الإيمو مصطلح أُطلق بالبداية على نمط موسيقي خاص يبدأ منخفضًا ثم يأخذ بالارتفاع، ثم أصبح تسمية لجماعة تتبع نظام لبس معين وتسريحة شعر خاصة ونمط موسيقي خاص.
من هم الإيمو؟
الإيمو في أبسط شروطها أن تكون حساسًا عاطفيًا، فتكون على اتصال بالعاطفة، والتعبير عنها. فأولئك الذين يرون أنفسهم إيمو هم ببساطة أكثر اتصالًا بمشاعرهم. وهذه المشاعر قد تكون سعيدة، أو حزينة، أو متحمسة. وعلى أولئك الذين يطلقون على أنفسهم إيمو أن يكونوا أكثر تناغمًا مع مشاعرهم الداخلية. في معظم الحالات فإن الحالة الغالبة للإيمو هي الحزن والشعور بالإحباط، وهذا ما يفسر طريقة اللبس والسلوكيات. وخلافًا لغيرهم فهم يخفون حزنهم، وذلك لشعورهم بالتناغم معه وتقبله بدلًا من التخلص منه، والتظاهر بأنهم سعداء في حين أنهم ليسوا كذلك.
ماذا يعني أن تكون إيمو؟
هناك دلالات مختلفة حين يتعلق الأمر بتحديد أحد الأشخاص على أنه إيمو. أولًا وقبل كل شيء، أولئك الذين يُعتبَرون إيمو يجب ألا يكونوا على استعداد فقط لمعرفة عواطفهم الخاصة فقط، إنما يجب أن يكونوا على استعداد أيضًا ليخبروا الآخرين عنهم ممن يشابهونهم في الميول والعواطف. ويمكن أن يكون ذلك في أغنية، أو قصيدة أو قصص، أو مجرد تقاسم العواطف. فإن لم يكن لدى الشخص ميل لتبادل المشاعر ومشاركتها داخل مجتمع الإيمو فلن يكون إيمو. فأن تكون إيمو يعني أن تكون على اتصال بالعواطف وأن تكون على استعداد لمشاركة عواطفك والتعبير عنها حتى لو كانت حزينة أو تعيسة. فإيمو اختصار للكملة الإنجليزية “Emotional” أو “Emotive” أي عاطفي. وقد بدأ ظهور الإيمو مع بروز فرق موسيقية أمريكية، مثل: صني داي ريل إستيت، جوبريكر، جيمي إيت وورلد بسبب تركيزها على المحتوى الغنائي العاطفي.
كيف يبدو شكل الإيمو؟
للإيمو نمط معين في المظهر الخارجي، وهنا يجب ألا يكون خلط بينهم وبين الجوثيك “Gothic” والذين يزينون وجوههم بألوان مخيفة وتساريح شعر مرعبة، وهم غالبًا من عبدة الشيطان. فأولئك الذين يعتبرون أنفسهم إيمو يرتدون الألوان الداكنة، والمكياج الثقيل، والكثير من الإكسسوارات الغريبة مثل الجماجم والأسوار الجلدية والأقراط التي يضعونها في أماكن مختلفة من الوجه. ويحصل الإيمو على هذه الملابس والأغراض من متاجر خاصة بهم، والتي قد تروج المخدرات لهم.
أما الشعر فهو غالبًا انسيابي ناعم مع وجود أجزاء بارزة منه في جوانب الرأس. وأحيانًا قد يغطي الشعر العينين، أو قد يكون مصبوغًا بألوان زاهية مثل الزهري، أو الأزرق.
انتشرت الإيمو في أمريكا وأوروبا في الثمانينيات والتسعينيات، وقد ارتبط انتشارها بانتشار موسيقى الروك وكذلك موسيقى الميتال التي يعلو فيها صوت الجيتار بحيث يبدو مشوشًا، وهي نوع من الموسيقى الصاخبة والغناء المزعج والتي ينظر إليها كثيرون على أنها موسيقى لعبادة الشيطان.
ربما الإيمو موجودين منذ زمن قبل أن يوجد في العصر الحديث. فبعض الناس اعتُبروا من الإيمو قبل وجودها، مثل: شكسبير، وسيلفيا بلاث، وأوسكار وايلد، وبيكاسو وذلك لأنهم كانوا في تناغم مع مشاعرهم الداخلية التي تم قمعها والفزع منها في ذلك الوقت. وهناك سبب آخر، وهو أنهم لم يشعروا بالقلق من الطريقة التي كان ينظر إليهم الناس من خلالها، وكانوا أكثر عرضة لقضاء الوقت في التفكير، كما كانوا أكثر ميلًا لأن يكونوا جزءًا من أنفسهم أكثر من الانتماء للمجتمع.
غالبًا أفراد الإيمو انطوائيون؛ هذا يجعل من الصعب تكوين صداقات، أو أن يكونوا جزءًا من المجتمع، أو جزءًا مما هو في نظر الناس عادي وطبيعي.
غالبًا ليس للإيمو أي توجه ديني، لكن هناك اتهامات لها على أن أفرادها من عبدة الشيطان وذلك من نمط اللباس والتسريحات الغريبة والمكياج وكذلك الوشوم والإكسسوارات القريبة من نمط الجوثيك عبدة الشيطان. لكنها في نظر كثيرين ثقافة وتوجه نفسي أكثر من أي شيء آخر. يختلف الإيمو عن الجوثيك والذين يزدرون جميع الأديان ويقدّسون الشيطان ويقيمون طقوسًا تعبدية له.
وخلاصة القول أن الإيمو ثقافة وليست عادة أو ظاهرة، يرى البعض أفرادها مرضى نفسيين لأنهم يميلون للحزن والعزلة والانطوائية والاكتئاب وتعاطي المخدرات. وقد بدأت بعض الدول تخشى من تنامي حركة الإيمو لارتباطها بالاكتئاب وحالات الانتحار والقتل. فقد أصدرت روسيا قرار إغلاق المواقع التي تدعو إلى الإيمو ونشر حركات الاكتئاب، وتمنع الظهور بنمط الإيمو في المدارس والدوائر الحكومية، كما اتخذت المكسيك خطوات مماثلة.