انطلاق معرض البترا … أعجوبة الصحراء في متحف الشارقة للآثار
إدارة متاحف الشارقة تتعاون مع دائرة الآثار العامة في الأردن لاستضافة مجموعة من المقتنيات والمنحوتات الأثرية المكتشفة في مدينة البترا
الإمارات العربية المتحدة، الشارقة، 23 نوفمبر، 2016: انطلق اليوم في متحف الشارقة للآثار ” معرض البترا : أعجوبة الصحراء” الذي يتضمن مجموعة مذهلة من المقتنيات الأثرية النادرة والمصنوعات والأعمال الحرفية التي تم اكتشافها في مدينة البترا في المملكة الأردنية الهاشمية، بحضور كريم من معالي الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وسفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة الإمارات العربية جمعة العبادي، وسعادة القنصل الأردني براء الزعبي، وسعادة القنصل السوداني عبدالعظيم محمد الصادق، وسعادة القنصل الألماني مارك جيسيل، والسيد علي المري مدير عام دارة الشيخ سلطان القاسمي، دكتور صباح عبود جاسم مدير عام هيئة الآثار بالشارقة، والدكتور عبد الستار عزاوي من دائرة الثقافة بالشارقة، ويزن الخضير مستشار السياحة في السفارة الأردنية، ودكتور زكي أصلان، مدير عام مركز الآثار “إكروم”، محمد أحمد الكيت مدير عام المتاحف والآثار في إمارة رأس الخيمة.
وقد مثّل المعرض من المملكة الأردنية الهاشمية، سعادة الدكتور منذر الجمحاوي، مدير عام دائرة الآثار العامة في المملكة
الأردنية الهاشمية، والسيدة سامية خوري، مديرة المتاحف والتوعية الأثرية في دائرة الآثار العامة.
ويستعرض الحدث الذي تستمر فعالياته من 23 نوفمبر 2016 إلى 16 مارس 2017، الإرث التاريخي والفني الذي كانت تزخر به مملكة الأنباط العربية وعاصمتها البترا المحفورة في الصخور، والتي يطلق عليها اسم المدينة الوردية.
ويعد المعرض الذي يقام بالتعاون ما بين إدارة متاحف الشارقة ودائرة الآثار العامة في الأردن، الحدث الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية بأكملها، كما أنه يدعم المساعي الرامية لتحقيق التبادل الثقافي بين المجتمعات العربية.
وسيكتشف الزوار القادمين إلى المعرض العلاقات التي جمعت البترا، باعتبارها أحد أهم المراكز الاقتصادية، مع بقية أرجاء المنطقة العربية، إضافة إلى اطلاعهم على جوانب التشابه في التاريخ والثقافة بين مملكة الأنباط ومنطقة مليحة التي تعد من أهم المواقع الأثرية في الشارقة، والتي بينت التنقيبات فيها قوة الصلات والروابط التجارية والثقافية التي جمعت مليحة والبترا وبقية حواضر التجارة العربية.
وفي تصريح لها قالت سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة: “نحن فخورون للغاية للتعاون مع دائرة الآثار العامة في الأردن من أجل إحضار هذا المعرض إلى الشارقة. وابتداءً من اليوم سيتمكن الزائرون من معرفة وفهم واحدة من أهم الحضارات التي شهدتها المنطقة عبر تاريخها، وما تميزت به من إرث تاريخي وفني كانت تزخر به مملكة الأنباط العربية وعاصمتها المحفورة في الصخور”.
وأضافت: “تلعب إدارة متاحف الشارقة دورًا بالغ الأهمية في تحقيق التبادل الثقافي. وبلا شك فإن استضافة معرض أثري بهذا المستوى من الأهمية والثراء في معروضاته ضمن هذه المنطقة وللمرة الأولى، يساهم بلا شك في التعريف بهذه المدينة المذهلة، الأمر الذي يؤدي تاليًا إلى المحافظة على الإرث الثقافي للحضارات العربية”.
وقد صرح منذر الجمحاوي، مدير عام دائرة الآثار في المملكة الأردنية الهاشمية: ” يأتي هذا المعرض تجسيدا لمذكرة التعاون الأردنية الإماراتية الموقعة بين دائرة الآثار وإدارة المتاحف وتمكين العاملين في البلدين من تبادل الخبرات من البحوث والدراسات والتنسيق المشرك بينهم باستضافة المعارض التي تعكس الموروث التاريخي للبلدين وكيفية الترويج لهام سياحياً. نحن نتطلع إلى المزيد من العمل المتشرك مع إدارة المتاحف وذلك لإيماننا بالنهج الذي تسير عليه إمارة الشارقة ممثلة بقيادتها الرشيدة بالاهتمام بالإرث والتاريخ والحضارة العربية وحمايتها والإضاءة عليها، وستبقى الشارقة المركز المنير لاحتضانها الابداع بالعالم العربي واليوم تسلط الضوء على البترا- أهم المواقع العربية المدرجة على قائمة التراث العالمي وإحدى عجائب الدنيا”.
وفي تعليق لها على تنظيم المعرض وتمثيله في الشارقة، قالت سامية خوري: ” شهدنا افتتاحا رائعا اليوم بعد عمل استمر لمدة ستة أشهر على قدم وساق بين الفريق المسؤول عن معرض البترا في كل من دائرة الآثار العامة وإدارة متاحف الشارقة . نفخر اليوم بأن الإطلاق العربي الاول لهذا المعرض العالمي الذي جاب عدد متاحف أوروبية في العامين الماضيين حدث اليوم في إمارة الشارقة راعية الفنون والثقافة في العالم العربي. إن النسيج الثقافي الذي تشهده دول الإمارات سيساهم بالترويج للسياحة الأردنية وخاصة لمدينة البترا الخالدة.”
ويتضمن معرض “البترا: أعجوبة الصحراء” مجموعة فريدة ونادرة من المقتنيات الأثرية التي تم اكتشافها في مدينة البترا عاصمة الأنباط، والتي كانت مختفية بين الصخور الحمراء والحجارة الرملية في الأجزاء الجنوبية من المملكة الأردنية الهاشمية.
وتتمتع البترا بأهمية بالغة باعتبار أنها كانت عاصمة مملكة الأنباط القوية والغنية بين عامي 300 قبل الميلاد و106 ميلادي. وتسلط الأعمال الأثرية في هذا المعرض الضوء على تاريخ البترا التي كانت مركزًا سياسيًا واقتصاديًا، وبفضل موقعها الاستراتيجي، تمكنت البترا من التحكم بطرق التجارة، وخاصة تجارة البخور والعطور والتوابل. واليوم تبرز هذه المدينة باعتبارها الموقع الأثري العربي الوحيد ضمن قائمة عجائب الدنيا الجديدة في العالم”، بعدما أدرجتها لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو عام 1985.
ويقدم المعرض نماذج من الإنجازات النبطية في مجالات الصناعة والهندسة والفنون.
وتكشف بعض القطع الأثرية المعروضة مدى أهمية المعبد الكبير في البترا، ومن ضمنه نظام السباكة وضخ المياه تحت الأرض، والذي يضمن توفير مياه الشرب حتى في أوقات الجفاف. كما يبين المعرض أيضًا مدى التطور التقني في ذلك الوقت من خلال عدة معروضات مثل يد الإبريق البرونزي المنحوتة على هيئة ميدوزا، والتي يعتقد أنها قد صنعت في إحدى الورش في مدينة البترا نفسها.
كما سيتعرف الزائرون على معتقدات سكان مملكة الأنباط في الماضي، مثل الآلهة التي آمنوا بها، وكيف كانوا يبنون مداخل مزينة بصورة ميدوزا لإبعاد الشر عنهم.
وأضافت عطايا بقولها: “يعد تنظيم هذا المعرض جزءًا من الأهداف التي تسعى إدارة متاحف الشارقة لتحقيقها على المدى الطويل من خلال تسليط الضوء على التاريخ في الإمارات والعالم العربي. كما أنه يؤكد على الروابط والصلات التاريخية بين المراكز الاقتصادية القديمة في الإمارات ومدينة البترا التاريخية. وبالتأكيد فإن هذه الحواضر كانت قد لعبت دورًا بالغ الأهمية في إثراء الحضارات البشرية في العصور القديمة”.
واختتمت بقولها: “لم يكن ليكتمل العمل على تنظيم معرض “البترا: أعجوبة الصحراء” دون الجهد والعمل الذي ساهمت به دائرة الآثار العامة في الأردن. ومن دواعي سرورنا أن نعبر لهم عن فخرنا وامتناننا لمساهمتهم الهامة، ونتطلع إلى أن يكون هذا العمل فاتحة تعاون مثمر ومتطور خلال السنوات القادمة بين الجانبين”.