أعمدة الرجاجيل هي موقع أثريّ يقع في المملكة العربيّة السعوديّة، في منطقة الجوف، وتحديداً في ضاحية قارا جنوب سكاكا. ويُعتبر موقع أعمدة الرجاجيل من أقدم المواقع الأثرية في الجوف، ويتكوّن من خمسين مجموعةً من الأعمدة الحجرية، التي تُدعى بالرجاجيل، إلى جانب عددٍ من الأعمدة الحجرية التي تم نحتها من الحجر الرملي، ويتراوح عدد هذه الأعمدة من ثلاثة إلى سبعة أعمدة.
ما سر أعمدة الرجاجيل في صحراء الجوف؟
يقول بعض المؤرخين أنها ربما تعود لمعبد للألف الرابع قبل الميلاد، حيث قال الدكتور عبدالرحمن الأنصاري عالم الآثار لصحيفة الرياض: “إن الافتراضات الأثرية تعتقد بأن الموقع يعود إلى الأف الرابع قبل الميلاد، والموقع بحاجة إلى إجراء تنقيبات مختلفة للوقوف على أسراره، إذ إن تلك الأعمدة تشبه إلى حد كبير تلك الأحجار الموجودة في بريطانيا، والتي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد”.
ويشير الأنصاري إلى أن هذا الشكل الحجري قد يكون مرتبطاً بطقوس عقائدية في أغلب الظن، أو هو بمثابة أحد الأشكال الاستدلالية بعلم النحو والفلك.
إلا أن موقع amusing planet، أشار إلى أن علماء الآثار لا يعرفوا الكثير عن هذه الحجارة، وما هو غرضها. وأضاف الموقع، يبدو بأنه لم يتم استخدامها لغرض ديني، إذ إنه لم يُوجد بقايا بشرية أو تُحف دينيّة مُحيطة بالمكان. مع ذلك، فإن اتجاهات الحجارة تُشير إلى شيء مُتصل بالفلك.
ومن المُّمكن أيضاً أن تكون مَعلماً لطريق تجاري، إذ إن منطقة الجوف كانت تُعد منطقة هامة لطريق التجارة القديمة التي ربطت شبه الجزيرة العربية ومصر والعراق وسوريا.
ومن الجدير بالذِكر أن تسمية الموقع بهذا الاسم تعود إلى الكلمة الشائعة باللهجة المحكية في السعودية، بوصف مجموعة الرجال (الرجاجيل)، لاشتباه الناس قديماً بأنّ تكون هذه الأعمدة المُنتصبة، عبارةً عن مجموعةٍ من الرجال، ليندهش الرائي أنها مجرد أعمدة حجرية ورملية.
كما ويُعتبر هذا المكان من المواقع الأثرية المُهمة في شمال المملكة، وهو ينتظر جهود الباحثين والعلماء من أجل فك تلك الرموز والألغاز التي تحيط بوجوده لاسيما أن كتابات ورسوماً متعددة توجد على بعض تلك الأعمدة ويمكن من خلالها الاستدلال على تاريخ هذا الموقع الفريد في شمال الجزيرة العربية.