منوعات

لماذا لا تضم أعلام الدول اللون الأرجواني؟

العديد من الدول أضافت عناصر إبداعية على أعلامها، سواء كانت على شكل تنين أو منجل أو نسر ذي رأسين. لكن التصميم الذي من غير المُحتمَل أن تجده في أعلام الدول، هو تصميم يضم اللون الأرجواني. بالتأكيد لا يعود سبب ذلك إلى أن اللون الأرجواني غير عصري، لكن غيابه عن معظم أعلام دول العالم له علاقة أكبر بالتطبيق العملي.

أعلام الدول

 

لماذا لا تضم أعلام الدول اللون الأرجواني في الغالب؟

في العالم الحديث، هناك 196 دولة رسمية تقريبا، جميع أعلام هذه الدول لا تضم اللون الأرجواني في تصميمها، باستثناء الدول التي تأسست حديثًا. هذا يعني أن الدول التي تأسست منذ فترة طويلة جاوزت المائة عام هي غالبًا من خلَت أعلامها من اللون الأرجواني. هذا يدفعنا إلى التساؤل عن السبب في هذه المصادفة الغريبة؟

لكن إجابة السؤال أبسط ممّا تتخيل! فالسبب أن اللون الأرجواني أو البنفسجي كان يُلقّب بلون الملوك لارتفاع ثمنه الذي جاوز في غالب الأحيان ثمن الذهب! لهذا السبب كان من المُكلف للغاية أن تُصبغ القطع القماشية التي تُصنع كأعلام باللون الأرجواني. فسعر الكيلو غرام الواحد من بودرة اللون الأرجواني كانت تتجاوز سعر كيلو جرام الذهب!

ولأنه لون باهظ الثمن، ارتبط اللون الأرجواني منذ اكتشافه بالملوك والعائلات الحاكمة والثرية كرمز للقوة والثروة الفاحشة والمال. حتى أن الملكة إليزابيث كانت قد أصدرت أوامر صارمة بمنع ارتداء اللون الأرجواني على عامة الشعب واقتصاره على الأفراد المُنتمين للعائلات الملكية والنبيلة.

 

ما السبب في ارتفاع تكلفة اللون الأرجواني؟

السبب في سعره الباهظ، كان لأن مكوّناته نادرة للغاية وباهظة الثمن. فقد كان العنصر الأهم في بودرة اللون الأرجواني تُستخرج من نوع من الحلزونات البحرية الصغيرة التي لا تعيش في أي مكان في العالم سوى في مدينة “صور” التي كانت جزءًا من المملكة الفينيقية سابقًا، والتي تُعرف اليوم باسم جمهورية لبنان.

حلزون

وكانت عملية جمع هذا اللون مُكلفة وشاقة للغاية. فمن أجل الحصول على غرام واحد فقط من مادة “الأرجوان”، كان ذلك يتطلّب اصطياد 10 آلاف حلزون. وحيث أن هذا اللون كان مرتبطًا بالملوك والنبلاء، فقد كان الصيادون يتحمّلون مشاق صيد الحلزون النادر واستخراج مادة “الأرجوان” في سبيل بيعه مقابل ثروة كبيرة.

حتى أن بعض الملوك لم يكونوا قادرين على تحمّل تكلفة الثياب المصبوغة باللون الأرجواني. فقد كان الرطل الواحد من صبغة الأرجوان يُباع بسعر يبلغ ثلاثة أضعاف رطل الذهب تقريبًا، أو ما يُعادل مبلغ 65 ألف دولار بقيمة الأموال اليوم. حتى أن الإمبراطور الروماني “أوريليون” كان قد منع زوجته من شراء شال حريري مصبوغ باللون الأرجواني كونه باهظ الثمن ويُكلّف ثلاثة أضعاف وزنه ذهبًا.

وإن كُنت تسأل عن سبب رؤيتنا بكثرة للصبغة الأرجوانية هذه الأيام في الأقمشة والملابس، فذلك بالتأكيد لأن العلماء تمكّنوا من استخلاص مركب كيميائي صناعي بلونٍ أرجواني مميّز يُشبه صبغة أرجوان صور التي تُستخرج من الحلزونات. يعود الفضل في ذلك إلى الكيميائي الإنجليزي “وليان هنري بيركين” الذي استخلص اللون الأرجواني بمحض الصدفة بينما كان يُحاول صناعة مادة “الكينين” التي تُستعمل في مضادات مرض الملاريا. وبدأ بصناعة المركب الصبغي الذي كان سببًا في ثروته الفاحشة في زمنٍ قياسي.

وبدأت تكلفة الصبغة الأرجوانية تنخفض شيئًا فشيئًا مع ازدياد عرضها في السوق. وأصبح بمقدور الجميع تقريبًا شراء واقتناء عناصر قماشية ملوّنة باللون الأرجواني، ولم يعد اللون مرتبطًا بفئة الأثرياء من المجتمعات. لكن حتى حلول هذا الوقت، كانت معظم دول العالم قد ظهرت بالفعل وظهرت أعلامها الوطنية. وكان معظم هذه الأعلام خالية من اللون الأرجواني، باستثناء الدول حديثة المنشأ كما ذكرنا،مثل دولة دومينيكا الحديثة التي اعتمدت في سنة 1978 علمًا يُزيّن ببغاء سيسرو، وصدره ملوّن باللون الأرجواني.

دومينيكا
علم دولة دومينيكا الحديثة.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

الدولة الوحيدة في العالم التي علمها ليس مستطيلًا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى