استنشاق غاز الهيليوم والتحدث بصوت دافئ ورفيع من الخدع الكلاسيكية في الحفلات والعروض التلفزيونية. بمجرد استنشاق الغاز من بالون مملوء به، يُصبح صوتك شبيهًا بصوت Daffy Duck! فما الذي يحدث بالضبط؟ وهل الهيليوم هو الغاز الوحيد الذي يُغيّر طريقة حديثك؟
لماذا استنشاقك غاز الهيليوم يجعل صوتك مضحكًاا؟
يُعتبر صوتك فريدًا من نوعه تمامًا كالبصمة. ويصدر الصوت بدايةً من صندوق الصوت المعروف باسم “الحنجرة”، وهي قطعة غضروفية يبلغ طولها 2 بوصة تقريبًا وتقع في الجزء العلوي من الحلق. في هذا الصندوق، هناك نوعان من الخيوط الممتدة من الأنسجة المخاطية التي تتمدد أفقيًا عبر الحنجرة، وهي الحبال الصوتية. والتي تهتز ضد بعضها البعض عند اصطدام الهواء القادم من الرئتين بجانبها السفلي، ما يُنتج ترددات طنينية صوتية.
ويعتمد تردد الصوت الناتج على مقدار اهتزاز الحبال الصوتية، فلو اهتزّت بمعدل مائة مرة في الثانية، فذلك سيُنتج صوت بتردد مائة هرتز “هزة/الثانية”. يؤثر اهتزاز الأحبال الصوتية على صفة من صفات الصوت تُسمى pitch، وهي التواتر الطبيعي للصوت، مثل أن التواتر الطبيعي للأحبال الصوتية لشخص ما يساوي 100 هرتز، وكلما ازداد تواتر الصوت أصبح أكثر حدة. أما اهتزاز الصوت في مجرى الصوت فيُعرف باسم timbre أو طابع الصوت، وهي الخاصية التي نُميّز من خلالها أصوات الآلات الموسيقية المختلفة. فالكمان له طابع صوت مختلف عن آلة التشيلو. وما يحدث عند الحديث أن الأصوات تبدو مختلفة بسبب أن أجزاء أخرى في الفم تُشارك في عملية الكلام مثل تحريك اللسان والشفتيْن، ما يسمح بتشكيل تواترات طنينية مختلفة.
أما عند استنشاق الهيليوم!
يُعتبر غاز الهيليوم أخف من الهواء. ما يعني أنه يسمح للصوت بالتحرك بسرعة أكبر من خلاله – ما يُقارب أسرع بثلاث مرات من الهواء العادي – . لذلك، تتحرك الموجات الصوتية بشكلٍ أسرع في المسالك الصوتية، ما يرفع الترددات في صوتك. الأمر يُشبه إلى حدٍ كبير تسريع صوتك فيبدو أعلى وأكثر حدة.
لكن لماذا يبدو أن بعض من يستنشق الهيليوم يُصبح صوته أكثر عمقًا؟
هؤلاء الناس لا يستنشقون غاز الهيليوم، إنما غاز سداسي فلوريد الكبريت، وهو أثقل بست مرات من الهواء. لذلك تتحرك الموجات الصوتية خلاله بشكل أغلظ، ما يُضاعف من الترددات المنخفضة في صوتك. لكن المهم أن درجة الصوت لا تتغيّر عند استنشاق الغازيْن، لأن الحبال الصوتية تتحرك بنفس المعدل بغض النظر عن الغاز الذي تتنفسه. لذلك لا يتغيّر تردد صوتك الأساسي، ويبقى كما هو.
بغض النظر عن الصوت الذي ترغب بتجربته، سواء كان صوت البطة دونالد أو صوت عميق وغليظ، ضع في اعتبارك أن استنشاق أي غاز عدا الهواء يُمكن أن يكون ضارًا وخطيرًا. خاصةً إن كانت كثافة الغاز أكبر من كثافة الهواء، ما يُعرّضك لخطر الاختناق.
اقرأ أيضًا: