ما هي قصة أشهر ملصق في الحرب العالمية الثانية “WE Can Do It”؟

ربما شاهدت هذه الصورة قبل ذلك، وظننتها صورة عادية، لكن ما لا تعرفه أن هناك قصة خلفها. يعود هذا الملصق للعام 1942 أي خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، أما الصورة فهي لفتاة تبلغ من العمر 20 عامًا، تضع على شعرها رباط رأس أنيق بينما تعمل في مخرطة تابعة لإحدى المحطات الجوية الأمريكية.

اكتسبت الصورة شهرة، وقد ظهرت في الصحف والمجلات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. لاحقًا ساهمت هذه الصورة في إلهام الفنان جي هوارد ميللر في تصميم ملصق دعائي خاص بالحرب العالمية الثانية عام 1943، وقد كان هدفه تحفيز النساء الأمريكيات للحصول على وظائف خلال فترة الحرب، للقيام بدورهن بمساعدة البلاد.

نساء يعملن في المصانع الحربية

لاحقًا أصبح هذا الملصق مرادفًا لـ “Rosie the Riveter” أو روزي اللحامة وهو رمز ثقافي للولايات المتحدة، يمثّل النساء الأمريكيات اللاتي يعملن في المصانع وأحواض بناء السفن خلال الحرب العالمية الثانية حين كن ينتجن الذخائر والإمدادات الحربية. فأصبحت الحكومات تستخدم تلك الملصقات لتشجيع النساء على التطوع والعمل في المصانع زمن الحرب.

أُعيد نشر الملصق مرة أخرى في الثمانينات حيث لقي شهرة واسعة، وبعد كل هذه السنين شاهدت “جيرالدين هوف دويل” الفتاة التي تظهر في الملصق صورتها لأول مرة، حيث لم تعلم عنها من قبل. وقد تذكرت أنها صورة ملتقطة لها خلال عملها في أحد مصانع الذخيرة خلال الحرب العالمية الثانية، وقد تم إعادة نشر الملصق لاحقًا بصيغة مختلفة “We Can Do It” أي “نستطيع فعلها”؛ كرمز للحركة النسائية.

ذاع صيت الملصق كثيرًا، وقد تم استخدامه في مجالات مختلفة بعيدة عن الحرب. فقد وضعت مجلة “Smithsonian” الصورة كغلاف للعدد في شهر آذار من عام 1994 لتدعو القارئ لقراءة المقال المميز عن أصحاب الملصق وقت الحرب. أما خدمة البريد في الولايات المتحدة الأمريكية فأنشأت طابعًا عام 1999 معتمدًا على نفس الصورة مع إضافة العبارة “النساء تدعم جهود الحرب”.

جيرالدين هوف

أصبحت الصورة معروفة على نطاق واسع جدًا، حتى على نطاق الاستخدام التجاري، وبذلك خرجت الصورة عن الهدف الأصلي الذي نُشرت لأجله خلال الحرب العالمية الثانية، حيث استخدم الشعار في تزيين القمصان، والوشوم، وفناجين القهوة ومغناطيس الثلاجة. كما أصبح رمزًا يُستخدم في المؤسسات والجمعيات والسياسة.

على الرغم من أن الجميع يعلم أن الصورة تعود لجيرالدين دويل، إلا أنه في العام 2009 خرجت سيدة تُسمى نعومي باركر فريلي تدّعي أن الصورة تعود لها خلال عملها في أحد المصانع الحربية، لكن لم يؤكد أحد ذلك. وبغض النظر عن ملكية الصورة، فيعد هذا الملصق رمزًا كبيرًا ليس على مستوى الولايات المتحدة إنما في العالم.

المصدر

Exit mobile version