يتزايد قصر النظر بمعدل كبير جدًا، ويتوقع العلماء أنه بحلول عام 2050، سيصبح معدل المصابين بقصر النظر أكثر من 4.7 مليار شخص، أي ما يقرب من نصف سكان العالم. وتعتبر النظارات الطبية الحل الأنسب والأكثر أماناً للأشخاص الذين يعانون مشاكل في النظر. ولكن كيف كان يتعامل ضعاف البصر قديماً في ظل عدم وجود النظارات الطبية؟
كيف كان حال ضعاف النظر قبل اختراع النظارة!
حاول البشر قديماً وقبل اختراع النظارة، أن يتأقلموا مع مشاكل البصر. فلم يكن الناس قديماً يقودون السيارات ولم يتوجب عليهم رؤية الإشارات أو الاعتماد في عملهم على استخدام الإنترنت كما هو الحال بمجتمعنا الحالي. كانت هناك وظائف لا تعتمد على حاسة النظر، تمكن ضعاف البصر من أن يكون لهم قيمة معينة، مثل وظيفة المؤرخين الشفويين والموسيقيين والقيام برواية القصص. ولم يكن ضعاف البصر يمارسون المهن التي تعتمد على الرؤية كالصيد وغيرها.
كما أن القراءة لم تكن شائعة قبل عام 1700 قديماً، فقد كانت الكتب مصنوعة باليد ونادرة جداً، ويقرأها أشخاص محددون وليس عامة الشعوب، حتى بعد أن تم اختراع الطباعة كانت الكتب المتاحة أكثر سهولة، ولكن لا تزال نادرة للرجل العادي.
كانت المشكلة الكبيرة في عدم قدرة ضعاف البصر في الدفاع عن أنفسهم من هجوم الحيوانات المفترسة. فعند اقتراب أي حيوان أو أي خطر يداهمهم يكونون في وضع لا يحسد عليه، وقد لا يدركون الأمر إلا بعد فوات الأوان.
وبالتأكيد، كلما زادت مشاكل البصر زادت المشاكل التي يواجهها ضعاف البصر وازدادت المعاناة والمخاطر التي يتعرض لها هذا الشخص.
تغيرت الأمور في نهاية القرن ال13 عندما بدأ العلماء بالبحث عن علاج للمشاكل البصريّة، إذ إنه في ذلك الوقت تم اختراع أول نظارة طبيّة في شمال إيطاليا، وقال نيل هاندلي، أمين متحف كلية البصريات في لندن: “كانت تلك المنطقة مركزًا لإنتاج الزجاج، وسرعان ما حمل التُجار النظارات على طول طريق الحرير وصولًا إلى آسيا”.
كانت نظارات ذلك العصر تثبت فوق الأنف بدون ذراعين أو تثبت بواسطة رباط يدور فوق الرأس ويثبت بواسطة القبعة.