كيف تفرق بين أعراض الإنفلونزا و فيروس كورونا ؟

تصدّر فيروس كورونا الأخبار في الأسابيع القليلة الماضية، لكن مهلًا، هناك وفباء فيروسي آخر منتشر في كل أنحاء العالم تقريبًا! إنه فيروس الإنفلونزا. فكيف تقارن بين هذه الفيروسات التي تشترك في العديد من الأعراض؟ وأي منها أكثر إثارة للقلق؟

 

كيف تفرّق بين فيروس الإنفلونزا و فيروس كورونا الجديد؟

فيروس كورونا الجديد الملقّب بـ “كوفيد-19 Covid-19″، حصد العديد من الأرواح كان معظمها في الصين حيث معقل المرض، وبلغت الإصابات بالمرض بعشرات الآلاف بعضها في مناطق أخرى عدى الصين، ووصل مؤخرًا إلى مناطق عربية أبرزها الإمارات ولبنان وحالات أخرى رُصدت في إيران.

لكن الأرقام المقلقة لضحايا فيروس كورونا لا تُقارن بأي شكل من الأشكال بأرقام المصابين بفيروس الإنفلونزا. فقد تسببت الإنفلونزا في الولايات الأمريكية المتحدة وحدها بإحداث نحو 26 مليون مرض، و250 ألف حالة وفاة في المستشفيات، و14000 حالة وفاة هذا الموسم، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

مع ذلك، فقد درس العلماء الإلنفلونزا الموسمية لعقود. لذلك، هذا يعني أن معرفتنا وإدراكنا بفيروس الإنفلونزا جعل إمكانية التعامل مع المرض أسهل من فيروس كوفيد-19 لأنه جديد ولا زال تحت الدراسة. هذا يعني أن كوفيد-19 عبارة عن بطاقة عشوائية لا زالت تنتشر وتحصد الوفيات حول العالم!

وعلّق الدكتور أنتوني فوشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، في مؤتمر عُقد في البيت الأبيض في 31 يناير الماضي: (على الرغم من أعداد وفيات الإنفلونزا الكبيرة، لكنه فيروس معروف وهناك إمكانية للتعامل معه، بمعى آخر هو فيروس مضمون، وستنخفض أعداد المصابين به مع وصولنا إلى شهري مارس وأبريل. إذ يُمكن التنبؤ بدقة بنطاق الوفيات في المستشفيات والتي عادةً ما تحصل لدى من يعانون من مضاعفات في الجهاز التنفسي. أما فيما يتعلق بفيروس كورونا “كوفيد-19″، فنحن نتعامل مع المجهول).

في الوقت الحالي، يُسابق العلماء الوقت للتعرف على كل جوانب فيروس كوفيد-19، والتهديد الذي يُمثّله مع توفر ملعومات جديدة. بناءًا على ما نعرفه الآن، هذه أبرز جوانب المقارنة بينه وبين فيروس الإنفلونزا.

 

الأعراض وشدة المرض

كل من فيروسات الإنفلونزا الموسمية (التي تشمل فيروس الإنفلونزا A و B) وفيروس كورونا تعتبر فيروسات معدية تسبب أمراض الجهاز التنفسي.

تشمل أعراض الإنفلونزا النموذجية الحمى والسعال والتهاب الحلق وآلام العضلات الصداع وسيلان الأنف والتعب والإرهاق، وأحيانًا القيء والإسهال. غالبًا ما تظهر أعراض الإنفلونزا فجأة، ويتعافى المصابون في أقل من أسبوعين. لكن لدى بعض الناس، قد يُسبب فيروس الإنفلونزا مضاعفات أخرى تشمل الالتهاب الرئوي.

أما بالنسبة لفيروس كوفيد-19، فإن الصورة لم تتضّح بعد أمام الأطباء ولا يزالون في مرحلة دراسة الفيروس. في دراسة صغيرة شملت 100 شخص مصاب بالفيروس، تبيّن أن الأعراض الأكثر شيوعًا هي الحمى والسعال وضيق التنفس. أفاد 50% من المصابين المرضى أنهم يُعانون من التهاب الحلق وسيلان الأنف، وأفاد 1-2% فقط أنهم عانوا من إسهال وغثيان وقيء.

وفي دراسة أكثر حداثة، حلل باحثون في المركز الصيني لمكافحة الأمراض حالات مؤكدة مصابة بفيروس كورونا “كوفيد-19″، وتبيّن أن بعض الحالات الحرجة أصيبت بفشل في الجهاز التنفسي وصدمة الإنتان، أو خلل وفشل في أعضاء متعددة.

من المهم الإشارة إلى أنه نظرًا لأن فيروسات الجهاز التنفسي تسبب أعراضًا مماثلة، فقد يكون من الصعب التمييز بين الفيروسات التنفسية المختلفة بناءً على الأعراض وحدها، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

 

معدل الوفيات

حتى الآن في موسم الإنفلونزا، مات حوالي 0.05% من المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات السيطرة على الأمراض. مقارنةً مع معدل الوفيات بفيروس كوفيد-19 في الدراسة التي نُشرت في 18 فبراير في صحيفة Weekly، وجد الباحثون أن معدل الوفيات في البر الرئيسي للصين بلغ 2.3% من إجمالي عدد المصابين. هذا الرقم أعلى بكثير من الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا.

 

انتقال الفيروس

المقياس الذي يستخدمه العلماء لتحديد مدى سهولة انتشار الفيروس يُعرف باسم “رقم التكاثر الرئيسي” أو R0. هذا هو التقدير لمتوسط عدد الأشخاص المصابين بالفيروس من شخص واحد مصاب، ووفقًا للتقارير الواردة في صحيفة نيويورك تايمز،ف فإن قيمة R0 بلغت 1.3 لفيروس الإنفلونزا.

أما بالنسبة لفيروس كوفيد-19، لا يزال الفيروس تحت الدراسة. وقدّرت دراسة نُشرت في مجلة نيوإنجلند الطبية عن فيروس كورونا الجديد، أن كل شخص مصاب ينشر الفيروس بمتوسط 2.2 شخص.

 

الوبائية

من المهم ملاحظة أن الإنفلونزا الموسمية، التي تسبب تفشي المرض كل عام، لا تُعتبر مرض وبائي. أما بالنسبة لفيروس كوفيد-19، لم يُعلن بعد عن تفشي الفيروس كوباء، حيث حدثت غالبية الحالات في الصين. لكن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن حالة طوارئ صحية وأن الفيروس يُعتبر مقلقًا على المستوى الدولي.

 

السبل الوقائية

على عكس الإنفلونزا الموسمية، التي يُوجد لها لقاح للحماية من العدوى، لا يوجد لقاح معروف بعد لفيروس كوفيد-19. لكن الباحثين في المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة أعلنوا أنهم في المراحل الأولى لتطوير لقاح.

بشكل عام، يوصي مركز السيطرة على الأمراض بما يلي لمنع انتشار فيروسات الجهاز التنفسي، التي تشمل كلاً من فيروس كورونا وفيروسات الإنفلونزا: اغسل يديك كثيرًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل؛ تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك بأيدي غير مغسولة؛ تجنب الاتصال الوثيق مع الناس الذين يعانون من المرض؛ البقاء في المنزل عندما تكون مريضًا؛ تنظيف وتطهير الأشياء التي كثيرا ما نلمسها والأسطح.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

لماذا الأطفال أقل عرضة للإصابة بـ فيروس كورونا ؟

أشهر الخرافات الحاليّة حول فيروس كورونا !

Exit mobile version