هذه قصة عبد الرحمن إبراهيم بن سوري الأمير المسلم الذي خطفه تجار العبيد الأوروبيين وباعوه عبدا لصاحب مزرعة قطن في الولايات المتحدة في نهايات القرن الثامن عشر .
ولد الأمير عبد الرحمن في سنة 1762 في غينيا، وكان أبوه الملك سوري ملكا على إقليم فوتاجلون، في سنة 1788 كان الأمير عبد الرحمن يقود جيش أبيه عائدا من معركة عندما وقع في كمين لتجار العبيد الأوروبيين وتم أسره وشحنه في سفينة إلى العالم الجديد .
بيع الأمير عبد الرحمن في مدينة ناتشيز في ولاية المسيسبي لرجل أمريكي صاحب مزرعة صغيرة، يدعى هذا الرجل توماس فوستر، أخبر الأمير عبد الرحمن صاحب المزرعة أنه أمير وليس عبدا وحكى له قصة اختطافه لكن صاحب المزرعة لم يعبأ به، بل وصار يتندر عليه ويناديه بالأمير .
في سنة 1794 وأثناء حياة العبودية تزوج الأمير عبد الرحمن وأنجب تسعة أبناء أصبحوا مثله عبيد لصاحب المزرعة توماس فوستر، كان للأمير معرفة عظيمة بزراعة القطن، أدت هذه المعرفة إلى جعل توماس فوستر واحدا من الأثرياء .
كان هناك طبيب أمريكي سبق له زيارة غينيا ويعرف الأمير عبد الرحمن، وشاءت الأقدار أن يرى الطبيب ما حل بالأمير المسلم، فتوجه الطبيب إلى توماس فوستر وطلب منه أن يعتقه، ولكن توماس فوستر رفض رفضا قاطعا .
في سنة 1826 قام صحفي أمريكي بإيصال رسالة من الأمير عبد الرحمن إلى عائلته في غينيا، بطريقة ما وصلت أخبار الرسالة إلى سلطان المغرب، فطلب السلطان من الرئيس الأمريكي جون آدمز إطلاق سراح الأمير عبد الرحمن، استجاب الرئيس الأمريكي وأصدر أمرا بإعتاق الأمير عبد الرحمن، عند اصدار القرار الرئاسي كان قدر مر على الأمير عبد الرحمن أربعين عاما في العبودية .
فرحة الأمير عبد الرحمن بالحرية لم تكتمل لأن أمر الرئيس الأمريكي شمل زوجته ولكنه لم يشمل أبناءه التسعة، فحاول الأمير أن يجمع الأموال لكي يتمكن من شرائهم من عائلة فوستر، ولكنه لم يتمكن إلا من جمع نصف المبلغ المطلوب، فاضطر حزينا إلى القبول بالعودة إلى أفريقيا دون أبناءه، أثناء رحلة العودة اصيب الأمير عبد الرحمن بالحمى وتوفي قبل أن يصل إلى أفريقيا وكان ذلك في سنة 1828، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إقرأ أيضا :
العبودية الحديثة وباء يستشري في العالم