قد يبدو المصطلح غريبًا بعض الشيء، لكن المواطنة الرقمية أو Digital Citizenship، تُشير إلى مدى انخراط المواطن أو المستخدم وانسجامه مع مجتمع رقمي ما، بالإضافةِ إلى الإلتزامِ بالقوانين والأنظمة المفروضة في مجتمعٍ رقميٍ ما واستشعار الرقابة الذاتية لتحقيق الترابط بين أفراد المجتمع، التفاعل بشكل إيجابي مع بيئة المحتوى الرقمي.
المواطنة الرقمية لا تختلف عن المواطنة التقليدية، فكلاهما تتطلبان الانتماء للمجتمع وتحقيق أهدافه والالتزام بقوانينه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، فيصبح المواطن ذا حقوق وواجبات في آن واحد في المجتمع الرقمي.
عناصر المواطنة الرقمية
الوصول الرقمي
من المفترض أن يُدرك روّاد المجتمع الرقمي أن الفرص والتخويلات ليست متاحة للجميع في الوصول إلى المحتوى الرقمي، ولذلك فإنه من المفترض بذل قصارى الجهود لتحقيق المساواةِ بين الأفراد في الحقوق الرقمية ومنحهم الحرية والإذن في الوصول إلى المحتوى بشكل عام. كما أن الاستثناءات الرقمية تقف عائقًا في وجهِ نمو المجتمعات التقنية؛ لذلك لا بد من مدِ يد العون للأشخاص لتسهيل وصولهم واستخدامهم للتكنولوجيا وأدواتها بكل سهولة بغض النظر كان ذلك الوصول محدودًا أو مفتوحًا لهم، فيصبح المواطن قادرًا على المساهمة وإثبات وجوده حيث يجد نفسه.
التجارة الرقمية
أصبحت مسألة ممارسة البيع والشراء باستخدام الإنترنت وارتياد المواقع الإلكترونية أمرًا شائعًا ومهمًا في الاقتصاد، إذ أصبح الإنترنت متجرًا ضخمًا بأكمله يتيح لرواده اقتناء المنتجات بدءًا من الألعاب وحتى السيارات، ويخضع ذلك للقوانين والسياسات الصارمة للحفاظ على حقوق أطراف العملية التجارية، كما أن هناك قوانين تحد من تداول الممنوعات كالمخدرات وأي شيء يعود بالضرر على الإنسان، لذلك فإن المواطنة الرقمية توضح لمرتاد المواقع الراغب في تجربة التجارة الرقمية كيف يكون صالحًا وإيجابيًا في الاقتصاد الرقمي.
الاتصالات الرقمية
تعد عنصرًا هامًا للغاية في حياة المواطن الرقمي، إذ يعد الوسيلة الفعالة والأساسية في تحقيق التواصل مع المواطنين الرقميين الآخرين، وبدأت رقعة الأشكال التي تتخذها الاتصالات الرقمية بالتوسع تدريجيًا منذ القرن التاسع عشر، وازدادت أكثر بشكلٍ ملحوظ في القرن الحادي والعشرين بالتزامنِ مع ظهور البريد الإلكتروني ومنصات التراسل الفورية والتواصل الاجتماعي وغيرها.
الاتيكيت الرقمي
يعد المجتمع الرقمي كغيره من أنواع المجتمعات التي تفرض على المواطن فيها ضرورة الإلتزامِ بالقواعد والآداب والسلوكيات الملائمة فيها، بحيث يتحقق الاندماج بين الأفراد واختفاء المشكلات تمامًا، لذلك فإنه من شروط المواطنة الرقمية الالتزام بشكلٍ تام بالقوانين والقواعد واللوائح التي تحظر استغلال التكنولوجيا وأدواتها في الاستخدامات غير المناسبة.
الحقوق والمسؤوليات الرقمية
مصطلح واضح الأبعاد والتفاصيل في عالم المواطنة الرقمية، إذ يضع أمام المواطن كل ما يتمتع به من حقوق وما يقع على عاتقه من واجباتٍ ومسؤوليات تجاه الآخرين والمجتمع بشكل عام.
الصحة الرقمية
لم تتجاهل المواطنة الرقمية الصحة العامة للأشخاص إطلاقًا، فدون أدنى شكٍ أن أي شخص يعاني من إدمان الإنترنت والأجهزة الذكية سيعاني مستقبلًا من مشكلات صحية عديدة، لذلك فإن الصحة الرقمية توضح للمواطن كيفية تجنب المضاعفات باتباع قواعد الصحة والسلامة العامة.
الأمن الرقمي
وهي عبارة عن مجموعة من الإجراءات والاحتياطات الإلكترونية التي يتم اتخاذها لغايات الحفاظ على سلامة المعلومات وحمايتها ممن يتطاول على الممتلكات الرقمية للآخرين، ومن الممكن ذلك باستخدام برامج الوقاية من الفيروسات والجدران النارية وغيرها.