أول مرة يتم فيها استخدام نظام الأسلحة العابرة للقارات كان خلال الحرب العالمية الثانية، والذي استطاع الوصول لأكثر من 8000 كيلومتر. قد تعتقد أن الولايات المتحدة أو ألمانيا هما اللتان تقفان وراء هذا النظام، إلا أن مبتكر هذه الأسلحة هو الجيش الياباني. لم تكن أسلحة عادية كما قد تظن، بل كانت البالونات الهوائية الكبيرة!
إطلاق البالونات
صدّق أو لا تصدّق فقد كانت البالونات أسلحة استخدمها الجيش الياباني، من ابتكار العالم الياباني الشاب “سيوشي كوسابا” الذي كان يعمل في مختبر “Number Nine Research Laboratory”. مع نهاية حرب المحيط الهادئ (1941 – 1945) كانت اليابان تشعر باليأس حيال ما قد تفعله لإنقاذ الموقف. فقد كانت بحاجة لإيجاد وسيلة ضغط على الولايات المتحدة. فجاء العالم كوسابا وفريقه بفكرة سلاح مثيرة للاهتمام، تقوم على إطلاق بالونات تقطع المحيط الهادئ وتصل إلى أمريكا.
كيف تعمل؟
كانت فكرة إطلاق البالونات تبدو مجنونة، إلا أنها مثيرة للاهتمام. فالبالونات رخيصة الثمن، وسهلة الإنتاج. علم العلماء اليابانيون أنه يمكن للطائرة النفاثة أن تحمل البالونات من اليابان إلى الولايات المتحدة في غضون ثلاثة أيام.
ولإطلاقها، كان يلزم ضبط البالونات الهوائية المحلّقة، لتبدأ بعدها بفقد الهيدروجين، وبالتالي ينخفض معها الارتفاع، وهو ما سيؤدي إلى سقوط القنابل الموجودة داخلها. وقد فعل الفريق الهندسي الياباني ذلك عن طريق حساب معدل فقدان الهيدروجين، ومن ثم تحديد الكمية الدقيقة للهيدروجين التي تؤدي لانخفاض علو البالون وبالتالي سقوط المتفجرات التي توجد بداخله. وقد تم إطلاق 9000 بالون محمّل بالقنابل تجاه الولايات المتحدة.
هل كان سلاح البالونات فعّال؟
في الحقيقة، لم يكن فعّالًا، وذلك لعدة أسباب، فمساحة الولايات المتحدة كبيرة، ومن الصعب أن تغطي تلك البالونات هذه المساحة الكبيرة، والتي تمتد في جبال وسهول وغيرها من التضاريس. فعلى الأرجح أن تلك البالونات كانت تسقط في مساحات فارغة.
ومن بين 9000 بالون تم إطلاقه، فقد تسبّب واحد منها فقط بمقتل سيدة وأطفالها الخمسة في جنوب أوريغون في مايو 1945، حيث قُتلوا جميعًا من بالون اقتربوا منه ليكتشفوه، فانفجر فيهم. على الرغم من أن البالونات لم تُحدِث خسائر لدى الطرف الأمريكي إلا أنها نجحت في صنع معادلة الرعب!
اقرأ أيضًا: