يستخدمها في التشريح وموقد لحرق الجثث، فقد كان يعذب الضحايا ويشوه أجسادهم. وكان ينزع اللحم من العظم، ليبيعها كهياكل بشرية طبيعية للكليات الطبية، والتي كانت بحاجة ماسة لها، وهو ما جعلها لا تسأل عن مصدر هذه الهياكل. وبعد انتهاء معرض الكتاب عاد إلى شيكاغو.

أخطر سفاح

وقد استطاع أن يخدع عشيقته السابقة ويحصل منها على ممتلكاتها في ووت فورت. وبعد فترة اضطر إلى مغادرة شيكاغو بعد أن لاحقه دائنون. وظل بعدها يتنقل من مدينة لأخرى، حتى تم اعتقاله لأول مرة عام 1894 بتهمة سرقة حصان.

في السجن تعرف هولمز على “ماريون هيدجيبث” ولأول مرة يثق بشخص غريب ويفصح له عن أسراره، وقد اتفقا على خداع شركة تأمين للحصول على أموال تأمين على الحياة وذلك بتزوير شهادة وفاة هولمز بمساعدة من هيدجيبث مقابل 500 دولار.

ولأن خطته لم تنجح فقد أقنع معاونه السابق بنيامين بيتزيل في تنفيذ الخطة، فاستخرج شهادة وفاة مزورة لبيتزيل للحصول على أموال التأمين على حياته. وقد بقي بيتزيل في هذه الفترة مختفيًا حسب الاتفاق، لكن ما حصل أن هولمز قتل بنيامين بجرعات كبيرة من الكلوروفوم، وحين كان لا يزال على قيد الحياة أحرقه حيًا. وقد أقنع زوجته كاري أن بيتزيل لا يزال حيًا لكنه مختبئًا لتنفيذ الخطة. وكان لبنيامين ثلاثة أطفال، أقنع هولمز الزوجة كاري في أن يقوم باصطحابهم في رحلة إلى كندا، وهناك قام بقتل طفلتيها أليس ونيلي في تورنتو، فيما قتل الطفل هوارد في إنديانابوليس.

أول سفاح

من هنا بدأت السلطات تتبع هولمز، فيما تلقت بلاغًا من هيدجيبث زميل السجن السابق معترفًا بأعمال هولمز، لأنه لم يفِ بوعده ويقدم له الأموال مقابل المساعدة التي قدمها له في تزوير شهادات الوفاة. واستطاعت السلطات اعتقاله في 17 نوفمبر عام 1894 وهو في طريقه من فيلادلفيا إلى بوسطن. وقد تمت محاكمته في فيلادلفيا، حيث حُكم عليه بالإعدام، وخلال المحاكمة ظل هولمز صامتًا. وكان طلبه الوحيد أن يوضع جثمانه في تابوت بعمق 3 أمتار تحت الأرض، حيث كان خائفًا من أن يقوم اللصوص بسرقة عظامه وبيعها إلى كليات الطب!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى