ماذا ستكون ردة فعلك عندما تقوم بتسليم جميع ممتلكاتك طواعية لشخص لآخر بدون أي مقابل؟ هل أنت متفاجئ من هذا السؤال؟ حسناً، الأمر نفسه وأسوء من ذلك بكثير يحدث مع سكان وسياح كولومبيا والإكوادور، إذ إن المجرمين هناك يضعون الشخص تحت تأثير عقار من الممكن أن يتسبب في قتله أو يجعله يُقدم على عمليات القتل، ويصبح تحت تصرفهم بكامل قواه. هذا العقار يُعرف باسم سكوبولامين أو burundanga ويُطلق عليه البعض اسم “نَفَس الشيطان”، وهو معرف بأنه العقار الأخطر في العالم.
سكوبولامين.. عقار خطير تستخدمه العصابات لمسح ذاكرتك!
سكوبولامين، هو نوع من المخدرات المنوِّمة، والتي توضع على شكل مسحوق في المشروبات للغرباء، حيث يصبح هذا الشخص تحت رحمة شخص آخر. وبعد أن يزول مفعول هذا المخدر فإن ذلك الشخص لن يكون قادر على تذكر ما حدث له في الثماني ساعات السابقة. خلال هذه الساعات الثمانية يكون الشخص الذي تعاطى هذا العقار تحت سيطرة الشخص الذي خدَّره. وهناك الكثير من القصص المرعبة حقاً حول استخدام هذا العقار من قِبل عصابات الإجرام على الناس.
إذ إن البعض قام بمنح كل ما يملك لهذه العصابات، والبعض الآخر قام بالسرقة والقتل، وبعضهم تعرض للاغتصاب والجرائم البشعة.
يتم الحصول على هذا العقار من زهور وبذور شجرة “borrachero” التي تنمو عادة في كولومبيا، حيث تحتوي على مركب كيميائي يعرف باسم “burundanga”، ويستخدم كدواء من قِبل العديد من المواطنين في أمريكا الجنوبية لطقوس روحية. ويؤدي هذا العقار إلى الهلوسة، وعدم وجود الإرادة الحرّة. أما فقدان الذاكرة فهي أسوء ما قد يحدث للشخص المتعاطي، بالإضافة إلى أن جرعة كبيرة منه، من الممكن أن تؤدي إلى الموت بسبب فشل في الجهاز التنفسي.
وفقاً لتقديرات غير رسمية، فإن هناك أكثر من 50,000 حادث يحصل بسبب السكوبولامين كل عام، معظمها تحدث في النوادي الليلية، والحانات، والشوارع. لكن هذه الحوادث لا تحصل فقط في أمريكا الجنوبية، بل أيضاً في باقي دول العالم.
يقال بأن هذا العقار كان واحد من أول العقاقير التي تم استخدامها أثناء الاستجواب في القرن ال20، بواسطة الاتحاد السوفياتي سابقاً، وأيضاً في عمليات الاستجواب النازية. وبعض الأطباء كان يُشرّع أخذه كدواء للمرضى، من أجل نسيان الألم.
بشكل عام فإن هذا النوع من المخدرات لا يسهل الحصول عليه، فهو ليس لأغراض المتعة كباقي الأنواع، بل هو يعد كتجربة مروعة. هناك البعض يقولون بأن لديه بعض الإيجابيات، إذ إنه يساعد على علاج الحركة، ويكون فعال ضد أنواع معينة من الاكتئاب الحاد، إذا ما تم أخذه بالقدر الصحيح.
أما الباحثون اليوم، فإنهم غير قادرين بعد على تحديد بالضبط ما الذي يفعله في الجسم، والخبراء لا يزالون يبحثون عن السبب وراء ارتفاع الحوادث المتعلقة به في كولومبيا.